بينما تتسابق الحركات والائتلافات الثورية مع التيارات الإسلامية علي حشد أنصارهم لمليونية الجمعة المقبل حذرت أحزاب وقوي سياسية من إجهاض الثورة بتأثير تداعيات استعراض العضلات خلال تظاهرات الجمعة التي أشعلتها أحداث العباسية. يأتي ذلك في وقت فرضت فيه أحداث العباسية نفسها علي جدول أعمال اجتماع ساخن لمجلس الوزراء بعد غد, حيث من المقرر أن يبحث الاجتماع كيفية احتواء الموقف الأمني المتدهور الناتج عن اشتباكات العباسية. في الوقت نفسه دعا حزب الوسط القوي الإسلامية إلي تأجيل مليونية جمعة التطهير مؤكدا أن احتلال ميدان التحرير من فصيل واحد مرفوض ولابد من عودة التوافق. ودعا حزب العدل إلي التهدئة ومراجعة الأخطاء من جميع الأطراف. وكانت الدعوة إلي مليونية الجمعة قد تحولت إلي تنافس محموم لاستعراض القوة بين ائتلافات الثورة والتيارات الإسلامية.. وفيما دعت جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية والسلفيون أنصارهم إلي المشاركة بكثافة في جمعة التطهير وتعهدوا بمليونية في ميدان التحرير وسائر ميادين الجمهورية هي الأكبر منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك في11 فبراير الماضي حشدت الائتلافات والحركات الثورية أنصارها للمشاركة في جمعة الشرعية الثورية للرد علي موقعة العباسية. في الوقت نفسه, حذرت أحزاب وقوي سياسية من خطورة هذا الحشد وعواقبه التي قد تصل إلي إجهاض الثورة بتأثير استعراض منظمي التظاهرات عضلاتهم وطالبوا المجلس العسكري بنزع فتيل الأزمة ودعوة القوي الإسلامية إلي تأجيل مليونية التطهير مؤكدين أن ميدان التحرير أرض مقدسة لا يجوز التناحر فيها. وشدد حزب العدل في بيانه علي جميع القوي والائتلافات والحركات السياسية عدم النزول أو الاحتشاد في ميدان التحرير أو أي ميادين أخري يوم الجمعة المقبل تحت شعار جمعة التهدئة حتي تكون فرصة لمراجعة الذات وتقويم الأخطاء من جميع الأطراف, مطالبا تلك القوي بأن تستشعر المسئولية وخطورة اللحظة التي يمر بها الوطن.