كشفت مستندات جديدة في الدعوي المقامة ببطلان وفسخ عقد بيع بنك الإسكندرية لمجموعة سان باولو الايطالية عن امتلاك مؤسسة التمويل الدولية9.75 % من قيم اسهم البنك وهي نفس المؤسسة التي اشترت5% من قيمة اسهم عمر افندي. مما يثير الشبهات حول تلك المؤسسات التي توجه أنظارها إلي الشركات التي تمت خصخصتها في السنوات الأخيرة. وقال شحاتة محمد شحاتة المحامي والمدير التنفيذي للمركز المصري للنزاهة والشفافية مقيم الدعوي أن مجموعة سان باولو التي اشترت بنك الإسكندرية قامت بتاريخ2008/10/1 أي في اقل من سنتين من عقد الشراء ببيع ما قيمته9.75% من اسهم البنك إلي مؤسسة التمويل الدولية وذلك بعد حصولها علي تصريح استثنائي ببيع هذه الحصة من وزير المالية الاسبق بطرس عالي الذي اشترط من قبل عدم البيع قبل3 سنوات.وتضمنت المستندات الجديدة التي اعلن عنها المركز عقد بيع البنك الذي وقعه وزير المالية بطرس غالي بتاريخ2006/10/31 ونص في البند13 1 4 منه علي تعهد المشتري بعدم بيع او نقل ملكية الأسهم لمدة3 سنوات لاحقة علي تاريخ الاقفال أي تاريخ البيع. ولكن ليس هذا هو الأمر المثير في الموضوع فالأكثر اثارة هو اننا بالبحث عن تاريخ هذه المؤسسة اكتشفنا انها هي ذاتها التي قامت بعمل إشكال في تنفيذ حكم بطلان بيع عمر افندي إلي شركة انوال السعودية بحجة امتلاكها حصة5% من اسهم عمر افندي. يقول شحاتة: السؤال الآن ما هو السر وراء اهتمام هذه المؤسسة بتملك حصص صغيره في المنشأت المصرية التي يتم خصخصتها علما بأن الشائع ان هذه المنشأت تكون خاسرة اثناء بيعها فهل تهوي هذه المؤسسة امتلاك حصص في الشركات الخاسرة مما يهدر اموالها؟ والسؤال الأهم ما هي جنسية هؤلاء الذين يريدون امتلاك حصص في الشركات المصرية المباعة بموجب برنامج الخصخصة. وأضاف: ان المشتري تعهد في البند رقم13 1 1 من عقد البيع المذكور بقيامه باتخاذ اجراءات قيد اسهم البنك في البورصة وذلك من خلال موعد غايته365 يوما من تاريخ تحرير العقد وعلي الرغم من تقدم المشتري بطلب إلي البورصة المصرية لقيد وطرح الأسهم الا انه لم تستكمل هذه الاجراءات حتي وقتنا هذا وعلي الرغم من مرور خمس سنوات علي عملية البيع مما حدا بالبورصة المصرية إلي تغريم البنك خمسة عشر الف جنيه. ويعد هذا الاجراء أو الامتناع مقصودا من جانب البنك والغرض منه هو عدم اظهار السعر الحقيقي للسهم وهو38 دولارا مما يؤدي إلي افتضاح امر البائع وهو وزير المالية الذي باعه ب12 دولارا فقط علما بانه حال تداول السهم علي المنصة من الممكن ان يرتفع علي38 دولارا علي حسب الاحوال في البورصة. وهذا الأمر ان كان يضر أو ينفع المشتري في قيمة ما يملكه من اسهم الا انه بالتأكيد ضار بالمال العام الذي مازال يمتلك عشرين في المائة من هذه الأسهم منها5% حقوق العاملين بالبنك مما يعد إضرارا بالمال العام أيضا الذي مازال شريكا بقيمة20% من اسهم البنك. وكان شحاتة محمد شحاتة المدير التنفيذي للمركز المصري للنزاهة والشفافية أقام الدعوي رقم43679 لسنة65 قضائية أمام محكمة القضاء الإداري, طالب فيها ببطلان وفسخ عقد بيع بنك الاسكندرية. وورد في الدعوي انه بتاريخ17 اكتوبر2006 تم ابرام عقد لبيع بنك الاسكندرية إلي مجموعة سان باولو الايطالية في صفقة شابها العديد من جوانب الفساد وإهدار3.5 مليار دولار من المال العام في عملية تعد من أكبر وقائع الفساد في تاريخ مصر وهي عملية بيع بنك الاسكندرية, حيث قامت الحكومة ببيع80% من أسهم بنك الاسكندرية لبنك سان باولو الايطالي مقابل1.6 مليار دولار, بما يوازي9.2 مليار جنيه في ذلك التوقيت, وذلك حسب القيمة الدفترية بالرغم من ان خبراء البنوك اكدوا ان القيمة السوقية للبنك5.5 مليار دولار. كما تم الاتفاق علي طرح النسبة المتبقية من الأسهم15% للبيع في البورصة و5% ملكية للعاملين مما جعل قيمة البيع الاجمالي لأسهم البنك نحو11.6 مليار جنيه مصري وفي الوقت الذي قامت فيها الحكومة بإعادة هيكلة البنك وتنظيف محفظته من الديون قبل البيع مباشرة في عملية كلفت الدولة نحو9.11 مليار جنيه. واستكملت الدعوي انه جرت عملية البيع بالرغم من ان البنك كان يحقق مكاسب سنوية وصلت ل532 مليون جنيه حسب ميزانية.2005 وكان بنك الإسكندرية اثناء عملية البيع يمتلك188 فرعا في شتي أنحاء الجمهورية ومساحات كبيرة من الأراضي بالمناطق السكنية في القاهرة والجيزة وغيرهما, كما ان بيع البنك ألحق الضرر بالعديد من الشركات الانتاجية المصرية, حيث كان البنك يسهم في رءوس اموال12 مشروعا و13 صندوقا استثماريا بالبورصة و154 شركة تعمل في مجالات استثمارية عديدة, كما كان يشارك في سندات تصدرها9 جهات موزعة علي بنوك وشركات مختلفة.