أشاد برلمانيون بخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي التاريخي أمام مجلس الفيدرالية الروسي أمس, وما تضمنه من محاور مهمة عن دور موسكو في تقديم يد العون لمصر لاستعادة أراضيها المحتلة, وبناء السد العالي, وكذلك موقفها المشرف والمنحاز لإرادة الشعب المصري في ثورة30 يونيو2013, فضلا عن توقيع اتفاقيات الشراكة والتعاون الإستراتيجي بين البلدين. وقال النائب سليمان وهدان, وكيل مجلس النواب: إن زيارة الرئيس السيسي لروسيا تعد بداية لشراكة إستراتيجية بين البلدين, خاصة مع الحفاوة الروسية بالزيارة والاهتمام بتطور العلاقات بين البلدين, مشيرا إلي أن هناك اتفاقا بين روسيا ومصر حول الشراكة الشاملة والتعاون الإستراتيجي علي أعلي المستويات, والعمل علي توقيع اتفاق التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الأوراسي. وأوضح وهدان أن هناك العديد من المشروعات العملاقة بين مصر وروسيا, منها مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق قناة السويس, ومشروع الضبعة النووي, مؤكدا أن مصر لديها إمكانات كبيرة تساعد البلدين في تعزيز الشراكة بينهم, باعتبار أنها بوابة تجارية واستثمارية ضخمة للعديد من الدول الإفريقية والعربية والآسيوية. وقال النائب عمرو صدقي, رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بالبرلمان: إن خطاب الرئيس السيسي السياسي أمام مجلس الفيدرالية الروسي كان شاملا, وتناول العديد من القضايا التي تتطلب من المجتمع الدولي العمل علي تنفيذها في أسرع وقت, خاصة رؤيته بشأن مكافحة ظاهرة الإرهاب, وحتمية أن تكون المواجهة شاملة ضد هذه الظاهرة, التي باتت تمثل خطرا كبيرا علي الأمن والسلم الدوليين. وأشاد صدقي برؤية الرئيس السيسي تجاه الأزمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وإحياء عملية السلام بهدف إنهاء الصراع التاريخي بينهما, مشيرا إلي ضرورة أن يغتنم المجتمع الدولي هذه الفرصة لإنهاء هذا الصراع في هذه المنطقة الحساسة بالعالم, مع الأخذ في الاعتبار مقررات الشرعية الدولية, وحصول الشعب الفلسطيني علي جميع حقوقه, وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وتوقع صدقي أن تحقق زيارة السيسي لروسيا جميع أهدافها السياسية والاقتصادية والسياحية, خاصة أن خطابه أمام الشعب الروسي من داخل البرلمان ستكون لها آثارها الإيجابية الكبيرة علي عودة الرحلات والسائحين الروس إلي مختلف المدن والمواقع السياحية المصرية في القريب العاجل, خاصة مدينة السلام العالمية شرم الشيخ. وأكد النائب طلعت السويدي, رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب, أهمية القضايا التي جاءت في الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس السيسي أمام مجلس الفيدرالية الروسي, مشيرا إلي أنه كان واضحا وحاسما في وضع الحلول للمشكلات الإقليمية والدولية, مطالبا المجتمع الدولي بالاستفاقة من سباته لمواجهة ظاهرة الإرهاب مواجهة شاملة. ودعا السويدي المجتمع الدولي إلي مساندة رؤية السيسي بشأن إحياء مسيرة السلام في الشرق الأوسط, خاصة أن حل الأزمة الفلسطينية لن يكون إلا من خلال الضغط علي إسرائيل للتوصل إلي حلول عاجلة وعادلة وقائمة علي قرارات الشرعية الدولية, وبما يكفل حصول الفلسطينيين علي حقوقهم المشروعة. وأشاد السويدي بملفات التعاون الاقتصادي والصناعي بين القاهرةوموسكو, خاصة فيما يتعلق بملف إنشاء محطة الضبعة النووية لاستخدام الطاقة في الأغراض السلمية, وكذلك إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في منطقة قناة السويس, متوقعا تدفق مزيد من الاستثمارات الروسية إلي مصر خلال المرحلة المقبلة. بدوره, ثمن النائب مصطفي الجندي, رئيس التجمع البرلماني لدول شمال إفريقيا, جميع القضايا التي جاءت في خطاب السيسي الشامل, مشيرا إلي أنه أول رئيس مصري وعربي يلقي خطابا أمام البرلمان الروسي, والذي تضمن