شهدت الليلة الماضية تطورات مفاجئة, حيث نظم بعض من متظاهري التحرير مسيرة إلي المجلس العسكري رافعين كروتا حمراء وشعارات تطلب نقل السلطة من المجلس وهتافات ضد المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة. ومنعت عناصر من الشرطة العسكرية المتظاهرين من محاولة الوصول إلي مقر المجلس بعد إغلاق ميدان العباسية بدبابات ومدرعات وإطلاق أعيرة في الهواء لتفريق المتظاهرين دون إصابات, واتهم المجلس الأعلي للقوات المسلحة في بيان له حركة6 أبريل بتنفيذ مخطط للوقيعة بين الجيش والشعب, في حين نفت الحركة ما ورد في بيان المجلس, وقال المتحدث الرسمي باسمها: إن أعضاء الحركة كانوا في التحرير ولم يشاركوا في المسيرة. وقد تحرك المتظاهرون في تمام الساعة العاشرة مساء أمس, مخترقين وسط المدينة إلي شارع رمسيس ثم العباسية, إلا أنه عند وصولهم للعباسية, أغلقت الشرطة العسكرية, وأفراد من القوات المسلحة الطريق أمامهم, وتم وضع المتاريس, وإغلاق كوبري العباسية بدبابات ومدرعات عسكرية, مما دفع المتظاهرين إلي الهتاف ضد المجلس العسكري. وقرر عشرات من المشاركين في المسيرة الاعتصام عند مسجد النور وانصرف الباقون وعندما حاول بعض أفراد الشرطة فرض الأمن علي الموقع تصدي لهم المتظاهرون ورشقوهم بالحجارة, وقال شهود عيان إن قوات الشرطة غادرت الموقع عقب تعرضها للرشق بالحجارة. وقام أحد قادة المجلس العسكري, بلقاء المعتصمين بالعباسية, وأكد لهم أن الجيش سيسلم السلطة خلال6 أشهر, كما تعهد قبل ذلك, وقال إن المجلس حريص علي تنفيذ مطالب الثوار, إلا أن المتظاهرين رفضوا فض الاعتصام في غضون ذلك, نفي المجلس العسكري في رسالته رقم69 علي موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك استخدام العنف ضد المتظاهرين في الإسماعيلية أو في السويس أو في أي مدينة أخري, وأشار المجلس إلي أن الفتنة التي تسعي إليها حركة شباب6 أبريل للوقيعة بين الجيش والشعب ما هي إلا هدف في الأهداف التي تسعي إليها منذ فترة وقد فشلت بسبب الخطوات التي تم اتخاذها أخيرا. ودعا المجلس الأعلي للقوات المسلحة جميع فئات الشعب المصري إلي الحذر, وعدم الانقياد وراء هذا المخطط المشبوه الذي يسعي إلي تقويض استقرار مصر, والعمل علي التصدي له بكل قوة. وأضاف أن الخطوات الإيجابية التي تحقق خلال الأيام الأخيرة والتي تهدف إلي تحقيق المطالب المشروعة لثورة25 يناير, إلا أن تحقق هذه الخطوات الإيجابية قد تعارض مع المصالح الشخصية لبعض الحركات السياسية ذات الأجندات الخاصة والتي بدأت في التحريض لزرع الفتنة بين الشعب والقوات المسلحة. من جانبه, أكد قائد المنطقة المركزية العسكرية اللواء أركان حرب حسن الرويني ان فئات وقفت وراء الشائعات التي من شأنها العمل علي عدم استقرار البلاد. وقال الرويني في تصريحات الليلة الماضية: إن الهدوء الذي بدأ يسود أقلق أناسا كثيرين وهو ما دفعهم الي ترديد شائعات في ميدان التحرير بان المعتصمين بالسويس والاسماعيلية تعرضوا أمس للاعتداء الأمر الذي دفع المعتصمين في ميدان التحرير ومن بينهم ثوار شرفاء للتحرك باتجاه العباسية. وأشار الي أن خطاب تكليف القائد العام رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي الي رئيس الحكومة الدكتور عصام شرف حدد مطالب من شأنها تحقيق كل المطالب التي دعا اليها الثوار ومطالب أهالي الشهداء وتحقيق الاستقرار بالبلاد والسعي نحو بناء دولة حديثة ديمقراطية. وأردف:ان هناك من يحاول الوقيعة بين كل من الشعب والشرطة, والشعب والاعلام, والشعب وبعض رجال الأعمال الشرفاء وهو الأمر الذي يهدف من ورائه الي هدم أعمدة الدولة( عمود.. عمود) الا ان القوات المسلحة تتعامل مع الأمور بحكمة وواقعية. ونفي مصدر بالمجلس الاعلي للقوات المسلحة ماتردد من شائعات حول استخدام المجلس العنف ضد المتظاهرين وان هذا الكلام ليس له اساس من الصحة مؤكدا ان القوات المسلحة ملتزمة بضبط النفس وحذر من الوقيعة بين الشعب والجيش. يأتي ذلك في الوقت الذي تبرأت فيه القوي السياسية وائتلافات الثورة من تنظيم المسيرة إلا أن بعض ممثلي ائتلافات وقوي الثورة اصدرت بيانا من ميدان التحرير في ساعة مبكرة من صباح اليوم رفضت فيه بيان المجلس العسكري واكدت رفضها لما سمته بلغة التخوين والتهديد التي تضمنها البيان العسكري وقال طارق الخولي المتحدث الاعلامي باسم حركة6 ابريل إن المسيرة دعا إليها عدد من النشطاء المستقلين وانها خرجت بصورة عفوية ورغم انه قال ان6 ابريل لم تشارك في المسيرة إلا انه اكد أنها تدعمها وتؤيدها. وقال عصام الشريف المتحدث باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي إن المسيرة فجائية ووصفها بأنها وليدة اللحظة وان العديد من الكيانات والائتلافات السياسية شارك فيها وشدد علي انه لم تتم الدعوة إليها مسبقا من اي جهة أو ائتلاف أو حركة وبرر المسيرة بما سماه بهجوم السلفيين والجماعات الاسلامية علي المتظاهرين في التحرير والاسكندرية وصمت المجلس العسكري. ونفي المهندس سعد الحسيني القيادي الاخواني أن يكون لجماعة أو حزب الاخوان أي صلة بالمسيرة ورفض المسيرة شكلا ومضمونا وأشاد بدور واداء المجلس العسكري في الانحياز للثورة والانتصار لأهدافها علي حد قوله منذ اللحظات الاولي للثورة وان حماية المجلس للثورة وراء اسقاط النظام السابق.