كالعادة لم يكن للفيلم المصري نصيب في ترشيحات القائمة القصيرة لجائزة الأوسكار ال91 العالمية بعد أن استقرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المسئولة عن توزيع الجوائز علي قائمة قصيرة للترشيحات في الفئات التسع قبل الموعد الرسمي للإعلان عن القائمة الكاملة يوم21 يناير المقبل, حيث خرج الفيلم المصري يوم الدين للمخرج أبو بكر شوقي من قائمة أفضل فيلم ناطق باللغة الأجنبية لتكون المرة رقم33 التي تشارك فيها مصر في القائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار, ولم تتمكن من الوصول إلي القائمة القصيرة للجوائز خلال تاريخ مشاركتها. ورغم الجدل الذي دار بين النقاد المصريين الذين ذهبوا لأفضلية فيلم أخضر يابس للمخرج محمد حماد ليمثل مصر في المحفل السينمائي الكبير إلا أن عددا كبيرا منهم فضل ترشيح يوم الدين ليكون ضمن قائمة الأفلام الأجنبية بالأوسكار. ما يدعو للتفاؤل هو دخول فيلم عربي في سباق المنافسة بعد أن استطاع فيلم المخرجة اللبنانية نادين لبكي كفر ناحوم انتزاع مكان له في القائمة القصيرة بفئة الأفلام الروائية الطويلة إلي جانب أفلام طيور الممر من كولومبيا, المذنب من الدنمارك, لا تنظر بعيدا من ألمانيا, ولصوص المتاجر الياباني, وأيكا من كازاخستان, وروما المكسيكي للمخرج ألفونسو كوران وحرب باردة من بولندا, واحتراق من كوريا الجنوبية. ورشحت مصادر ارتفاع حظوظ الفيلم الوثائقي السوري عن الآباء والأبناء ضمن فئة الأفلام الوثائقية, من الفوز بأوسكار أفضل فيلم وثائقي أجنبي بعد انضمامه لقائمة الترشيحات, من بين15 فيلما ضمتهم القائمة, ويروي الفيلم المعاناة النفسية للسوريين في محافظة أدلب نتيجة الحرب التي تشهدها البلاد. وقالت الأكاديمية التي تمنح الجائزة الأشهر عالميا إن أعضاءها شاهدوا الأفلام المرشحة بالقائمة الأولية في الفترة من منتصف أكتوبر وحتي العاشر من ديسمبر قبل أن يختاروا الأفلام التسعة. من المقرر أن يقام حفل توزيع الجوائز يوم24 فبراير المقبل بمسرح دولي في هوليوود وسيذاع علي الهواء مباشرة عبر تلفزيونABC. وتعليقا علي ذلك قالت الناقدة ماجدة موريس إنه لا ينبغي أن نقيس جودة الأعمال المصرية أو غيرها بناء علي اختيارات القائمين علي الأوسكار خاصة أن الأمر يعتمد علي الأمزجة أو الثقافات المختلفة خاصة أن من يختار في النهاية هو جمهور أمريكي من الممكن أن يكون مزاجه أو ثقافته مختلفين, بدليل أننا أحيانا نفاجأ بأفلام أمريكية لم تفز بالأوسكار بينما أفلام أخري لم تحظ بالإعجاب فازت وحققت نجاحا وبالتالي تصبح المقارنة بينها ظالمة. وأضافت أن فيلم يوم الدين من الأفلام التي حظيت بالنجاح والثناء والتكريمات والجوائز, لكنه قد يراه القائمون علي الأوسكار أنه ليس علي المزاج, وأنهم يريدون منح جائزة لقضية أكبر وأهم وليس بالضرورة أن يكون الفيلم عالي فنيا كما الحال في يوم الدين, خاصة أن الفيلم اللبناني كفر ناحوم للمخرجة نادين لبكي قضيته أكثر التصاقا بالشارع العادي من خلال قصة طفل سوري قرر إقامة دعوي قضائية علي أهله لأنهم أنجبوه في هذه الحالة المذرية من عمر الوطن, وبالتالي فإنه لا أحد يستطيع أن ينكر جرأة الفكرة, لكن هذا لا يعني أن يوم الدين يمتلك من العناصر الفنية والجمال البصري الذي قد يكون قلل من حجم المشكلة أو القضية التي يناقشها وهي مرض الجذام, لذا فمن الواضح أن لديهم وجهة نظر في الاختيارات ولكن هذا لا يقلل من أهمية فيلم يوم الدين. وأوضحت ماجدة موريس أن الأزمة الحقيقية تتمثل في الإنتاج عندنا الضعيف جدا وبالتالي عندما يخرج في العام كله فيلمان جيدان يكون ذلك استثناء وليس القاعدة الأساسية, خاصة في ظل غياب الدولة عن السينما والإنتاج السينمائي, فلا يوجد مخرج لا يستطيع أن يكمل فيلما إلا من خلال دعم خارجي, بما في ذلك المخرج الكبير محمد خان قبل وفاته لم يستطع استكمال آخر أفلامه إلا من خلال دعم مهرجان دبي السينمائي, وبالتالي يكاد يكون هناك حالة عدم اعتراف بالسينما, وبالتالي عليها أن تحيطها بالرعاية اللازمة. فيما أكد الناقد طارق الشناوي أن هذه المسابقة أفضل فيلم أجنبي موجودة منذ عام1958, ومنذ هذا التاريخ ولم تصل السينما المصرية لأي نتيجة جيدة, حيث إن أول فيلم شاركنا به كان باب الحديد, ثم شاركنا بأفلام مثل الحرام, الأرض, زوجتي والكلب, أم العروسة, أرض الخوف, ورسائل بحر وهي كلها أفلام مهمة وذات جودة عالية, ولكن لا أستطيع أن أدعي كذبا أن الأوسكار عنده موقف تجاه الأفلام المصرية أو أن نعتمد علي فكرة نظرية المؤامرة, ولكن الحقيقة أن هذا هو مستوانا بالإضافة إلي ظروف أخري ومعادلات أخري, لكنه ليس ضد العرب بدليل أن هناك أفلاما من دول مثل فلسطين, الأردن, اليمن, موريتانيا, وبالتأكيد تاريخ السينما المصرية أفضل بكثير منهم لكنهم وصلوا, وكوننا لم نحصد جائزة فهذا لا يقلل أننا دخلنا الأوسكار بأفضل ما لدينا. وأضاف: كان لدي أمل أن نكون في القائمة الطويلة لكنهم طرحوا هذه المرة القائمة القصيرة دون أن يطرحوا قبلها الطويلة, مشيرا إلي أنها المرة الثانية التي تتواجد فيها لبنان حيث شاركت العام الماضي بفيلم القضية23 ثم هذا العام كفر ناحوم وأتمني أن تفوز لبنان لأن أي مكسب عربي هو مكسب لنا جميعا, كما أنها ليست المرة الأولي التي تشارك بها سوريا حيث سبق ووصلت أيضا إلي القائمة القصيرة. وأوضح أنه ليس معني ذلك أن اختيار فيلم يوم الدين ليمثل مصر في الأوسكار كان خاطئا بل بالعكس الفيلم كان أفضل المتاح, ولاقي رد فعل في مهرجان كان جيدا جدا, ولا أعتقد أنه إذا كان هناك فيلم آخر كان قد حقق نتائج أفضل, وأتمني في النهاية أن يكون العام المقبل لنا حظ أوفر وألا نيأس خاصة أنه لا توجد مؤامرة ولا يحزنون.