منذ45 عاما حقق جيش مصر العظيم نصرا تاريخيا تتباهي به الأجيال عبر العصور في معركة رد العزة والكرامة, واليوم تحل علي مصر وشعبها ذكري نصر أكتوبر, حيث سطر حماة الوطن بحروف من نور صفحات ناصعة من المجد والتضحية والفداءحتي تحقق النصر العظيم لمصر, وعادت نسمات العزة والكرامة لشعبها الأبي, الانتصار الذي أحدث تغيرا جذريا في معادلة الصراع العربي- الإسرائيلي والإستراتيجيات العسكرية التي عرفها العالم بفضل جنود مصر الأوفياء خير أجناد الأرض, دفاعا عن الكرامة الوطنية وشرف العسكرية المصرية, وفي هذه الذكري يسلط الأهرام المسائي الضوء علي أحداث هذا النصر, وبطولات جيل من العمالقة الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل تراب الوطن وقدسية أراضيه, ومستمسكين بوعد من اللهوفضله لشعب مصر العظيم إما النصر, أو الشهادة. والاحتفال بذكري النصر هذا العام خصوصا يمثل علامة فارقة في تاريخ القوات المسلحة المصرية, حيث قدمت القوات المسلحة علي مدي هذا العام ملحمة بطولية جديدة علي أرض سيناء من خلال العملية الشاملة سيناء2018 م التي لاتقل أهمية عن نصر اكتوبر المجيد.. حيث سحق حماة الوطن أشرارا أردوا إعادة الزمن إلي الوراء, وتخريب جزء عزيز علي النفس من تراب الوطن.., وستظل ذكري النصر أبد الدهر غالية علي قلوب المصريين.. هذا الانتصار العظيم سيظل أيضا محفورا في وجدان كل مصري ومدعاة للفخر في تاريخ العسكرية المصرية التي رفعت أعلام النصر وأنجزت بالإيمان والقوة والروح أسمي عمل عسكري في تاريخ مصر الحديث ليضيف جيش مصر العظيم لسجله الناصع البياض نصرا جديدا بمساندته الشعب في ثورته المباركة ثم معركة تنموية كبري يواكبها سحق للإرهاب أينما كان, وليصبح احتفالنا هذا العام ذا طعم خاص نتذكر البطولات ونقف احتراما للإنجازات ونقدم الشكر للجيش الذي وقف بجانب الشعب من أجل الإصلاح. ولذلك فإن رجال القوات المسلحة أبطال الأمس من جيل أكتوبر قادة اليوم في المجلس الأعلي للقوات المسلحة يقفون اليوم مرفوعة هاماتهم حراسا في البر والجو والبحر حماة للوطن وشرعيته الدستورية يعاهدون شعب مصر علي التفاني في أداء واجباتهم مؤكدين ولاءهم للوطن المفدي جندا أوفياء للمسئولية الوطنية التي يحملون أمانتها دفاعا عن عزة الوطن وسلامة أراضيه وصونا لكرامته ومقدساته لتظل مصر دائما واحة أمن وأمان لكل أبنائها الأوفياء, إعداد أحمد عبد الخالق حقق نصر أكتوبر أعظم انتصارات مصر الحديثة والأمة العربية وجسد أصالة شعب مصر وقواته المسلحة وعظمة ولائهم للوطن المفدي بما قدموه من تضحيات وبطولات وأثبتوا للعالم أنه لا تهاون مع معتد ولا تفريط في حبة رمل من أرض مصر المقدسة ولا تسامح في استرداد سيادتنا علي أراضينا, ورجال القوات المسلحة وهم يحتفلون بهذه المناسبة الوطنية يشعرون بالشموخ والعزة بإلانجاز العظيم الذي حققه جيل أكتوبر, ويؤكدون كل يوم استعدادهم الكامل لحماية الوطن وشعبه وقدرتهم التصدي لكل محاولات المساس بأمنه واستقراره والقضاء علي كل مظاهر الإرهاب والتطرف. تقود القوات المسلحة ملحمة جديدة في صمت,تستلهم من خلالها روح أكتوبر المجيدة تحارب الإرهاب وتخوض معركة التنمية والتعمير التي تهدف إلي تغيير خريطة الوطن ووجهه الحضاري ليتناسب مع احتياجات الشعب الذي يقف مساندا لقواته المسلحة علي الدوام, سلما وحربا في الداخل والخارج. هذا التحدي الجديد يتمثل في مشروعات