اتفقت مصر وبلغاريا علي إنشاء لجنة مشتركة لتعزيز التعاون علي أن تجتمع بداية العام المقبل في صوفيا وهو ما يعكس الإرادة السياسية القوية والحرص المتبادل بين البلدين علي تعزيز مستوي العلاقات في ضوء توافر آفاق متعددة للتعاون علي جميع الأصعدة, لاسيما أن مصر تعد من أكبر الشركاء التجاريين لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. جاء ذلك خلال المباحثات التي جرت أمس بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء بلغاريا, بويكو يوريسوف, وتناولت مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات واستعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, والأوضاع في ليبيا وسوريا, والقضية الفلسطينية. ورحب الرئيس السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات بضيف مصر والوفد المرافق له, معلنا أن لجنة مشتركة بين البلدين ستنشأ لتعزيز التعاون الثنائي, علي أن تجتمع بداية العام المقبل في صوفيا لوضع إطار وصياغة سريعة للموضوعات محل التعاون, وخلال النصف الثاني من العام المقبل تنعقد اللجنة للمرة الثانية في القاهرة, علي أن تعقد بعد ذلك بصفة دورية مرة كل عام في عاصمتي البلدين بالتناوب. وأكد الرئيس, أن المباحثات جرت في مناخ ودي عكس حجم التفاهم المشترك والعلاقات التاريخية لأكثر من90 عاما بين البلدين. وقال: لقد اتفقنا علي تعزيز التعاون في جميع المجالات من تعليم وصحة ونقل التكنولوجيا والرقمنة والرياضيات, لاسيما في ظل توافر إرادة سياسية من جانب الطرفين. وأوضح أنه جرت أيضا مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك معربا في الوقت نفسه عن شكره لبلغاريا علي نقلها صوت مصر داخل الاتحاد الأوروبي, كما تقوم أيضا بدور إيجابي لتأكيد ضرورة استقرار المنطقة من خلال استقرار مصر, وهو محل تقدير من جانبنا لبلغاريا باعتبارها دولة مهمة في استقرار أوروبا. وأشار الرئيس إلي أن المباحثات تطرقت إلي الأزمة الليبية والسورية وأهمية تنسيق المواقف بين مصر وبلغاريا إزاء هذه القضايا, وكذلك أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال حل إقامة الدولتين في إطار حدود عام1967, وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية. وشدد الرئيس علي أن المباحثات عكست الرؤية العظيمة لرئيس وزراء بلغاريا والقواسم المشتركة بيننا, لافتا إلي مناقشة مكافحة الهجرة غير الشرعية والجرائم عبر الحدود. وقدم الرئيس السيسي التحية والتقدير لرئيس الوزراء البلغاري, مشددا علي أن مصر وبلغاريا بينهما علاقات مستواها متقدم وراق والمباحثات التي جرت أمس أعطت دفعة كبيرة جدا لهذه العلاقات المتميزة. من جانبه, قال بويكو يوريسوف رئيس وزراء بلغاريا إنه إلي جانب التاريخ العريق والمعالم التاريخية والقيم التي تتمتع بها مصر وبلغاريا, نحن نتشابه فيما يتعلق بالتسامح الديني, والرئيس السيسي معروف بأنه حامي القيم المسيحية في مصر كما ننظر في بلغاريا بكل تقدير للمسلمين وغيرهم من الطوائف. وأضاف رئيس وزراء بلغاريا: تحدثنا عن جسور نقل التكنولوجيا والتعاون في مجال التعليم والرياضيات والعلوم الطبيعية والرئيس السيسي قال إنه مستعد لإقامة جامعة خلال عام في مصر لنقل العلوم البلغارية, ويمكننا أيضا تعزيز التعاون في مجالات الصحة والصناعات العسكرية والطاقة. وأوضح أنه أطلع الرئيس السيسي علي استعداد بلغاريا لإنشاء مراكز لجمع التغذية بخبرة بلغارية وبلقانية لمساعدة دول مثل الدول الإفريقية, مؤكدا أنه من الضروري تشكيل اللجنة المشتركة المصرية البلغارية لتضم كل وزراء الدولتين لتجتمع مرتين العام المقبل ثم مرة كل عام. وقال: ناقشنا تعزيز التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب الآثار, ومكافحة الإرهاب, وتعزيز الأمن العام, معربا عن شكره للرئيس السيسي والوزراء المصريين علي كرم الضيافة والاستقبال الرائع. وقال رئيس وزراء بلغاريا: أنا علي يقين أن الرئيس السيسي يسعي لأن تكون مصر بلدا آمنا لمواطنيه وسائحيه الذين نتمني أن يعودوا إلي مصر, لافتا إلي أن مصر ستستضيف مطلع العام القادم مؤتمر الاتحاد الأوروبي والدول العربية ونأمل أن يزيد ذلك المؤتمر من التعاون بين الدول الأوروبية ومصر وبين بلغاريا ومصر. