ثورة حقيقية يحتاجها قطاع الإسكان في أسيوط بعدما باتت مشكلة السكن تؤرق جميع أهالي أسيوط في كل مكان فلا يكاد يخلو منتدي أو جلسة علي مقهي. أو حوار بين رجل وأولاده وزوجته أو حديث بين الأصدقاء والأصحاب إلا وكان القاسم المشترك ارتفاع الأسعار الجنوني فالعجب كل العجب من حال هذه المحافظة التي وصفها تقرير التنمية البشرية بأنها من أفقر محافظات الجمهورية وأقلها دخلا للفرد في حين أن الصورة للإسكان في أسيوط تختلف تماما عن واقع هذا التقرير فهل يعقل أن سعر متر الأرض للبناء قد بلغ50 ألف جنيه في مدينة أسيوط خاصة في المنطقة المحيطة بجامعة الأزهر وقلب المدينة والأكثر من ذلك أن البعض يطلب أرسعارا خيالية خاصة في منطقة الجمهورية التي يتردد أن سعر المتر بها تجاوز ال50 ألف جنيه في سابقة لم تشهدها محافظات مصر من قبل أما في عواصم المدن بالمراكز فحدث ولا حرج حيث يتراوح سعر المتر ما بين10 و20 ألف جنيه كل حسب موقعه من ديروط شمالا حتي أبو تيج جنوبا. وعن هذه الظاهرة الجنونية يقول حسن محفوظ محمود' موظف' أن ماتشهده مدينة أسيوط هو أمر فاق الخيال حيث أن أسعار الوحدات السكنية قفزت بشكل مرعب لم تشهده المحافظة من قبل خلال السنوات الأخيرة حيث قفزت الأسعار لقرابة المليون جنيه للوحدة السكنية بمنطقة الهلالي في سابقة هي الأولي من نوعها والأغرب من ذلك أن هناك إقبالا عليها ويتم التعامل عليها بشكل طبيعي لتصبح سمة بين التجار والسماسرة ولاعزاء للفقراء من شباب أسيوط الذي يجلس في مقاعد المتفرجين بكل حسرة علي عجزه في الحصول علي مسكن إيواء وليس وحدة سكنية فاخرة. ويوضح الدكتور جمال محمد علي عميد كلية التربية الرياضية بجامعة أسيوط أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار العقارات بمدينة أسيوط هو أن هذه الوحدات الفاخرة تباع وتشتري من أجل الاستثمار العقاري الذي أصبح هدفا للمواطنين يحققون منه مكاسب خيالية والحل الفوري لهذه المشكلة يكمن في البحث عن مجتمع بديل يكون قريبا من مدينة أسيوط خاصة عقب الإقبال الضعيف من قبل الشباب علي مدينة أسيوطالجديدة التي تبتعد عن مدينة أسيوط بكيلو مترات عديدة وبها العديد من المخالفات. وأضاف علاء جمال عبد العزيز' موظف مؤقت' أن مشكلة الارتفاع الجنوني في أسعار الوحدات السكنية بأسيوط باتت أمرا لايهتم به الشباب خاصة وأن المشكلة الحقيقية التي تؤرقهم هي مشكلة الإيجار حيث هجر الشباب فكرة شراء وحدات سكنية ولجأوا إلي استئجار تلك الوحدات بدلا من شرائها ونتيجة لزيادة الطلب علي شقق الإيجار قفزت بشكل جنوني يعجز الشباب عن مواجهته فهل يعقل أن سعر إيجار شقة لاتزيد مساحتها علي63 م مقسمة إلي حجرتين وصالة بلغ700 جنيه شهريا في بعض الأماكن المتوسطة المستوي أما إذا كان في الأماكن ذات الشهرة فحدث ولاحرج في السعر فقد تجاوز حاجز ال1500 جنيه شهريا. واستغرب عبد العال محمد عبد الله' مزارع' من الوضع الحالي في أزمة السكن بأسيوط حيث قال أن الأمور تجري في أسيوط بلا ضابط أو رابط فالأسعار ليس لها سقف محدود وكل يبيع علي هواه حيث أننا سمعنا أن سعر متر الأرض في وسط مدينة أسيوط تجاوز ال50 ألف جنيه أي أن100 متر تساوي5 ملايين جنيه وهو مايشير إلي تعجيز جميع أهالي أسيوط عدا فئة قليلة جدا من المستثمرين الذين أشعلوا الأسعار. ويضيف المحاسب علاء عبد العزيز بجامعة أسيوط أن مشكلة الإسكان في أسيوط تتفاقم بشكل درامي خاصة أن عشوائية التنظيم في البناء والتراخيص جعلت من مناطق في أسيوط أسعارها في السحاب وتدنت الأسعار في مناطق أخري.. الرابط واحد بين الأمرين هو رغبة المواطن في الأماكن التي تتركز فيها الخدمات خاصة بجوار الجامعات ومواقف السيارات والمحافظة, فيما تنخفض الأسعار في مناطق وسط أسيوط مثل حي السادات والحمراء في حين تنعدم الأسعار تماما في مناطق مثل غرب البلد والمجاهدين وغيرها من الأحياء العشوائية ورغم ذلك فمشكلة الحصول علي سكن أو شقة في أسيوط غاية في الصعوبة بل من المستحيل الحصول علي السكن المناسب بالسعر المناسب.