السندي..أمير الدم عنوان الفيلم الذي تفتتح به قناةdmc سلسلة أهم أفلامها الوثائقية ويعرض اليوم الأربعاء, وتزيح فيها الستار عن أسرار وكواليس يتم الكشف عنها للمرة الأولي عن جماعة الدم الإرهابية وأحد أهم إرهابييها البارزين عبد الرحمن السندي, وتكشف القناة عن تسجيل صوتي يذاع للمرة الأولي يفضح أسرار وكواليس التنظيم السري للإخوان, بالإضافة إلي اعترافات خطية للمرة الأولي بأخطر أعضاء التنظيم السري وصور من داخل زنزانات السجون. كما يفضح الفيلم الذي تصل مدته إلي54 دقيقة الدور البارز للسندي باعتباره أول قائد لميليشياتها الإرهابية, ومنفذ أخطر عملياتها علي الإطلاق, وكيف أسس حسن البنا جناحه المسلح ؟ وأوكل قيادة الميليشيا إلي عبد الرحمن السندي الذي نفذ بأمر من البنا أعمال اغتيال وتفجير وجاسوسية, ودوره في اغتيال النقراشي باشا, والمستشار الخازندار. ويقول المخرج شريف سعيد لالأهرام المسائي إن العمل استغرق تصويره ومونتاجه3 أشهر, بينما مهمة البحث والدراسة استغرقت وقتا طويلا لصعوبة الشخصية حيث كان كل المتوافر منها هو صورة شخصية فقط, بينما التفاصيل تكاد تكون غير موجودة خاصة أننا نتحدث هنا عن جماعة سرية داخل الجماعة السرية الأم, لذا كان اعتمادنا بشكل رئيسي علي مذكرات أعضاء النظام الخاص. ويضيف بالنسبة للجانب الفني فكان الاعتماد علي بشكل رئيسي علي أرشيف الأبيض وأسود والصور, والدوكيو دراما, كما يعرض الفيلم حصريا صورا للإخوان من داخل السجون نهاية فترة الأربعينيات وهي صور تظهر للمرة الأولي, بالإضافة إلي تسجيل صوتي لعضو النظام الخاص أحمد عادل كمال يكشف فيه كواليس النظام الخاص وقضية السيارة الجيب, وكذلك اعترافات بخط يده يكشف فيها أسرارا عن كواليس التخطيط لاغتيال النقراشي. وأوضح أن المشاهد المنفذة في الدوكيو دراما ليست مستوحاة من الخيال ولكنها تفاصيل مستقاة من مذكرات أعضاء النظام الخاص, علي سبيل المثال- نروي أنه في مكان مظلم وضيق يجلس الجميع ويلتفون حول المنضدة مع خروج دخان من الغرفة- مضيفا أن جلساتهم كانت أشبه بجلسة ماثونية. وأشار إلي أن الضيوف الذين من المقرر أن يظهروا في الفيلم هم خليفة عطوة المتهم رقم3 في قضية اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر عام1954, والمحامي المنشق عن الإخوان مختار نوح, ود.محمد عفيفي أستاذ تاريخ مصر الحديث بجامعة القاهرة, والعميد خالد عكاشة, وأحمد بان, وماهر فرغلي. بينما قال أحمد الدريني مؤلف الفيلم إنه واجه صعوبة في العمل علي شخصية عبد الرحمن السندي لأن المتوافر عنه قليل جدا وهو عبارة عن صورة صغيرة64X, وبعض الأحاديث القليلة جدا عنه وموزعة في مذكرات أعضاء التنظيم الخاص, وعددهم4 وهم أحمد عادل كمال, صلاح شادي, محمود الصباغ, وعلي عشماوي, مشيرا إلي أن الأمر كان أشبه بتجميع قطع البازل لتكوين شكل نهائي. وأضاف أنه اعتمد أيضا علي عدد من المصادر الأخري لتدقيق المعلومات, مثل مذكرات الشيخ الباقوري والذي كان قريبا من حسن البنا وعلي علم بتفاصيل كثيرة, ومذكرات عبد اللطيف البغدادي, وكتاب شخصيات لها العجب للكاتب صلاح عيسي, وكتاب تحولات الإخوان لحسام تمام. وعن الأسباب وراء تقديم فيلم وثائقي عن شخصية عبد الرحمن السندي تحديدا قال الدريني إن الموضوع له أكثر من اعتبار حيث نتناول من خلال الفيلم أعضاء التنظيم الخاص بينما البطل المحوري له هو السندي, إضافة إلي رغبتنا في أن نحكي عن جرائم التنظيم ولكن من منظور شخصي. وتابع قائلا: يعد السندي أيضا شخصية إشكالية لدي جماعة الإخوان حيث يري البعض أن الاعتراف به يعد بمثابة اعتراف رسمي بجرائم الإخوان وإرهابهم من اغتيالات وتفجيرات, بينما عدم الاعتراف به يعد مشكلة أخري لأن الأمر ليس مجرد اغتيالات وتنظيم مسلح, بل كانت هناك أمور ينفذها السندي بتعليمات من حسن البنا إمام الجماعة وعدم الاعتراف به هو موافقة ضمنية علي عدم الاعتراف بتعليمات البنا. وأشار إلي أن السندي ساهم بشكل كبير في دخول تعليمات البنا حيز التنفيذ فقبله كان الأمر عبارة عن آراء شاذة وأخطاء فقهية لكن السندي نفذها لتتحول الأفكار إلي تنفيذ عمليات قتل وتفجير, ليصل الأمر به في النهاية إلي دخوله في صراع مع حسن البنا بعد أن شعر بأهميته ويري نفسه المرشد والشخصية الأقوي في الجماعة, وهو أمر طبيعي أن يحدث. وحول اختيار اسم السندي..أمير الدم ليكون عنوان الفيلم قال إنه جاء بناء علي اقتراح منه والمخرج شريف سعيد, حيث جاء بعد اقتراح ما يقرب من20 اسما لنصل في النهاية إلي هذا الاسم. ويعد عبد الرحمن أحد أذرع جماعة الإخوان الإرهابية المسلحة وأخطر رجالها, حيث قاد التنظيم الخاص المسلح الذي تم تأسيسه تحت إشراف مباشر وباختيار عناصره الأساسية بمعرفة مرشد الجماعة الأول ومؤسسها حسن البنا. سار السندي في قيادته للنظام الخاص بشكل جيد مما جعله ينال رضا قيادات الإخوان رغم أنه كان مصابا باعتلال في صمامات قلبه نتيجة حمي روماتيزمية, ولكن وفقا لعمر التلمساني مع انتشار وازدياد قوة النظام الخاص أحس السندي بقوته وسلطانه, وكان يتصرف في بعض الأحيان تصرفات لا يقرها البنا, لشعوره أنه علي مستوي الندية مع مرشد الجماعة نفسه. بعد اغتيال البنا, وقف السندي في موقف الندية مع خليفته حسن الهضيبي وبعض كبار قيادات الجماعة, وبعد إعادة تشكيل النظام الخاص علي يد الهضيبي قرر إقالته, وتعيين أحمد حسنين بدلا منه, مما أدي إلي تمرد السندي علي المرشد, ووصل الأمر إلي احتلاله المركز العام مع بعض أنصاره وذهابه معهم إلي منزل الهضيبي وإساءتهم إليه, مما دفع هيئة مكتب الإرشاد والهيئة التأسيسية إلي اتخاذ قرار بفصل السندي وبعض من معه.