أن قدوم السنة الميلادية يجب أن يذكرنا- وحسب- بذكري مولد رسول ونبي كريم من ذوي العزم من الرسل وهو عزيز علينا وحبيب الي قلوبنا ألا وهو نبي الله إلي بني إسرائيل المسيح عيسي ابن مريم البتول عليه وعلي نبينا أفضل وأذكي الصلاة والسلام. ويذكرنا العام الجديد بذكر مولد نبي كريم هو سيدنا عيسي عليه السلام ومعجزة ميلاده المجيد لتكون لنا عبرة وعظة ودليلا علي طلاقة القدرة الإلهية, وهذا ما يجعلنا إلي الله أقرب وبعري شريعتنا وديننا الحنيف أوثق حتي نكون كما قال الله تعالي فينا: كنتم خير أمة أخرجت للناس. ولقد كان مجيء نبي الله عيسي ابن مريم عليه السلام مبشرا ببعث سيدنا محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام والذي قال عن نفسه: أنا دعوة أبي إبراهيم ونبوءة موسي وبشارة أخي عيسي, وإذ قال عيسي ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد وقد أمرنا الله سبحانه وتعالي بأن نؤمن ونصدق بجميع الأنبياء والمرسلين حيث قال في كتابه الكريم: آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير. وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي في عيسي عليه السلام: ولد الرفق يوم مولد عيسي... والمروءات والهدي والحياء وعندما اختلف اليهود والنصاري حول من أولي الناس بإبراهيم, فيهودي حسب زعم اليهود ونصراني حسب زعم النصاري, فقد كانت الإجابة إن أولي الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين, أي أن العبرة تكمن في الاتباع الفكري بعيدا عن الشخوص والمسميات القومية والأنساب العائلية, وطالما كان الإنسان مؤمنا بما يقوله الرسول فهو من اتباعه, تبعية لا تزول بموت الرسول أو وفاته. وعليه فإن القومية الدينية, أي النظر للدين وكأنه مختلف باختلاف القوم المنزل إليهم, فهذا أمر علي ما يبدو لي مخالف للمعتقد الإسلامي المطالب بالمساواة بين الرسل في الاعتبار,(... لا نفرق بين أحد من رسله...) وعليه الاحتفال بمولد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم, وبعيسي وموسي وغيرهم عليهم السلام, يتضمن التأكيد علي وحدانية الرسالة وتأكيدا علي عالمية الإسلام وبعدا عن القومية الدينية وإعادة صياغة الحوار بما يتوافق مع لغة العصر. ويؤكد بشرية عيسي وإنسانيته, ويرسخ أن محمدا إنما هو رسول كعيسي قد خلت الرسل من قبلهما, ويبتعد تماما عن تقليد من يخالف عقيدة عيسي في السلوك التديني ظاهرا وباطنا, ويؤكد علي عالمية الإسلام وأن الإسلام هو دين كل الرسل قبل محمد عليه الصلاة والسلام.