ينظم سينماتك- مركز الفيلم البديل- أسبوعا لعرض الأفلام الوثائقية للمخرجة الراحلة عطيات الأبنودي, بدءا من السبت المقبل, حيث يتضمن برنامج العروض عناصر لم يسبق عرضها من قبل, مثل الأفلام المنتقاة ومشاهد من وراء الكواليس والتي قام المركز برقمنتها إلي جانب أفلامها المكتملة. ومن الأعمال التي ستعرض مادة فيلمية مصورة صامتة, من فترة أواخر السبعينات حتي أوائل التسعينات وهي تجميع للقطات التي تم استبعادها من المونتاج النهائي لمجموعة من أعمالها, ونظرا لأنها كصانعة أفلام بذلت مجهودا مضنيا في إنتاج ومونتاج أعمالها, فإنها أبقت العديد من تلك العناصر في حالة ممتازة. كما يعرض فيلم أحلام ممكنة والتي تحاول عطيات من خلالها التقاط معاناة امرأة مع واقعها الاجتماعي وقهرها في مواجهة الرجل, وسعيها إلي الحصول علي تعليم حقيقي, من خلال عيون أم سعيد, فلاحة تقطن في منطقة القناة والتي تتحدث إلي الكاميرا مباشرة في معظم وقت الفيلم, وذلك في أول استثناء جمالي تشهده سينما عطيات الأبنودي حتي ذلك التاريخ, وفي فيلم بحار العطش تغير المخرجة الراحلة من مسارها قليلا, لتبحر في شمال البلاد بدلا من جنوبها, لتستكشف المجتمع الكامل الذي يعيش قرب ضفاف بحيرة البرلس في منتصف موسم الجفاف. أما فيلم إيقاع الحياة فتقدم فيه ما يمكن تسميته بالسيمفونية السينمائية كاشفة للحياة الريفية اليومية في أربع مقطوعات حافلة بالإنسانيات. وتقدم عملا تجريبيا ممتعا بصريا في فيلم الساندويتش وهو صامت في أغلبه, يستكشف قرية أبنود الريفية, التي يبدو أنها تخطت حدود الزمن. يتتبع الفيلم بنعومة مجموعة من الأطفال يلعبون منطلقين في مساحات خضراء مفتوحة لا تنجو من تأثير العوامل الخارجية. بسلاسة, يجمع الفيلم بين التسجيلي والروائي, ويعد من أعمال الأبنودي المبكرة الأقل شهرة والأكثر جرأة. ويتضمن فيلم أغنية توحة الحزينة واحدا من أبكر أعمال عطيات السينمائية, في تصوير مبدع لفناني الشوارع في القاهرة, تحكي قصة ذلك المجتمع الخاص مصحوب بسرد صوتي للشاعر عبد الرحمن الأبنودي, متتبعا أكلة النار والعديد من فنانين الشوارع الآخرين بتأمل وهم يؤدون فقراتهم في شوارع القاهرة الضيقة. ويعرض أيضا فيلم أمل دنقل- حديث غرفة رقم8, وفي هذا الفيلم يتحدث الشاعر أمل دنقل عن أعماله ويشارك أفكاره حول كل شيء ومعركته الطويلة مع المرض, ويعد من أكثر الأفلام الشخصية التي قدمتها الراحلة نظرا لقربها من الموضوع( من الناحيتين السياسية والشخصية), فإن فيلم( حديث غرفة رقم8) هو قصيدة لا تنسي لأحد أهم شعراء العالم العربي. يشار إلي أن أعمال عطيات الأبنودي ساعدت علي تشكيل الأساليب المعاصرة في صناعة الأفلام الوثائقية المصرية, بالإضافة إلي إنتاج الأفلام الوثائقية التي تهتم بشكل كبير بحياة الشخصيات الأكثر ضعفا وتهميشا في المجتمع.