خرج محمود تلميذ الصف الأول الابتدائى بصحبة أشقائه كعادتهم اليومية واستقلوا السيارة مع خالهم للذهاب الى المدرسة بمنطقة كرداسة بالجيزة؛ ولم يدر الطفل محمود وهو يشاهد المارة من زجاج السيارة أن هناك عيونا تتربص به لتنال منه دون رحمة حيث فكر سباك من معتادى الإجرام فى كيفية تسوية الخلافات المالية والاستيلاء على أموال المقاول حتى يشعر أنه أعاد حقه الذى رفض والد محمود إعادته له. تنطلق سيارة خال الأشقاء مسرعة حتى يلحق الأطفال بطابور الصباح فى مدرستهم وعلى طريقة أفلام الأكشن بعد دقائق من سيرهم فى طريقهم المعتاد حيث فوجى خال الأشقاء بسيارة تقطع عليهم الطريق وترجل منها 4 أشخاص ملثمين وأشهروا الأسلحة فى وجهة وفتح أحدهم باب السيارة وتعدى بالضرب على خال الأشقاء بظهر الطبنجة فى رأسه مما تسبب له فى جرح غائر وقام آخر بجذب الطفل محمود من داخل السيارة بينما قام المتهمون الآخرون بإشهار السلاح فى وجه المارة حتى لا يتدخل احدهم لإنقاذ الطفل وكان لهم ما أرادوا فى بداية الأمر فقاموا بخطف الطفل ولاذوا بالفرار بسيارة ملاكى. ولم تردعهم نظرات الطفل البريئة ولا رقة دموعه ولم ترق قلوبهم لصرخاته ولم توقفهم توسلات الرعب فى عينيه من خطفه وتكميمه بطريقة وحشية ومرت الثوانى والدقائق ثقيلة على خال الأطفال وأسرع بالعودة الى منزل شقيقته وزوجها وأخبرهما بما حدث. صعق الأب غير مصدق ما يسمع وحمل قلقه وصدمته وخوفه على ابنه ووضعه أمام اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بالجيزة وراح الأب يسرد له قصة ابنه المخطوف واخبره بوجود خلافات مالية بينه وبين سباك. حظى بلاغ وقصة الأب باهتمام اللواء رضا العمدة وتم إخطار اللواء دكتور مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بورود بلاغ من «ناصر. س. م» 35 سنة مقاول مُقيم كرداسة يفيد بقيام مجهولين باختطاف نجله «محمود» 6 سنوات تلميذ بالصف الأول الإبتدائى أثناء توجهه وأشقائه للمدرسة صحبة شقيق زوجته «أحمد. ع. » 26« سنة محاسب» بسيارة ملاكى خاصته، حيث فوجئ بقيام أربعة مجهولين يستقلون سيارة ملاكى ترجل منها قائدها والجالس بجواره ومُلثمون، وبحوزة أحدهم طبنجة قام بالتعدى بها على شقيق زوجته فأحدث إصابته بجرح قطعى بالرأس، واصطحبوا الطفل داخل سيارتهم وهربوا. بإخطار اللواء علاء الدين سليم مساعد الوزير لقطاع الأمن العام كلف بتشكيل فريق بحث جنائى لتحديد مرتكبى الحادث وكشفت تحريات اللواء محمد الألفى نائب مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية واللواء مدحت فارس مدير المباحث أن وراء ارتكاب الواقعة المدعو «فتحى. أ. م» «47 سباك» والذى يرتبط بصلة صداقة بوالد الطفل وأنه استعان بنجله «علاء» 18 سنة سباك» وشقيق زوجته «مروان. م. أ» «24 سنة» «سائق» - مقيم بدار السلام بسوهاج ونجل عمه المدعو «محمود. م. أ» 24 سنة «سباك» وذلك على إثر خلافات مالية بين والد الطفل والمتهم الأول. عقب تقنين الإجراءات تم عمل عدة أكمنة بقيادة العقيد محمد عبد الشكور مفتش المباحث نجح خلالها المقدم إسلام سمير رئيس مباحث مركز كرداسة فى ضبط المتهم الأول والثانى، وبمواجهتهما أمام العميد عاصم أبو الخير رئيس مباحث قطاع أكتوبر اعترفا بارتكابهما الواقعة بالاشتراك مع باقى المتهمين، وأرشدا عن مكان احتجاز الطفل بفيلا مستأجرة بمعرفة المتهم الأول بدائرة قسم شرطة ثالث أكتوبر، فى حراسة المتهمين الثالث والرابع. انتقلت قوة أمنية بقيادة المقدم إسلام سمير وتمت مداهمة الفيلا، وأمكن تحرير الطفل المختطف وضبط المتهمين الثالث والرابع، وبحوزتهما «مسدس» صوت و20 طلقة من ذات العيار، وبتطوير مناقشة المتهم الأول أعترف أنه عقد النية على خطف الطفل لإرغام والده على سداد مديونيته وفى سبيل ذلك استعان بنجله وأقاربه الثالث والرابع، ورصدوا تحركات الطفل وقاموا باستئجار السيارة الملاكى المستخدمة فى ارتكاب الحادث، وإعترضوا السيارة التى كان يستقلها الطفل قيادة (خاله)، وقاموا باصطحاب الطفل إلى السيارة عقب تعدى المتهم الثالث على خال الطفل المجنى عليه بالضرب على رأسه بمؤخرة مقبض مسدس الصوت، وفروا هاربين وأيد باقى المتهمين ما جاء باعترافات المتهم الأول. تم اتخاذ الإجراءات القانونية وتحرير محضر وإحالته للنيابة فأمر المستشار محمد المنشاوى المحامى العام لنيابات شمال الجيزة بحبسهم على ذمة التحقيقات تمهيدا لإحالتهم لجلسة محاكمة عاجلة.