العديد من القضايا التي يجب أن تحظي باهتمام كبير من المجتمع الدولي خاصة الأممالمتحدة, سواء فيما يتعلق بمواجهة ظاهرة الإرهاب الأسود أو إحياء مسيرة السلام في الشرق الأوسط, أزمات سوريا وليبيا. وأكد الجندي أن الرئيس وضع إستراتيجية شاملة حول هذه القضايا, بحيث تكون الطرق السلمية هي الوسيلة لحل الخلافات في عالمنا العربي, مطالبا المجتمع الدولي بالأخذ برؤيته الثاقبة في مواجهة الإرهاب, خاصة أنه لم تعد هناك دولة بمنأي عن هذه الظاهرة الخطيرة, ومواجهة الدول التي تشجع وتمول وتسلح وتؤوي الإرهاب والإرهابيين بكل حسم وقوة, مع تقديم قياداتها وأنظمتها إلي المحاكمة العاجلة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وأشار الجندي إلي أن ذلك الأمر سيكون البداية الحقيقية لتجفيف منابع الإرهاب, موضحا أن ما تقوم به سلطات الكيان الصهيوني إزاء الشعب الفلسطيني الأعزل لا يقل خطورة عن الإرهاب, داعيا إلي سرعة التحرك لوقف جميع الأعمال الإجرامية لسلطات الاحتلال, والعمل علي تحريك المياه الراكدة في مسيرة السلام من خلال إرغام إسرائيل علي احترام الشرعية الدولية, ومنح الفلسطينيين جميع حقوقهم المشروعة. ووجه الجندي التحية للرئيس السيسي لحرصه علي الحديث أمام البرلمان الروسي باسم الشعب المصري, وتأكيده علي خصوصية العلاقات التاريخية بين مصر وروسيا الممتدة إلي75 عاما, مشيرا إلي أنه وجه رسالة واضحة وحاسمة للعالم كله بشأن العلاقات التاريخية بين البلدين, عندما وجه الشكر لروسيا لأنها كانت دائما أول من قدم يد العون لمصر في استعادة أرضها, فضلا عن مساندتها في بناء السد العالي. وقال النائب محمد العقاد: إن زيارة الرئيس السيسي إلي روسيا تعزز الشراكة الاقتصادية القائمة علي المصالح المشتركة, وتؤكد الندية في التعامل بين البلدين, وهذا يعود لقوة ومكانة مصر إفريقيا وعربيا, مشيرا إلي أن الزيارة تحقق أقصي درجات التعاون في المجالين الاقتصادي والسياسي بين القاهرةوموسكو, من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات التي تهدف لزيادة الاستثمارات في مصر, والمشاركة في بناء مصر الجديدة. وأشار العقاد إلي أن الزيارة تستهدف زيادة حجم التبادل التجاري, وعدد من المشروعات التي تنهض بمصر, مؤكدا أن العلاقات المصرية الدولية مهمة جدا, وأصبحت تدفع الاقتصاد المصري نحو الأمام, في إطار الشراكة بالعديد من المجالات, والتي تستهدف عودة مصر إلي ريادتها في المنطقة العربية. واعتبر النائب حسين أبو جاد, عضو الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن, أن الخطاب السياسي الشامل الذي ألقاه الرئيس السيسي بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم لمواجهة الأزمات والمشكلات التي تواجه عددا من دول العالم, خاصة داخل منطقة الشرق الأوسط, وكذلك مواجهة ظاهرة الإرهاب الأسود, التي باتت تمثل خطرا كبيرا علي الأمن الدولي. وطالب أبو جاد المجتمع الدولي بأن يعمل سريعا علي تنفيذ رؤية مصر الواضحة والحاسمة التي طرحها السيسي في ملف مكافحة الإرهاب بصورة شاملة, فضلا عن رؤيته بشأن الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن, وحل أزماتها بالحوار والطرق السلمية, ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول, مؤكدا أن هذه الزيارة ستحقق جميع أهدافها في مختلف المجالات, خاصة فيما يتعلق بالنواحي الاقتصادية والاستثمارية, وزيادة التبادل التجاري بين البلدين. وقال د. صلاح حسب الله, المتحدث باسم مجلس النواب, إن الرئيس السيسي بعث برسالة واضحة للعالم من علي منبر مجلس الفيدرالية الروسي بشأن العلاقات الإستراتيجية والخاصة بين مصر وروسيا, مضيفا أن مضمون هذه الرسالة جاء في كلمات واضحة وحاسمة حين طلب من قيادات ونواب البرلمان الروسي توجيه التحية للبلدين بمناسبة مرور75 عاما علي العلاقات المصرية الروسية, وهو ما قوبل بتصفيق حاد ومتواصل من جميع النواب الروس.