نشأت نهلة الطفلة التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها في إحدي المناطق الفقيرة بحلوان وقد حباها الله بعلامات الطاغية الأنوثة مبكرا وجمال طبيعي كما لو أن آلهة الجمال الأشهر في حضارات العالم الفرعونية والرومانية واليونانية حتحور وفينوس وأفروديت قد بعثن بها خليفة لهن في عصرنا الحاضر. تعودت نهلة علي اللعب ببراءة الأطفال مع قريناتها ولم تكن تعلم أن هناك عيونا ترصدها وتترقب نضوجها الذي يسبق سنها فكثيرا مانهرتها خالتها عن اللعب في الشارع وكانت تقول لها دائما يابنتي إنتي كبرتي علي لعب الشارع. ورغم أن أبناء المنطقة يعرفون بعضهم البعض إلا أن والد نهلة البائع الفقير دائما يشكو إلي جيرانه من معاكسة أبنائهم لابنته ولأن والد الفتاة رجل فقير يبيع الحلوي في الموالد والشوارع والميادين فقد أجبرته الظروف علي اصطحاب ابنته منذ بلوغها سن الخامسة في الأماكن التي يبيع فيها بضاعته, فقد تعودت نهلة علي اللعب في الموالد المختلفة رغم تحذير والدها لها من الذهاب إلي لعبتين من أشد الألعاب خطرا علي من هم في مثل سنها وهما المرجيحة ولعبة الرماية بالبندقية ولكن نهلة كعادة الأطفال لم ترتدع من توبيخ والدها لها وبدت شرسة متمردة علي النصائح خاصة التي تأتي من أعز الناس لديها ولأن والدة نهلة لقيت حتفها فإن من تولي تقويمها وتربيتها مع أبيها خالتها صفية والتي كثيرا ماتعبت من نصيحتها وسلمت أمرها إلي الله في الطفلة المتمردة. وفي مولد الشيخ محفوظ بمنطقة التبين بحلوان حيث ذهبت الفتاة بصحبة أبيها لمساعدته في الحصول علي لقمة العيش حيث تقوم بحراسة الحلوي أثناء انشغال الأب بتناول طعامه أو ذهابه لقضاء حاجته والصلاة في أقرب مسجد أو حينما يغفو وينام سويعات قليلة لاستكمال كده في البيع. ولم تكن تعرف الفتاة أن هناك عينين ترصدانها وترقبان كل تحركاتها من الجهة المقابلة لمكان جلوسها حيث يقبع ذئب بشري يرتدي ثياب أحد الباعة الجائلين الذي كثيرا ماتودد إلي والدها وقال له ممازحا لن أترك نهلة تضيع من يدي ولابد أن أتزوجها فيرد أبوها بنفس حالة المزاح ولو وقفت علي رأسك دي ضفرها برقبة عشرة منك ده أنا هجوزها لواحد بيه وترقب الفتاة الحديث بين أبيها والعريس الواهم في لا مبالاة وسخرية كبيرة. ورغم مغازلة علي البائع البالغ من العمر37 عاما للفتاة إلا أنها لم تنهره بنفس طريقتها التي تنهر بها من هم في مثل سنها لأنها كانت تعتبره في مثل سن أبيها. وفي احدي ليالي المولد ذهبت نهلة لقضاء حاجتها في إحدي دورات المياه العامة إذ فوجئت بعلي يقتحم عليها الحمام ويحاول إغتصابها وبدأت الفتاة في مقاومته بشكل كبير إلا أنها لم تقو عليه حيث كشفت التحقيقات بعد ذلك أنه كان تحت تأثير المخدر ومع استغاثتها المتكررة ومقاومتها له بكل ما اوتيت من قوة تمكنت من الهرب منه بعد أن سقط علي الأرض وهربت وهي تصرخ حتي وصلت إلي أبيها باكية واحتضنها الأب وأخذ يهدئ من روعها وسألها عما يبكيها وقصت عليه ما فعله زميله في المولد فلم يصدق كلامها من هول ماسمع فأخذها وتوجه بها إلي منزله واستدعي خالة الفتاة علي الفور وقال لها شوفي بنت أختك مالها وتعجبت المرأة في بداية الأمر ولكن زالت الدهشة بمجرد رؤيتها للفتاة رثة الثياب دامعة العينين وتبدو عليها علامات الإرهاق والضرب وظنت في البداية أن والدها لقنها علقة ساخنة لسبب ما, وقالت لابنة شقيقتها في لهفة: مالك يا نهلة في إيه؟ فأجابت الفتاة علي الكلب كان عاوز... وانخرطت في البكاء وهدأتها خالتها وأخبرتها بالأمر كما حدث وعلي الفور قالت خالتها لأبيها: يلا بينا علي الدكتورة وبعد توقيع الكشف الطبي علي الفتاة عند إحدي طبيبات النساء والتوليد أخبرتهم الطبيبة بأن الفتاة مازالت عذراء ولم تفض بكارتها, وهنا تنفس الجميع الصعداء وارتسمت عليهم علامات الارتياح وقال الأب علي الفور الآن أقدر أبلغ عن الندل وأحبسه وعلي الفور تقدم الأب إلي قسم شرطة التبين وحرر محضرا ضد الذئب الذي أراد أن يفترس ابنته وسرد فيه ماحدث لابنته وعلي الفور تمكنت قوة من مباحث القسم من القبض علي المتهم وتمت إحالته إلي النيابة التي أمرت بحبسه علي ذمة التحقيق ووجهت له تهمة هتك عرض الطفلة ومحاولة اغتصابها حيث اعترف المتهم في التحقيقات بفعلته وانه كان تحت تأثير المخدر وانه نادم علي مافعل ولم يصدق نفسه بأنه وصل به الحال إلي خيانة زميله البائع وهتك عرض طفلته.