قائد القوات البحرية في عيدها مشددا على مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية.. الفريق أسامة الجندي: نتابع الموقف في باب المندب ب «الثانية»

الإسكندرية هاني بدر الدين
في ظل تصاعد التهديدات والمشاكل التي تتطلب وجود سيطرة قوية من مصر على سواحلها الممتدة بطول البحرين الأحمر والمتوسط، حيث بات الحوثيون يسيطرون على الأوضاع في اليمن وسط مخاوف كبيرة على الأوضاع في مضيق باب المندب، بخلاف تزايد عمليات الهجرة غير الشرعية وعمليات التهريب بجميع أنواعها (مخدرات- أسلحة وذخائر - مواد غير خالصة الجمارك - ... إلخ)، تأتي أهمية اللقاء مع الفريق أسامة الجندي قائد القوات البحرية في عيد القوات البحرية الذي يوافق 21 أكتوبر من كل عام، وهو ذكرى إغراق لنشات الصواريخ المصرية للمدمرة إيلات عام 1967 التي كانت تعد أكبر الوحدات البحرية فى الأسطول الإسرائيلي آنذاك.
الفريق الجندي أكد في مؤتمر صحفى عقده بمقر قيادة القوات البحرية بالإسكندرية، أن القوات البحرية تقوم بدورها الأساسي المتمثل في تأمين النطاق التعبوي لمصر ضد أي عدائيات قائمة أو محتملة، وأضاف قائلا: نحرص على مواكبة التطور السريع والمتلاحق فى تكنولوجيا التسليح بخطة شاملة لتطوير قواتنا البحرية تتضمن تطوير قواتنا البحرية بتزويدها بأحدث أنواع الوحدات البحرية الحديثة وطبقا للمتطلبات العملياتية والمهام المسندة إليها، وروعى فى الحصول على هذه الوحدات أن تكون ذات قدرات قتالية عالية، وتتميز بتكنولوجيا الإخفاء والتمويه ولها قدرة الاتصال عبر الأقمار الصناعية، كما روعى فيها أن تشتمل على منظومات قيادة وسيطرة عالية التقنية، وأن تكون ذات معدلات استهلاك منخفضة للوقود لزيادة قدرتها على البقاء فى البحر. وأشار الفريق الجندي إلى أن مصر تسعى أيضا إلى شراء وحدات بحرية حديثة، دون الخوض في التفاصيل.
باب المندب
وردا على سؤال حول الأوضاع في باب المندب في ظل سيطرة الحوثيين على اليمن، بخلاف استمرار ظاهرة القرصنة بتلك المنطقة قال الفريق الجندي "باب المندب مضيق دولي، وتلك المنطقة تشهد منذ عدة سنوات توترا وعدم استقرار، وهناك وجود دولي بالمنطقة، وبالنسبة لنا فنحن نتابع الموقف في باب المندب "بالثانية" وأي خطورة علينا سنتعامل معها ونحن ندرس وضع تلك الدول وتسليحها.. وبالنسبة للقرصنة فتشترك مصر ممثلة فى القوات البحرية فى آلية التنسيق العسكرى لمكافحة القرصنه قبالة السواحل الصومالية، ومن المهم أن نؤكد عدم تسجيل حادث قرصنة واحدة داخل مياه البحر الأحمر ، حيث تقوم القوات البحرية بالتنسيق مع الدول المتشاطئة على البحر الأحمر من أجل تحقيق السيطرة التامة على أمن البحر الأحمر".
تطوير مستمر
وتطرق الفريق الجندي إلى الدور الذي تقوم به القوات البحرية في مجال الموانئ قائلا "القوات البحرية تعمل مع المنظومة الكاملة للقوات المسلحة، بإنشاء وتشغيل الموانئ المختلفة مثل ميناء أبو قير البحرى – ميناء إدكو المخطط افتتاحه بالتزامن مع احتفالات القوات المسلحة خلال شهر أكتوبر الجارى، ويتم حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من أعمال بناء ميناء العريش البحرى الجديد".
