إنشاء385 مشروعا متوسطا وصغيرا.. و7000 متناهي الصغر{ مدير الفرع: كل التسهيلات متاحة لشباب أسوان.. وبروتوكول مع الجامعة لمبادرة ريادة الأعمال{ فاطمة تحترف المشغولات اليدوية.. وإسماعيل يتحدي الإعاقة بأكياس النايلون.. وسيدة غرب سهيل تتألق في المفروشات والتراث النوبي في أسوان يبدو نشاط فرع جهاز تنمية المشروعات واضحا للجميع, حيث يقدم كل يوم جديدا من أجل دعم مشروعات الشباب في كل المجالات, خاصة تلك التي تتفرد بها المحافظة بتراثها وإمكاناتها الطبيعية والتعدينية والمحجرية. وأكد منتصر رشدي عبد البديع, مدير فرع الجهاز بأسوان, أن الفرصة متاحة أمام شباب المحافظة لإقامة المشروعات الجادة التي تستهدف التصدي للبطالة وتوفير فرص العمل, بالإضافة إلي توعية وتدريب هؤلاء الشباب من خلال الخدمات غير المالية ومشروع ريادة الأعمال, مشيرا إلي أن الجهاز قدم قروضا هذا العام ل322 مشروعا متوسطا وصغيرا بقيمة29 مليون جنيه من خلال جهات التمويل, فيما مول قروض63 مشروعا بقيمة10 ملايين جنيه دعما مباشرا, ليصبح عدد المشروعات في أسوان هذا العام385 مشروعا بإجمالي39 مليون جنيه, بالإضافة إلي7000 مشروع متناهي الصغر بتكلفة قروض84 مليون جنيه. ويوضح معمر القذافي سعد الدين, مسئول الخدمات غير المالية وريادة الأعمال, أن فرع الجهاز يقدم هذه الخدمة للمتقدمين للحصول علي موافقة إقامة المشروعات ويتبلور هذا الدور المهم في التدريب المسبق للشباب علي المشروعات وتقديم الدعم الفني اللازم والنماذج الاسترشادية الناجحة, لإتاحة الفرصة أمام تسويق المنتجات من خلال المعارض المحلية والمركزية, مشيرا إلي أن فكرة مشروع ريادة الأعمال الهدف منها توعية الشباب بأهمية العمل الحر, حيث يتم عقد ندوات بمراكز الشباب والوحدات المحلية والجامعات لتنمية المهارات الريادية, ويكشف عن قرب توقيع بروتوكول تعاون خلال الفترة المقبلة مع جامعة أسوان من أجل تأهيل خريجي الكليات للعمل الحر في المشروعات المتوسطة والصغيرة, خاصة تلك المنتجة وكثيفة العمالة وحتي تتحول الأفكار الإبداعية الشبابية إلي مشروعات واقعية. ويشير أحمد العادلي نائب مدير فرع الجهاز بأسوان إلي قيام الفرع بمناقشة219 دراسة جدوي خلال الفترة الأخيرة, أبرزها لمشروعات صناعية مثل الرخام والتصنيع الغذائي والجلود, موضحا أن الفرع يحرص علي تقديم كل التيسيرات أمام الشباب الجاد الراغب في العمل, وتم استحداث نظام الشباك الواحد بالفرعي لاستخراج البطاقات الضريبية والسجلات التجارية وتراخيص الأنشطة بالتنسيق مع الجهات المختلفة, مشيرا إلي أن مسئولية الفرع لا تتوقف عند منح التمويل المطلوب فقط ولكن تمتد إلي المتابعة الدورية ودراسة أسباب التعثر إن حدث, وقال: إن نسبة الفائدة علي قروض هذه المشروعات5% للأصحاء و3% لذوي الاحتياجات الخاصة ويعفي كل مشروع من المحاسبة الضريبية لمدة معينة, وذلك لضمان نجاحه واستمراريته في تشغيل أكبر قدر من العمالة. فاطمة والمشغولات اليدوية فاطمة إدريس, سيدة شابة, تحدت كل الظروف وغامرت مغامرة ناجحة بدأتها معتمدة علي نفسها عام2015 من خلال ورشة صغيرة لإنتاج المشغولات اليدوية مستغلة سعف النخيل المعروف بالعرجون, حيث تبرز منتجاتها في الشنط وأعمال الزينة والأباجورات رائعة الجمال الطبيعي, وتروي فاطمة مشوارها مع هذا المشروع قائلة: بدأت المشوار معتمدة علي نفسي بمعاونة عاملة واحدة في غرفة صغيرة وحاليا توسع نشاط المشروع ووصلت العمالة إلي6 فتيات بخلاف من تم تدريبهن علي الغزل وفنون الحرفة, وعن تجربتها مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في