تنموية كبري تنفذ في صمت علي مدي العام ويتم تدشينها تباعا دون الانتظار لذكري النصر, فلا وقت للركود أو الانتظار, يد تبني ويد تحمل السلاح. وحرصا من القوات المسلحة علي استمرار دفع عجلة التنمية في مختلف المجالات لتحقيق الرخاء والرفاهية لشعب مصر العظيم, وبما يتفق مع مخططات التنمية الشاملة للدولة, أسهمت القوات المسلحة علي مدي العام في تنفيذ العديد من خطط التطوير والتحديث لقدراتها القتالية وعدد من المشروعات الإستراتيجية الكبري مساهمة منها في التنمية فعلي المستوي العسكري واستمرارا لجهود القوات المسلحة في دعم القدرات القتالية والفنية لعناصرها, حرصت دول العالم علي المشاركة في التدريبات المشتركة مع مصر بحرا وجوا وبرا, وكان من أبرز هذه الأنشطة لتدريب المشترك النجم الساطع2018 والذي تم تنفيذه بقاعدة محمد نجيب العسكرية بنطاق المنطقة الشمالية العسكرية للعام الثاني علي التوالي بمشاركة قوات كل من مصر والولايات المتحدةالأمريكية وعدد من الدول العربية والأجنبية و(16) دولة أخري بصفة مراقب. وتضمن التدريب الذي يعد من أكبر التدريبات التي تشهدها المنطقة العديد من المراحل التنظيمية والتدريبية بداية من تدفق القوات المشاركة حتي تنفيذ المرحلة الرئيسية في ختام الفاعليات, واشتمل التدريب علي عقد العديد من المحاضرات النظرية والعملية في مجال مكافحة الإرهاب وطرق مكافحة العبوات الناسفة وتنفيذ الرمايات غير النمطية بالذخيرة الحية من مختلف الأسلحة. كذلك تنفيذ عناصر من القوات البحرية تدريبات مشتركة شملت مكافحة التهديدات غير النمطية التي قد تتعرض لها الوحدات البحرية بالبحر, وفي السياق نفسه شاركت عناصر من القوات الخاصة البحرية في تنفيذ تدريبات علي اقتحام السفن المشتبه بها وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش وتقديم الدعم والإخلاء الطبي للمصابين, كذلك التدريب علي طرق مكافحة الألغام البحرية بواسطة صائدات الألغام وأعمال النسف والتدمير تحت الماء وتنفيذ غطس تدريبي مشترك لمسح منطقة بالبحر والتدريب العملي علي تحييد الألغام بمختلف أنواعها, كذلك تنفيذ عناصر القوات الجوية لطلعات جوية مشتركة والتدريب علي أعمال القتال الجوي للدفاع والهجوم علي هدف حيوي والتزود بالوقود في الجو, كذلك تقديم المعاونة الجوية للقوات البرية لاستكمال تنفيذ جميع المهام. كما تناولت تدريبات النجم الساطع2018 هذا العام موضوعات التعاون الأمني ومكافحة الإرهاب والتدريب علي جميع سيناريوهات التهديدات المختلفة في ظل الحرب التقليدية وغير النظامية وخلال هذا العام احتفلت القوات البحرية بتدشين أول فرقاطة مصرية من طراز جوويند التي تم بناؤها بشركة ترسانة الإسكندرية, إيذانا بتجهيزها استعدادا لدخولها الخدمة بالقوات البحرية المصرية التي تشهد خلال الآونة الأخيرة طفرة تكنولوجية هائلة في منظومات التسليح والكفاءة القتالية وفقا لأحدث النظم العالمية وهو ما يؤكد ان القيادة العامة للقوات المسلحة حريصة علي تنفيذ إستراتيجية شاملة لتطوير وتحديث الأسطول البحري المصري لتعزيز الأمن والاستقرار في مناطق عمل القوات البحرية, ودعم قدرته علي مواجهة التحديات والمخاطر الحالية التي تشهدها المنطقة, موضحا أن الوحدة الجديدة تعد الأكثر تطورا في السلاح البحري المصري لتعزيز قدرته علي تحقيق الأمن البحري وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية