ما بين الفوز الذي حققه الترجي التونسي علي الاهلي بهدف ماركة يد اينرامو في الدور قبل النهائي لدوري ابطال افريقيا العام الماضي والمواجهة التي ستجمعهما في ستاد رادس غدا في الجولة الثانية لدور الثمانية لذات البطولة تبدل حال البلدين الشقيقين مصر وتونس بعد ان اطلقت تونس شرارة اول ثورة تغيير للانظمة العربية فأطاحت بزين العابدين بن علي فيما اطلق عليه ثورة الياسمين ولحقت بها مصر سريعا واطاحت ثورة شعبها البيضاء بنظام مبارك.. ولكن ظلت روح المنافسة ولعبة القط والفأر بين اندية ومنتخبات الشمال الافريقي قائمة كما هي, وهو ما جسدته نبرات التحدي التي خرجت من المعسكرين الاحمر بقيادة البرتغالي مانويل جوزيه والترجي بالقيادة الفنية الوطنية وعلي رأسها نبيل معلول. كل يؤكد قدرة فريقه علي الحسم والفوز وتأكيد تفوق فريقه علي الاخر! الغريب في الامر هو نبرة العداء التي حملتها كلمات العديد من ابناء تونس ضد نادي الترجي حتي ان البعض منهم شد من ازر الاهلي خلال استقبال الفريق في مطار قرطاج وطالب لاعبيه بالفوز وكسر شوكة الترجي الذي حصد بطولتي الدوري والكأس لانهم يعتبرون ان الترجي ناديا كان يحظي برعاية النظام السابق بخلاف المنافسة الحامية بينه وبين العديد من الاندية التونسية التي تحظي ايضا بشعبية كبيرة كالنجم الساحلي والافريقي كما هو الحال في مصر بين الاهلي والزمالك وثالثهما الاسماعيلي. اما عن احوال بعثة الفريق فقد شهدت الرحلة تغييرا مفاجئا في موعد مغادرتها القاهرة الذي كان مقررا في الحادية عشرة والنصف صباح امس وتم تبديل الموعد للتاسعة والنصف صباحا ومعها ألغي مانويل جوزيه المران الخفيف الذي كان من المقرر ان يؤديه الفريق في القاهرة قبل التوجه للمطار. وحضرت بعثة الفريق مبكرا للمطار وتم الاتفاق علي ان يؤدي الفريق مرانه في الملعب الفرعي في ستاد رادس الذي ستقام عليه المباراة غدا في التاسعة والنصف بتوقيت تونس( العاشرة والنصف بتوقيت القاهرة) وشارك فيه جميع اللاعبين المنضمين للقائمة التي ضمت20 لاعبا. وكانت المفاجأة انضمام محمد فضل الذي كان خارج الحسابات تماما منذ اشهر للاصابة. ولعل الغيابات مؤثرة وابرزها علي الاطلاق نجمه محمد بركات الذي يعتبره جوزيه احد المفاتيح السحرية لقلب موازين اي مباراة. وزاد من اوجاع المدرب البرتغالي اصابة السنغالي دومينيك دا سيلفا خلال لقاء الوداد المغربي وفشلت كل الجهود الطبية لسرعة تجهيزه لمواجهة الترجي التي يعتبرها جوزيه وجهازه المعاون إحدي أهم المحطات الصعبة في رحلة الفريق لاستعادة اللقب الافريقي مما جعله مضطرا للاستعانة بمحمد فضل.. وفي الوقت ذاته شدد جوزيه علي ثقته المطلقة في المجموعة المختارة في تحقيق ما يصبو اليه بالفوز باعتبار ان الفريق البطل لا بد ان يفوز خارج ملعبه. ولم يركز جوزيه في المران علي جمل تكتيكية ينوي تنفيذها في المباراة واكتفي بتدريبات الإحماء وفك العضلات واجراء تقسيمة غلب عليها الطابع الترفيهي وارجأ كل الامور الفنية لمران اليوم الرئيسي علي ستاد رادس في نفس موعد المباراة والذي طلب جوزيه ان يكون بلا جماهير لرغبته في فرض مزيد من التركيز بين اللاعبين. اما عن الاجواء هنا في تونس فهي طيبة للغاية وحظيت البعثة باستقبال حافل ولم يعكر من صفوها سوي تأخير تسلم مهمات وحقائب البعثة بسبب اضراب العاملين في مطار قرطاج وبعد تدخل المسئولين بالسفارة المصرية تم احتواء الموقف الذي ادي الي تأخر مغادرة الفريق الي مقر الاقامة الذي لقي فيه الفريق استقبالا طيبا يعكس عمق العلاقات بين الشعبين العربيين الشقيقين واللذين اسهمت ثورتاهما في المزيد من التلاحم حتي بعد الاحداث المؤسفة التي شهدتها مباراة الافريقي التونسي مع الزمالك التي اطلق عليها وقتها موقعة الجلابية والتي لم يعد لها اي اثر في نفس اي تونسي.. ولكن في ذات الوقت كانت هناك تعليمات مشددة من مسئولي بعثة الاهلي بعدم الخروج عن النص او الانفلات داخل الملعب تحت اي ظرف من الظروف والتركيز المطلق في الملعب فقط وتأكيدا علي تلك الروح لم تشهد نبرة الاعلام التونسي اي محاولات نفخ او تعكير للاجواء قبل المباراة كما كانت العادة في الماضي القريب بين دول الشمال الافريقي والتي كانت تنعكس علي الاجواء قبل واثناء وبعد اي مواجهة كروية سواء علي مستوي المنتخبات او الفرق وكانت نبرة الاعلام التونسي هادئة بل نادت بنبذ اي تعصب وتقديم كرة جميلة من الناديين العريقين وان تكون الجماهير القليلة التي تقرر ان تحضر المباراة بعد تخفيض عدد التذاكر المطبوعة لاقل من ثلث سعة الاستاد علي المستوي ذاته وتقرر تخصيص مدرج خاص لجماهير الاهلي التي رافقت بعثة الفريق.