أسوان, تقول هناك فهم خاطئ لدي البعض عن الجهاز, حيث يعتقدون أن دوره هو التمويل فقط بينما في الحقيقة أنه يؤدي دورا مهما في الخدمات غير المالية مثل التوعية والتدريب وريادة الأعمال, وقد استفدت كثيرا من هذه الخدمات لتنمية مشروعي الذي أحلم بأن يصبح في القريب العاجل مشروعا عالميا, وعن الصعوبات التي تصادفها قالت: إن العائق الأكبر للمشروع هو عدم وجود الخامات والإكسسوارات في أسوان, حيث أقوم بشرائها من القاهرة وهو ما يرفع من تكلفة المنتج, ويبقي التسويق مشكلة قائمة وإن بدأت تعرف طريق الحل من خلال المعارض التي اكتسب مشروعي من خلالها شهرة كبيرة, وقريبا وبترشيح من جهاز المشروعات سأشارك في المعرض الدولي للتصدير بالقاهرة ولعله يكون فاتحة خير لنا ولكل المشروعات المصرية, وأخيرا وجهت فاطمة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي علي تبنيه لقضايا وهموم المرأة المصرية الشريك الأساسي في بناء المجتمع. تحدي المستحيل لم تقهره الإعاقة وأصر علي التغلب علي ظروفه الخاصة ليؤكد للشباب العاشق للبطالة أن بإمكانهم أن يبدعوا في المشروعات الصغيرة والمتوسطة إن أرادوا النجاح. ويقول محمد إسماعيل وصفي, صاحب مشروع مصنع صغير لصناعة الأكياس النايلون بالمنطقة الصناعية بأسوان: إنه فضل الاعتماد علي العمل الحر بعيدا عن فكرة الوظيفة الحكومية, حيث تقدم لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بمشروعه في مطلع عام2016, والحقيقة وكما يقول: إن الجهاز قدم له جميع التسهيلات وساعده في دراسة الجدوي الاقتصادية واستخراج الأوراق اللازمة ليبدأ العمل في مشروعه الذي بدأ في الانتشار واكتساب الخبرة بقرض150 ألف جنيه, وعن تسويق منتجه من الأكياس متعددة الأنماط قال: إنه يقوم بتوزيعها علي مستوي المحافظة من خلال مجموعة من الشباب وبأسعار مناسبة للجميع, مشيرا إلي أن هناك متابعة متواصلة من فرع جهاز أسوان للوقوف علي استمرارية المشروع, ودعا جميع شباب محافظة أسوان بالتحلي بروح المغامرة وتوديع الوظيفة الميري من خلال الاعتماد علي العمل الحر بشرط الجدية. ابنة غرب سهيل النوبة بطبيعة الحال تزخر بتراث رائع دائما ما يبحث عن تسويقه خارجيا, ولأن الست النوبية تتميز بقدرتها وبراعتها في إبراز الصناعات اليدوية والمشغولات أصرت فاطمة الشهيرة بأم زهرة علي تحدي المستحيل لإقامة مشروعها الذي استهدفت من خلاله الحفاظ علي التراث وتعليم الفتيات الصغيرات والاستفادة قدر الإمكان من تسويق المنتجات للسائحين وضيوف المحافظة من العرب والمصريين. في قرية غرب سهيل شمال خزان أسوان العتيق, وطالما ذكرت غرب سهيل لابد وأن نذكر أنها المزار السياحي الأول في أسوان من حيث الطبيعة والجمال التي حباها به الله, وقالت فاطمة: إنها توجهت إلي فرع جهاز المشروعات الصغيرة من أجل تنفيذ فكرتها بمساندة سيدات القرية, موضحة أنها بدأت العمل في أعقاب ثورة يناير مع توقف السياحة, حيث كان لابد وكما تقول أن تساند شريك حياتها في تحمل أعباء الأسرة بعد تأثره ماليا بهذا التوقف. وتابعت فاطمة سيدة النوبة قائلة: إنها أتقنت وتعلمت حرفة صناعة المفروشات والمعاليق والطواقي وكل ما يتعلق بتراث النوبة القديم من السيدات الكبار قبل أن تبحث عن وسائل عبر جهاز تنمية المشروعات, ثم توجهت نحو تسويق منتجاتها عبر جمعية الحفاظ علي التراث ولم تكتف بذلك بل تقوم حاليا بتدريب الفتيات الصغيرات علي هذه الحرفة التي تتطلب القيام بعدة خطوات حتي تصل إلي شكلها النهائي الذي يسر الناظرين من السائحين كأفضل دعاية للتراث المصري النوبي.
