كشفت النيابة العامة عن تفاصيل حادث تصادم محطة مصر, مؤكدة في بيان لها أن التحقيقات التي تجريها في حادث القطار بمحطة سكك حديد مصر بميدان رمسيس, بينت أن الجرار رقم2310 مرتكب الحادث وأثناء سيره متجها إلي مكان التخزين تقابل مع الجرار رقم2305 أثناء دورانه علي خط مجاور عكس الاتجاه مما أدي إلي تشابكهما وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث فترك قائد الجرار الأخير كابينة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار وتوجه لمعاتبة قائد الجرار الآخر رقم2305 الذي قام بالرجوع للخلف لفك هذا التشابك مما أدي إلي تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده وانطلاقه بسرعة عالية مصطدما بالمصد الخرساني بنهاية خط السير بداخل المحطة فوقع الحادث الذي نتج عنه اندلاع النيران ووفاة20 شخصا ممن تصادف وجودهم بمنطقة الحادث متأثرين بالنيران التي أدت إلي احتراق أجسادهم وتفحمها من شدتها, كما نتج عن الحادث إصابة28 شخصا وتم نقلهم لتلقي العلاج بالمستشفيات.وقررت النيابة ندب لجنة من خبراء الطب الشرعي لمناظرة الجثث وأخذ عينات البصمة الوراثية لتفحمها وعدم التوصل لتحديد هوية كل منها, كما تم ضبط المتهم قائد الجرار مرتكب الحادث تنفيذا لقرار النيابة بضبطه وإحضاره, ويخضع الآن للاستجواب.وانتقلت إلي موقع الحادث اللجنة المنتدبة من النيابة العامة والمشكلة من المهندسين المختصين بالهيئة الهندسية للقوات المسلحة والمكتب الاستشاري بالكلية الفنية العسكرية لإجراء المعاينة والفحص اللازم وإعداد تقرير عن أسباب وقوع الحادث والمتسبب فيه وما نتج عن الحادث من تلفيات, كما تحفظت النيابة علي كاميرات المراقبة بموقع الحادث وقام فريق آخر من محققي النيابة العامة بالانتقال إلي المصابين للاستماع إلي أقوالهم. كان فريق من نيابتي حوادث شمال القاهرة والأزبكية برئاسة المستشارين حاتم فاضل المحامي العام لنيابات شمال القاهرة الكلية وحسن عادل رئيس نيابة الأزبكية شارك في معاينة موقع الحادث للوقوف علي أسبابه وكشفت المعاينةعن تفحم3 أكشاك ومكتبتين وتبعثر متعلقات الركاب والضحايا والمصابين علي جنبات الرصيف وتناثر أشلاء آدمية ودماء بموقع الحادث. وأضافت المعاينة أن الجرار اصطدم بالصدادات الخرسانية ثم الرصيف ومبني الحركة مما أدي إلي حدوث الانفجار وتسببت كمية السولار الكبيرة المندفعة من خزان الجرار في ارتفاع ألسنة اللهب وتطاير النيران في المكان وسقوط العديد من الوفيات والمصابين. واستمعت النيابة إلي أقوال المصابين الذين أكدوا أنهم فوجئوا أثناء سيرهم علي الرصيف رقم6 بدخول القطار مسرعا وارتطامه بالرصيف ومبني الكافتيريات ثم أعقبه صوت انفجار ضخم كما استمعت إلي أقوال شهود العيان منالموظفين بمبني الحركة الذي اصطدم به القطار والذين أكدوا أنهم فوجئوا بالحادث ولم يتمكنوا من التدخل وإنقاذ المحطةمن هول المفاجأة, وأكدوا أن جميع الركاب بمحيط الحادث سقطوا بين مصابين ووفيات وقدموا عددا من الفيديوهات التي تكشف تفاصيل الحادث إلي النيابة. وأكد عدد من المصابين في تحقيقات النيابة أنهم فوجئوا بدخول الجرار بسرعة كبيرة ولم يستطيعوا الفرار أو الجري بعيدا, واصطدم الجرار بالرصيف ومن شدة الارتطام وقع الانفجار وتبعها اشتعال النيران التي التهمت عددا من الركاب والعمال الذين تصادف مرورهم أو جلوسهم بموقع الحادث, وقال المصابون: الحمد لله.. ربنا نجانا من الموت بأعجوبة.. مشهد النيران كان مرعبا.