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد جلسة مباحثات ثانية أمس, مع رئيس وزراء بلغاريا, بويكو يوريسوف, تلتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين جري خلالها مناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات واستعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, والأوضاع في ليبيا وسوريا, والقضية الفلسطينية. وأفاد السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة, بأن الرئيس رحب بالضيف البلغاري في مصر, مشيدا بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والتي أكملت عامها التسعين في عام2016, وتأسست علي الثقة والاحترام المتبادل, والسعي لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات. وأوضح الرئيس أن هذه الزيارة, التي تأتي بعد أقل من شهر من لقائه برئيس الوزراء البلغاري بنيويورك الشهر الماضي, تؤكد الإرادة السياسية القوية والحرص المتبادل علي تعزيز مستوي العلاقات بين البلدين خلال الفترة المقبلة, في ضوء توافر آفاق متعددة للتعاون علي جميع الأصعدة, ولاسيما أن مصر تعد من أكبر الشركاء التجاريين لبلغاريا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وأضاف المتحدث أن رئيس الوزراء البلغاري أكد من جانبه تطلع بلاده لتبادل الزيارات بين الجانبين علي مستوي كبار المسئولين, في ضوء رغبة بلغاريا في تطوير وتعزيز علاقاتها مع مصر, فضلا عن كونها ركيزة أساسية لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط, فضلا عن حرص بلغاريا علي استمرار التنسيق والتشاور مع مصر لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين, خاصة التعاون الاقتصادي والتجاري, في ضوء التقدم الاقتصادي الملموس في مصر وما يتم إنجازه من مشروعات تنموية كبري توفر فرصا استثمارية متميزة للشركات البلغارية. وذكر السفير راضي أنه تم خلال المباحثات استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية بين البلدين, وفرص تعزيز الاستثمارات بينهما, حيث تم الاتفاق علي تشكيل لجنة مشتركة تضم الوزراء المختصين من الجانبين برئاسة وزيري الخارجية علي أن تنعقد أول اجتماعاتها في مطلع العام المقبل, كما تم الاتفاق علي الإسراع من تشكيل منتدي الأعمال المصري البلغاري, في ضوء الطفرة التي تشهدها حركة التجارة بين البلدين مع اقتراب الميزان التجاري من مليار يورو. كما تم خلال المباحثات استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالأوضاع الإقليمية, وسبل التوصل لحلول سياسية لأزمات المنطقة, حيث تم التوافق علي تكثيف التشاور السياسي والتنسيق بين البلدين في ضوء ما تشهده المنطقة من تزايد التحديات الأمنية, ولاسيما اتساع دائرة خطر الإرهاب وامتدادها من الشرق الأوسط إلي أوروبا والبلقان, حيث أكد الرئيس أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتوصل إلي حلول سلمية للصراعات القائمة بما يحفظ مفهوم وكيان الدولة الوطنية, ويعالج جذور مشكلة الإرهاب من خلال مقاربة شاملة تتضمن البعدين الاقتصادي والاجتماعي فضلا عن المواجهة الأمنية والعسكرية. وأضاف المتحدث أنه تم كذلك بحث ظاهرة الهجرة غير الشرعية, حيث أكد الرئيس حرص مصر علي مكافحة تلك الظاهرة, مشيرا إلي أن الجهود المصرية في هذا الصدد ساهمت في التصدي لانتقال اللاجئين عبر المتوسط بصفة عامة, ومؤكدا أنه من خلال التوصل لحلول سياسية للأزمات التي تشهدها دول المنطقة وإعادة الاستقرار والأمن إليها ستتم السيطرة علي تلك الظاهرة إلي حد كبير. كما أكد الرئيس أهمية التعامل مع هذا الملف في إطار من تقاسم الأعباء والمسئولية المشتركة بين جميع أعضاء المجتمع الدولي, موجها التحية في هذا الصدد إلي رئيس الوزراء البلغاري علي الدور المهم الذي قامت به بلغاريا أثناء رئاستها الناجحة للاتحاد الأوروبي خلال النصف الأول من العام الحالي, معربا عن ثقته في أن بلغاريا ستستمر في دورها الفاعل والمتوازن داخل الاتحاد الأوروبي لتحقيق مصالح دول الجوار ومن بينها مصر.