وأوضح الفريق الجندي أن تطوير القوات البحرية مسألة مستمرة، قائلا: مصر مهتمة بأن يكون تطوير قواتها البحرية بسواعد أبنائها، وأضاف قائلا "لا بد أن نبني وحداتنا بأيدينا، ولهذا بدأنا بالفعل في بناء وحدات بحرية، وعرضنا أحد لنشات الاقتحام السريع الذي تم بناؤه في مصر، خلال احتفالات القوات المسلحة بنصر أكتوبر، والذي أقيم في الكلية الحربية.
كما قال الفريق الجندي:"يجري تحديث وتطوير الأجهزة والمعدات باستغلال الإمكانيات والكفاءات الفنية المحلية دون الاعتماد على الشركات الأجنبية مما يوفر على الدولة والقوات المسلحة الكثير من الأموال، وكذلك تحديث ورش ترسانة إصلاح السفن بالقوات البحرية، والحفاظ على الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى للقوات البحرية وذلك من خلال التوسع فى استخدام المقلدات ووسائل التدريب المتطورة والمصنعة محلياً لتوفير ساعات تشغيل الأجهزة والمعدات، وتم انضمام شركة ترسانة الإسكندرية والشركة المصرية لإصلاح وبناء السفن إلى القوات المسلحة تحت مسمى جهاز الخدمات والصناعات البحرية".
المناورة ذات الصواري والتدريبات المشتركة
وعن تدريبات القوات البحرية قال الفريق الجندي "تشارك القوات البحرية ضمن القوات المسلحة في المناورة بدر 2014، التي بدأت قبل أيام، ومن جانبنا في القوات البحرية بدأنا يوم الثلاثاء 21 أكتوبر بالتزامن مع عيد القوات البحرية، تنفيذ المناورة "ذات الصواري" والتي تحمل اسم معركة ذات الصواري البحرية التي شارك فيها الأسطول البحري المصري أيام محمد علي، وتشمل المناورة ذات الصواري تنفيذ أعمال قتالية أهمها الاستخدام الفعلي للأسلحة تحت الماء واستخدام المدفعية والصواريخ".
وحول مشاركة القوات البحرية فى العديد من التدريبات المشتركة قال الفريق الجندي إن ذلك يأتي نظرا للسمعة الطيبة التى تتمتع بها قواتنا البحرية العريقة وخبرة القتال المتوافرة لدى ضباط وضباط الصف القوات البحرية، مما أدى إلى طلب العديد من الدول الاشتراك مع مصر فى تنفيذ تدريبات بحرية مشتركة، وتشترك القوات البحرية في تدرييات مشتركة مع كل من السعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن وليبيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا واليونان، بخلاف تدريبات عابرة حيث قمنا بتدريبات عابرة مع سفينة روسية وبعدها سفينة تونسية خلال شهر أكتوبر الجاري.
وحول أعمال التطوير الأخرى داخل القوات البحرية قال الفريق الجندي "تم تطوير البنية التحتية للقوات البحرية والتى تشمل شبكات المياه والصرف الصحى وخطوط الكهرباء والغاز الطبيعى والاتصالات وشبكات الطرق والتى يرجع عمر بعضها إلى الثلاثينيات من القرن الماضى، كما تم إنشاء وتطوير أرصفة بحرية قادرة على استيعاب الوحدات البحرية المنضمة حديثاً والمخطط انضمامها للخدمة بقواتنا البحرية".
