تعيش محافظة الاسماعيلية علي بركة من المياه الجوفية بعد ارتفاع منسوبها الذي وصل في بعض الأراضي الزراعية الي3 أمتار خاصة في شمال المحافظة مما تسبب في تلف العديد من المحاصيل مثل المانجو والبطيخ وحدائق الموالح. وهو مايكلف المزارعين ملايين الجنيهات ومنهم من ترك الأرض وبحث عن عمل آخر والجزء المتبقي يندب حظه بحثا عمن يعوضه الأموال التي صرفها. يقول أحمد علي أحد مزارعي القنطرة غرب انه يمتلك4 أفدنة كان يقوم بزراعتها بمحصولي البرسيم والقمح ولكن الآن مع ارتفاع منسوب المياه الجوفية أصبحت الأرض لاتصلح للزراعة رغم أنه تقدم بالعديد من الشكاوي للمسئولين عن قطاع الري والزراعة لكن أحدا لم يستجب لها. ويضيف محمود فتح الله مزارع أن هناك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية تعرضت للبوار بسبب زيادة منسوب المياه الجوفية وأصبحت بعض الأماكن عبارة عن مستنقعات للمياه الراكدة, لأن المصارف الفرعية تحتاج الي اعادة تطهير خاصة المصرف الرئيسي نوارة والذي تصب فيه المصارف الأخري, مطالبا بسرعة اجراء أعمال التطهير التي من المفروض أن تتم بصفة سنوية من أجل تصريف المياه وتدفقها بسهولة لضمان ارتفاع منسوبها. وأشار أحمد رضوان من مزارعي الرياح الي أن شبكة الصرف الزراعي المغطاة لم تؤد دورها الحيوي لأن الهوايات( فتحات الشبكة) تتراكم فيها أكياس البلاستيك المتطايرة وتسبب انسدادا في المواسير الموجودة تحت الأرض ويجب التخلص من هذه القمامة المتراكمة بمواسير شبكة الصرف الزراعي المغطاة وذلك لتجف الأراضي التي زاد منسوب المياه بها. ويوضح منصور أبو علوان من سكان عزبة السلام أن مصرف شمال الاسماعيلية لم يتم تطهيره منذ4 سنوات وكذلك مصرف نوارة والمصارف الأخري مثل البلاح والوادي بجانب المصارف الأخري الفرعية والتي تحتاج لعملية اعادة تطهير من الحشائش التي تعوق حركة تدفق المياه الجوفية والمسماة بنبات البردي والبوص والعريشة وورد النيل والعديس والمجنة والنسيلة والزلف والريم وديل الحصان. وقال عبد الحميد شيخون مزارع نطالب بسرعة تطهير المصارف رحمة بزراعتنا التي تلفت وأصبحنا علي أبواب السجون بسبب تراكم الديون علينا ويجب علي المسئولين بادارة الصرف الزراعي بالاسماعيلية انصافنا. ويستطرد حسن عبد الرحيم مزارع في الكلام أن المياه زاد منسوبها بأرضه رغم انشائه لمصارف فرعية بداخلها لكن المصارف الرئيسية تظل مملوءة بالمياه ولايستطيع التخلص منها لأن أغلب ماكينات الرفع معطلة خاصة الموجودة عند نهاية مصرف البلاح والتي تعمل حسب المزاج. وأضاف عواد المعازي من سكان أم سويد أن المساحات الزراعية المرتفعة عندما تمت زراعتها كانت سببا في زيادة المنسوب خاصة أنها لاتروي بنظام التنقيط للري الحديث وانما تروي بالغمر. ويطالب اسماعيل مغربي أحد المزارعين بتحويل الأراضي التي تلف المحصول بها الي مزارع سمكية منتجة بدلا من وجود الذباب والبعوض والروائح الكريهة التي تسببها تلك المستنقعات للمياه الراكدة وقال: للأسف الوحدات المحلية والادارات الصحية والبيئية والموارد المائية بالمحافظة تخلت عن وضع حلول لمشاكلنا بعد أن أضيرت محاصيلنا بسبب زيادة منسوب المياه الجوفية. وعلي اللجان الزراعية المختصة سرعة حصر الأراضي التي تم تبويرها لأننا قمنا ببيع الغالي والنفيس من أجل الحصول علي الأراضي لزراعتها لكن ضاع الحلم وأصبح موقفنا صعبا لانعرف مصيرنا خاصة أن أبواب السجون في انتظارنا بعد ان اقترضنا الأموال من البنوك والأفراد وأصبحنا مطالبين بردها حسب قوله.