تقبع واحة سيوة في قلب صحراء مصر الغربية, تقع علي مسافة820 كيلومترا جنوب غربي القاهرة, تتمتع بجمال نادر وبالثروات الطبيعية, والآثار, والعادات والفنون واللهجة التي ينفرد بها سكان الواحة, ويرتبط بها العديد من الحكايات و الأساطير, ربما ساعد علي نسجها بعدها عن العاصمة, وقد شكل ذلك كله خصوصيتها التي جعلتها واحدة من أهم الوجهات السياحية في مصر. وتنتظرها خطة تطوير شاملة بدأتها الدولة لدعم السياحة الأثرية والبيئية بها. ولايمكن أن تفوتك زيارتها لاسيما خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر, ليس فقط لاعتدال مناخها في ذلك الوقت, إنما أيضا لأنها تشهد حدثين غاية في الروعة, لاسيما لمحبي الطبيعة والتراث والفلكلور الشعبي. وهما عيد الصلح وعيد التمور. المصور الشاب أحمد عماد أحد الفنانين المولعين بالسفر إلي سيوة, اعتاد أن يسافر سنويا في هذا التوقيت لتلتقط عدسته أروع مشاهد الطبيعة, وتوثق تفاصيل ذلك الاحتفاء الكبير بالتراث عبر العيدين, مؤكدا أن سيوة تمثل حدثا لا ينساه كل من زارها لأسباب عديدة منها: المناظر الطبيعية الخلابة, فهي واحدة من أجمل واحات بحر الرمال الأعظم; حيث تعانق أشجار النخيل حول بحيرات الماء العذبة والمالحة, والصحراء, والخضرة, وروح لن تجدها سوي في جنة الصحرا الغربية. أيضا تستقبلك هناك الظواهر الطبيعية, مثل وجود الكثبان الرملية العملاقة. حكايات وأقوال تنتظرك للاستماع إليها من سكانها, والقائمين علي السياحة مثل, وجود قبر الإسكندر الأكبر فيها. يمكنك زيارة أشهر الفنادق البيئية في مصر والعالم, وتناول أنواع من الطعام مجهزة بعيون مياه كبريتية. وفي جزيرة فطناس تشاهد الطبيعة الخلابة, وتتناول البلح الذي يتم جلبه أمامك من النخل. وكذلك الاستمتاع بزيارة جبل شالي وجبل الموتي. في سيوة تستطيع قضاء لحظات نادرة في الSandSurfing علي الكثبان الرملية في أول بحيرة المياه الساقعة في وسط الصحراء. وكذلك نزول عين المياه الدافئة الطبيعية. وركوب بعربات ال4*4 علي الكثبات الرمليه الناعمة, ومشاهدة الغروب بالصحراء, ثم العشاء علي الطريقة السيوية. يمكنك التمتع بجولات حرة في السوق لشراء الزيتون والبلح, والمنتجات السيناوية اليدوية, لاسيما المطرزة. لا تزال أمامك الفرصة لزيارة سيوة خلال شهر أكتوبر الجاري, بالتحديد في الأسبوع الثالث منه نحو يوم22 أكتوبر من كل عام, فعند اكتمال القمر تبدأ احتفالات أهالي واحة سيوة بعيد الصلح; حيث يجتمع أهالي الواحة علي مائدة واحدة تاركين منازلهم, ولا يبدأون في تناول الطعام قبل إطلاق إشارة البدء من شخص يسمي القدوة الذي يجلس في أعلي مكان علي الجبل, وبعدها تبدأ الاحتفالات والأناشيد. وعندما يحل مساء اليوم الأول للاحتفالات يجلس شيوخ القبائل يروون قصص أمجاد سيوة القديمة. وهناك تعيش أحاسيس إنسانية رائعة, تتميز بالصفاء النفسي, فمع بداية الأيام الثلاثة للاحتفال يترك جميع رجال سيوة منازلهم لصعود جبل الدكرور, ويندمج الجميع, وتصفي الخلافات ويتصالح المتخاصمون حتي لا تكون هناك ضغينة أو خلاف مهما عظم أو صغر بين أهل الواحة. وينهمك الطباخون في الذبح والطبخ علي وقع الأناشيد والأذكار, وهو احتفال يعود إلي العام1285 هجرية, ويقوم علي التصوف والزهد وبث روح الود بين الناس. الاستمتاع بحضور مهرجان التمور بسيوة من7 إلي9 نوفمبر المقبل بكل فعالياته الثقافية والفنية والفلكلورية والبيئية. تستقبلك هناك معالم تاريخية وأثرية, منها أطلال المدن الطينية المتبقية التي تشهد علي علو شأنها في العصور الإغريقية الرومانية, كما أن بها عدة معالم أثرية يرجع تاريخها إلي العصر الفرعوني والروماني, ومنها معبد جوبيتر آمون, ومعبد الخزينة, وجبل الموتي الذي يضم مقابر فرعونية ترجع إلي الأسرة26, كذلك القاعدة التي توج فيها الإسكندر الأكبر( معبد آمون الذي يتيح لك رؤية بانورما سيوه من أعلي المعبد). تمتاز الواحة لاسيما بجبل دكرور برمالها البيضاء الساخنة التي تتمتع بالقدرة علي علاج الكثير من الأمراض الروماتيزمية وألام المفاصل و آلام العمود الفقري.