تدق الأممالمتحدة ناقوس الخطر كلما احتفلت باليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالبشر باعتباره جريمة من بين الجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية, والتي استغلت الإنسان وحولته إلي سلعة مادية بين يدي العصابات المنظمة التي تدفع به للعمل القسري أو الحروب أو الاستغلال الجسدي أو التسول والزواج بالإكراه. ورغم غرابة فكرة العبودية في العصر الحديث إلا أنها أصبحت ظاهرة عالمية خاصة مع زيادة معدلات الفقر والبطالة وتفاقم الصراعات والحروب, والتي تدفع الكثيرين لهجرة غير شرعية جعلتهم لقمة سائغة للعصابات المنظمة. ورغم تضافر الجهود الدولية للتصدي لهذه الظاهرة لايزال العالم يعاني الآثار السلبية للرق الحديث والذي يقع الملايين خاصة النساء والأطفال ضحيته سنويا. الرغبة في حياة أفضل تدفع الكثير من الفتيات للعمل خارج وطنهن, ومن ثم يقعن فريسة للرق والاستعباد والاستغلال.الواقع الاقتصادي المتردي الذي تمر به المجتمعات وخاصة الدول النامية الي جانب الأوضاع الاجتماعية الرديئة, علاوة علي البطالة نتيجة عدم توافر فرص العمل.كما أن الحروب والكوارث الطبيعية تزيد من تشرد الأسر ودفع أبنائها للعمل بأبخس الأثمان.العنصرية ضد الأجانب والتحيز من بين العوامل التي تغذي حركة الاتجار غير المشروعة بالعمالة. ويعد الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت من أهم الأدوات المستحدثة من قبل العصابات الإجرامية لتسهيل عملية الاتجار بالبشر خاصة استغلال الأطفال والنساء.وكذلك تبني الأطفال كبديل للانجاب بطرق غير مشروعة مثل شرائهم أو سرقتهم من قبل العصابات المنظمة, علاوة علي تشرد الأطفال وعدم وجود من يقوم برعايتهم وتربيتهم مع تراجع فرص التعليم. كما تسعي العصابات لتحقيق الربح السريع من جراء جريمة الاتجار بالبشر. ويعد عدم وجود قوانين رادعة للاتجار بالبشر, وتحايل التجار علي القوانين المنظمة لذلك من أهم عوامل انتشار جريمة الاتجار بالبشر. كما ساعدت العولمة علي انتشار الثقافات المختلفة في جميع مجالات الحياة فحولت العالم إلي قرية صغيرة مما أدي الي انتشار العصابات الإجرامية والإرهابية.