ثورتا 25 يناير و30 يونيو
وأوضح الفريق الجندي الدور الذي قامت به القوات البحرية لتأمين الجبهة الداخلية منذ ثورة 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، قائلا: " القوات قامت بتنفيذ العديد من المهام المختلفة للحفاظ على الأمن والاستقرار وسلامة الوطن والحفاظ على مُكتَسبات الثورة، حيث قامت بتأمين سواحل مصر ومياهنا الإقليمية والاقتصادية بالبحرين المتوسط والأحمر وجميع الموانئ البحرية العامة والتخصصية بصفة دائمة وعلى مدار 24 ساعة، كما تم تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس وتأمين المنشآت والأهداف الحيوية على الساحل وبالبحر من منصات وحقول البترول والغاز الطبيعى والمدن الساحلية بالبحرين المتوسط والأحمر، كما أسهمت القوات البحرية فى تأمين الوحدات والمنشآت العسكرية والجبهة الداخلية ضد جميع العدائيات من خلال المشاركة فى مكافحة أعمال الشغب، وكذلك تأمين المواطنين والطرق بتنظيم دوريات راكبة للقضاء على أى محاولات تضر بأمن وسلامة المواطن والمُمُتلكات الخاصة والعامة.
وتطرق الفريق الجندي إلى الدور التى تقوم به القوات البحرية في خطط التنمية قائلا:"القوات البحرية تشارك فى أعمال الإنقاذ البحرى ومكافحة التلوث البحرى وعمليات الإخلاء وتقديم المعاونة بالإنقاذ للسفن السياحية التى تتعرض للمحن فى حالات الطقس الردئ خصوصاً بمنطقة البحرالأحمر وشرم الشيخ، وتقوم القوات البحرية بإمداد هيئات الموانئ بالمرشدين البحريين وكذا قادة القاطرات، كما تقوم بإعداد وتأهيل الضباط البحريين والمتقاعدين للعمل بالقطاع المدنى وهيئة الموانئ وهيئة قناة السويس".
مكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية
وحول الهجرة غير الشرعية قال الفريق الجندي:"شهدت السنوات الماضية الكثير من محاولات الهجرة غير الشرعية على يد سماسرة الموت، وزادت معدلاتها خلال الفترة الأخيرة، ولكن كانت القوات البحرية بالمرصاد، وتم إحباط العديد من عملية الهجرة غير الشرعية وتمكنا من إنقاذ آلاف الأرواح".
وأشار الفريق الجندي إلى عمليات التهريب قائلا: "فى ظل الانفلات الأمنى خلال الفترة السابقة وقيام بعض الخارجين عن القانون وضعاف النفوس بتهريب السلاح والمخدرات والسولار ، فقد شاركت القوات البحرية مع قوات حرس الحدود والشرطة المدنية فى إجهاض العديد من هذه المحاولات، ونضبط ما بين 3 - 4 عمليات تهريب في الأسبوع، وفي بعض الاحبان يتم إحباط عمليتي تهريب في اليوم الواحد، ومن أبرز العمليات إحباط محاولة تهريب نحو 3 أطنان من المخدرات تقريباً بالبحر الأحمر".
قناة السويس
وحول قناة السويس ومشروع حفر ازدواج القناة قال الفريق الجندي "مشروع تطوير محور قناة السويس أحد أهم المشروعات القومية وقواتنا البحرية تسانده بكل ما أوتيت من إمكانات فكرية وبشرية ومعدات، وتتولى بالتعاون مع باقى الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة تأمين المجرى الملاحى للقناة ضد جميع أنواع التهديدات، وقناة السويس خط أحمر لا يمكن المساس به".
واختتم الفريق الجندي حديثه قائلا " أهنئ ضباط وضباط صف وجنود القوات البحرية وشعب مصر العظيم بأعياد النصر وأحيى شهداءنا الأبرار، وأحيي قادة القوات البحرية السابقين، ونعاهد القيادة العامة للقوات المسلحة أن تكون القوات البحرية دائما على أهبة الاستعداد لحماية سواحل مصر الغالية بالبحر المتوسط والبحر الأحمر من السلوم غربا إلى حلايب جنوبا رافعين شعار النصر أو الشهادة".