فرضت الأجواء المحيطة من وجود إرهاب عالمي وفكر منغلق ومتشدد مسئولية كبيرة علي كعبة العلم ومصدر الوسطية والاعتدال الأزهر الشريف خلال عام2018, خاصة بعد محاولات الجماعات المتطرفة نشر التطرف والتكفير واستقطاب الشباب من ناحية وظهور موجه جديدة من الإلحاد من جانب آخر, العمل علي نشر الوسطية وتجديد الخطاب الديني, كان هو شعار الأزهر لمواجهة التطرف والإرهاب. الأزهر لم يقم بدوره كمؤسسة تعليمية فقط, ولكن هو صاحب رسالة عالمية ومؤسسة عريقة لها دور محوري كبير في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية ونشر الصورة الصحيحة للإسلام لأن العالم ينظر له بأنه صاحب الألف عام والملاذ الأخير بعد الله للتصدي للموجة الانحرافية بين التشدد وتأويل النصوص وترويع الآمنين وقتل الأبرياء, وبين عدم الاعتراف بوجود الأديان أصلا ومن أجل ذلك قدم الأزهر عددا من الجهود والإنجازات منها تطوير المناهج التعليمية, لمواجهة الإرهاب والفكر المتطرف, ومخاطبة العالم الخارجي من خلال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية وقوافله الدعوية والإنسانية, والجولات الخارجية لفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب لنشر قيم التسامح والسلام عالميا, وتصحيح الصورة المغلوطة والمشوهة عن الإسلام. 11 زيارة ما بين آسيا وإفريقيا وأوروبا ومؤتمرات دوليه قام بها الإمام الأكبر واستضافها الأزهر الشريف, التقي خلالها بقادة وزعماء العالم ومؤسسات معنية دينيه وتواصل مستمر مع بابا الفاتيكان للتأكيد علي رسالة السلام التي أتي بها دين الاسلام علاوة علي استمرار دعم السلام العالمي والتعاون بين أتباع الأديان الأخري, ناهيك عن استمرار دور الأزهر الداخلي في الحفاظ علي دعم النسيج الوطني وتحصين المجتمع من الأفكار المغلوطة لحماية أمن الوطن واستقراره. تطوير مناهج التعليم في الجامعة والمعاهد الأزهرية, وتوسيع استخدام التكنولوجيا في التعليم الأزهري والاستجابة لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تجديد الخطاب الديني ومواكبة مستجدات العصر مع الالتزام بالثوابت الدينية. جاء علي رأس أولويات الأزهر في2018 لما للخطاب الديني من أهمية كبري في تحصين المجتمعات من خطر التطرف والإرهاب, ودعم قضايا الأمة. العملية التعليمية الأزهرية شهدت تطورا كبيرا من خلال تطبيق منظومة التعليم الجديدة بالمعاهد الأزهرية, ومواصلة الجهود التي بذلت في هذا الشأن خلال الأعوام الأخيرة وقيام جامعة الأزهر بتطوير المناهج الدراسية بمختلف الكليات, بما يجمع بين التراث والمعاصرة, واستمرار اللجان العلمية الدائمة في المراجعة الدقيقة للمحتوي العلمي المقرر علي الطلاب, بما يضمن التطوير المتواصل للمناهج الدراسية, وتلبية احتياجات العصر, وخدمة رسالة الأزهر. كما نجحت جامعة الأزهر, في مواصلة جهودها الملموسة لتطوير التعليم الجامعي, سواء فيما يتعلق باستحداث أنظمة التعليم الإلكتروني لمواكبة التطور التكنولوجي, أو تحقيق معايير الجودة العالمية. لم يكتف الأزهر الشريف باستمرار رسالته محليا بل حرص من خلال المنظمة العالمية لخريجي الأزهر والتي يرأس مجلس إدارتها الإمام الأكبر علي الاستمرار في رعاية الطلاب الوافدين وحمايتهم من الانزلاق وراء أي محاولات من جماعات متطرفة والالتزام بمذهب الأزهر الوسطي ونشره في بلادهم علاوة علي التوسع في فروع الرابطة علي مستوي العالم لاحتضان خريجي الأزهر علي مر التاريخ ليكون مشعلا يحملون لواء الوسطية والاعتدال ويتصدون لكل مخططات جماعات التكفير وخوارج العصر. وشهد عام2018 نشاطا مكثفا لمركز الأزهر العالمي للرصد والفتوي الإلكترونية والترجمة, واهتم المركز بإعداد الردود الشرعية وتوضيح حقيقة التعاليم الإسلامية السمحة, والتفاعل مع احتياجات جمهور الفضاء الإلكتروني فيما يتعلق بالفتوي والعلم الشرعي.