في البحرين الأحمر والمتوسط, وتوفير حرية الملاحة البحرية الآمنة ودعم أمن قناة السويس كشريان مهم للتجارة البحرية الدولية في ظل التهديدات والتحديات التي تشهدها المنطقة. وفي إطار خطة القيادة العامة للقوات المسلحة لتعزيز آفاق التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة نفذت القوات البحرية المصرية تدريبات بحرية عابرة مع القوات البحرية الإيطالية والكورية الجنوبية واليونانية في نطاقي الأسطول الشمالي بالبحر المتوسط والأسطول الجنوبي بالبحر الأحمر. حيث شاركت عدد من القطع البحرية المصرية مع الوحدات البحرية الإيطالية واليونانية كل علي حدة في تنفيذ تدريبات مشتركة بالبحر الأبيض المتوسط, تضمنت التدريب علي كيفية حماية الوحدات البحرية في أثناء عبورها بالمناطق الخطرة وتبادل إقلاع وهبوط طائرات الهل علي أسطح وحدات البحرية. ومن أبرز المشروعات التنموية التي يجري تنفيذها بشبه جزيرة سيناء بدءا من الضفة الشرقية لقناة السويس وحتي خط الحدود الدولية في مجال البنية الأساسية والإسكان والطرق والخدمات العامة والزراعة واستصلاح الأراضي وإقامة التجمعات السكانية والبدوية والتي يجري إنشاؤها بالتزامن مع تنفيذ مراحل العملية الشاملة, وكذلك إجراءات التأمين التي يتم تنفيذها لتأمين العمل بتلك المشروعات بالتعاون مع الجيشين الثاني والثالث الميداني وكذلك إنشاء شبكة من الطرق الحرة والتي تربط محافظات الجمهورية ببعضها لتحقيق التكامل بين المحافظات والقاهرة الكبري واندماجها اقتصاديا واجتماعيا وأيضا لاختصار المسافة والوقت للقادم من جنوب الوادي والمتجه إلي محافظات شمال الدلتا والقناة والعكس بالإضافة إلي تأثيرها علي التحركات العسكرية وخطط الفتح الإستراتيجي والنقل وحركة المواصلات. وتشرف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة علي عملية إنشاء أنفاق محافظة الإسماعيلية, وذلك بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية, حيث تتولي شركة بتروجت عملية إنشاء النفق الجنوبي, وتتولي شركة كونكور عملية إنشاء النفق الشمالي, بحجم عمالة يبلغ3000 آلاف استشاري ومهندس وفني وعامل, وذلك تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. أما مشروع أنفاق شمال الإسماعيلية, يتكون من ثلاثة أنفاق, نفقان للسيارات وآخر للسكة الحديد, والأنفاق الثلاثة تمر أسفل قناة السويس بمنطقة شمال الإسماعيلية, ويربط نفقي السيارات الطريق الدائري بالإسماعيلية, وطريق الإسماعيلية بورسعيد في الغرب بطريق رأس سدر, من خلال سطحية وتقاطعات حرة عن طريق كباري علوية.والنفقان يتم ربطهما بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة, التي تستخدم في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ وكل نفق يخدم اتجاها مروريا واحدا, ويحتوي علي حارتين, ويتم تهوية النفق عن طريق مجموعة من البيارات, التي تستخدم أيضا في عمليات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ, ومشروعات الأنفاق الجاري إنشاؤها بالإسماعيلية, تعد الأكبر علي مستوي العالم. والنفق الجنوبي سيكون من الإسماعيلية إلي سيناء مرورا بقناتي قناة السويس القديمة والجديدة, كما أن النفق الشمالي سيكون من سيناء إلي الإسماعيلية مرورا أيضا أسفل القناتين القديمة والجديدة, وقد روعي في أثناء عملية الإنشاء والتنفيذ التوسعات المستقبلية لقناة السويس.