يُحكى أن.. عنوان لأغنية أردنية جميلة تتغنى بأسود بلادى خير أجناد الأرض وكل من ينتمى لجيش مصر العظيم.. يغنى عمر العبداللات للمصريين لقوتهم وعزيمتهم الجبارة.. «جبال بيهدوا.. براكين بيسدوا.. هما المصريين» وهذه الأغنية هى المفضلة عندى كل وقت.. وعندما أجتمع مع أحفادى، اعتدنا أن يختار كل منا أغنية يحبها وينظر لى «رفيق» حفيدى ويقول لى: دورك.. ويشغل تلك الأغنية التى أعشقها «يُحكى أن» وهنا يتحول الهدوء الذى يناسب سنى إلى حيوية بنت العشرين وأظل أصفق وأغنى مع الأغنية بحماسة وكأننى الجيش المصرى الذى يهد الجبال. وبمناسبة أصالة الجيش المصرى نتذكر معًا ماذا حدث بعد حرب 1967 «يونيو الكئيب» هل استسلم المصريون؟. هل ركن إلى الرحرحة فى كهوف الأمن بعيدًا عن مواجهات العدو..؟ لا وألف لا.. لم ننتظر لعلاج جراحنا ولم نختبئ وراء أسوار الندب والندامة باستسلام مهين لعدو يفتخر بنصر حققه فى حرب لم يختبر فيها الجيش المصري!.. ظهرت أصالة المقاتل المصرى يوم 1 يوليو 1967 بعد أيام من الهزيمة عندما أراد العدو احتلال آخر مدينة فى الشرق «بورفؤاد» ظنًا منه أنها مجرد نزهة.. إلا أن الرجال كانت لهم كلمة أخرى!.. أكثر من سبع ساعات قتال بين 30 مقاتل صاعقة وطابور مدرع.. ويُحكى أن الطابور انسحب بعد أن عجز عن التقدم خطوة واحدة عبر رأس العش!!. هنا يحضرنى وعد ترامب اللعين باعتبار الجولان أرضًا إسرائيلية مبررًا ذلك بحقها فى حماية أمنها!!... وأتذكر الرئيس السادات، رحمة الله عليه، فى معركة السلام التى أعاد فيها للعرب كل أراضيهم التى تم احتلالها بعد 1967.. وتمنعوا ورفضوا بل قاطعوا.. وآه لو اجتمع واتفق العرب معه.. لكانت الجولان رجعت لسوريا من زماااااان!! السؤال لترامب: أى أمن لإسرائيل تحتاجه ولم يتم إطلاق رصاصة واحدة على إسرائيل طوال 52 عامًا.. لقد حافظ بشار الأسد على هدوء الجبهة بينه وبين إسرائيل.. وكذلك أهل الجولان من الدروز السوريين استسلموا لمبدأ التعايش السلمى فى الاحتلال شرط أن يكون تحت السيادة السورية.. أخطاء جسيمة.. أولها.. أن هذا الرضا المخزى بالاحتلال بلا مقاومة تذكر والهدوء المخجل سنين طويلة على جبهة الجولان.. مهّد لاغتصاب الأرض الطيبة الأليفة بأنياب الوحش الإسرائيلى.. إن الوطن عزيز لا يفرط فى ترابه إلا فاقد للوعى ركيك المعرفة بالدنيا وتقلباتها!. تسمو مصالح الشعوب فوق المشاعر وهوى الحكام والناس أيضًا.. وعندما يتم التنازع الداخلى كل حسب انتمائه وهواه.. يسهل اختراق الأوطان وتدمير حقوقها وحدث بالفعل!!. ونعود إلى وعد ترامب الذى فاجأ العالم به.. نتذكر معًا قراره الظالم منذ عام تقريبًا باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.. الذى مر مرور الكرام بعد همس وشجب وغضب منا فينا.. وكالعادة اتفق العرب ألا يتفقوا.. يصرون على ردم راية «الاتحاد قوة» فى رمال أحلام من سراب والسعى وراء رضا من يقتلونهم للنجاة من بطشهم.. ولكن البطش شغال والهبش أيضًا!. أهل الشر من قوى الغرب يخططون وينشئون القاعدة وداعش ثم يمثلون محاربتهم.. تمثيليات زائفة واضحة وضوح الشمس ونعمل نفسنا مش واخدين بالنا!. وتظل مصر تجاهد للم شمل العرب وحفظ أمن الشرق الأوسط.. وتمد مصر يدها لتتشابك مع كل بلد عربى أصيل ومعًا يشتد عودنا ونواجه مخاطر جمة تحيط بالأمة العربية.. الوحدة العربية والتكامل العربى الإفريقى حلم حقيقى يمكن تحقيقه بالوعى والإرادة المخلصة للفوز بالأمن والأمان والاستقرار. لقد بدأ الخطر الزاحف على الأرض العربية بغزو العراق وتدميره والقضاء على جيشه القوى.. ثم جاءت ثورات الربيع العربى وانزلق العرب فى أوهام وتخبطات وتخيلات مربكة مزعجة خطيرة تم التمهيد لها بفوضى كونداليزا رايس الخلاقة لهم.. والمدمرة لنا.. ولولا أن التخطيط جيد لأشرار العالم بإلهاء مصر بثورة.. لها ما لها وعليها ما عليها.. ثورة يناير وتوابعها من فوضى أشعلت النيران فى استقرار الوطن العربى وتفتيت سوريا وهدمها كما حدث بالفعل.. ولولا الظروف الخطيرة التى مرت بها مصر لكانت أنقذت سوريا من هذا المصير المؤلم... ولكن يُحكى أن الجيش المصرى لم يسمح بالتهام خير أمة أخرجت للناس وأدار تلك الفترة بوعى واقتدار وحنكة... وأيضًا تحمل كثيرًا من التجاوزات لحفظ أم الدنيا وشعبها الأبى.. إنها مصر التى لم تهدأ طوال ست سنوات احتلال إسرائيل لسيناء وكانت حرب الاستنزاف التى أرهقت وأرهبت العدو الإسرائيلى ولم يهنأ إطلاقًا باحتلال سيناء.. وكان الشعب فى ظهر الجيش واستغنى عن كثير من الكماليات والضروريات لتوفير ما تحتاجه الجبهة حتى تم الانتصار العظيم فى أكتوبر 1973، ويُحكى أن بطولات الجيش المصرى المبهرة مسلسل مستمر يذهل العدو نفسه.. أبطال مصر يتسابقون لنيل الشهادة والدفاع عن جميلة الجميلات أم الدنيا... ولتظل تتباهى بأن فيها حاجة حلوة.. وستظل سوريا قلب العروبة النابض كما قال جمال عبدالناصر.