شريفة دحماني فرنسية من أصل جزائري نجحت في إرسال ما يقرب من17 فتاة إلي سوريا للجهاد, يقرر أمير الجماعة الإرهابية إرسالها لتنفيذ عملية إرهابية في الجزائر, حيث يكون في انتظارها هناك شاب يدعي أمين ليشتركا في تنفيذ تفجير معمل تكرير البترول بالجزائر وخلال فترة انتظارهما لإعطاء إشارة تنفيذ العملية تنشأ بينهما قصة حب, لكن شريفة صاحبة الوجه الحاد لا تزال متمسكة بتنفيذ العملية بينما أمين الذي أحبها بات يخشي من الاشتراك ومحاولة إقناعها بالهرب والعيش في إيطاليا, لكنها رفضت وارتدت الحزام الناسف وأثناء محاولته خلعه لها ينفجر فيهما ويلقيان حتفهما, كانت هذه قصة فيلم رياح رباني للمخرج الجزائري الكبير مرزاق علواش, والذي عرض أمس ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي حيث سيطرت عروض اليوم علي قضايا الإرهاب بمختلف أنواعه. ويقول علواش ردا علي سؤال حول سبب ظهور الفتاة حادة الملامح وتمتلك شخصية قوية بينما الرجل هادئ وشخصيته ضعيفة ومفترض أن يكون العكس: إن هذا الأمر ليس بالضرورة أن يكون ثابتا بدليل أنه خلال فترة العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر خلال فترة التسعينيات وعانت فيها من الإرهاب, كنا نجد بعض السيدات الإرهابيات يقتلن ويذبحن وكأنهن رجال, مشيرا إلي أنه حريص دائما علي تقديم قضايا الإرهاب ومحاربة تطرفهم بالسينما. وأضاف أنه لم يوضح بالفيلم الأسباب التي تدفع السيدات للاستشهاد حسب ما يعتقدون حيث يتم إقناع الرجال بأنهم سيلقون في الجنة الحور العين, أما الوعد الذي يقدمونه للسيدات فهذا أمر سيكشف عنه في فيلمه الوثائقي البحث عن الجنة ويجري التحضير له حاليا. وحول عدم وجود خلفيات لشخصية الفتاة داخل الفيلم مثل السبب في التحاقها بالجماعات الإرهابية, قال إنه غير مضطر لتقديم خلفيات عن الشخصية, خاصة أنه مبهور بهذا النوع في التناول لأن الفرق بين السينما والتليفزيون هو أننا لا نروي خلفيات الشخصيات بنفس الطريقة, كما أن الشخصيات الانتحارية تكون دائما مجهولة ونادرا ما نعرف عنهم تفاصيل تخص شخصياتهم, مشيرا إلي أنه فضل العمل علي التناقضات الواضحة في شخصياتهم ما بين الرومانسية في علاقتهما سويا وفي الوقت نفسه التشدد الذي تعيشه الفتاة. بينما قال بطل الفيلم إن الدور كان صعبا في كل تفاصيله بداية من ضرورة معرفة طريقة تفكير هؤلاء الأشخاص وصولا إلي أنه ينبغي أن يكون هادئا رغم كل ما يحدث من تحكمات من قبل بطلة الفيلم وتعنيفها الدائم له وهو أمر عكس طبيعة الرجال لكنه استفاد من هذا العمل بأن أصبح أكثر هدوءا. وأضاف أنه من الجيل الذي لم يعش العشرية السوداء الصعبة في تاريخ الجزائر, حيث إنه ولد مع انطلاقها, وبالتالي لم يكن لديه أي خلفيات حول هذا الأمر لذا لجأ إلي القيام بدراسة شخصية عن طبيعة هؤلاء الشخصيات الذين كانوا يرغبون في الجهاد, ومع الوقت نجحت في الدخول في ذهن الإرهابي وأتفهمه جيدا وخرج الدور كما كنت أتمني. ومن إرهاب الجزائر إلي سوريا حيث عرض الفيلم السوري القصير الحبل السري ضمن مسابقة الأفلام القصيرة والتي جاءت كاملة العدد, حيث حضر عرض الفيلم بجانب أبطاله كل من تامر حبيب وجميلة عوض ومكسيم خليل. يتناول الفيلم قصة ندي امرأة حامل وحينما يأتي موعد الولادة تفشل هي وزوجها في الخروج من منزلهما بسبب الحرب الدائرة في الخارج, ورغم محاولة زوجها في رجاء الإرهاب بالسماح لإحدي الجيران كي تعبر الطريق وتساعد في عملية الولادة فإنهم يرفضون ويطلقون الرصاص عليهم ليضطر زوجها أن يتولي مسئولية توليدها وتتم العملية بنجاح. وقال مخرج الفيلم إن التصوير تم داخل منطقة الزبداني بسوريا, بعد انتهاء الحرب بها بثلاثة أشهر, مشيرا إلي أن موضوع الفيلم إنساني بالمطلق, حيث كان المقصود منه إبراز دور المرأة في الحرب وإظهار محاولاتها في فعل السلم من خلال تقديم الحياة بالتواصل مع الطرف الآخر. وأضاف أنه لم يركز علي الحرب قدر تركيزه علي دور المرأة وذلك بمساعدة ورشة عمل من الاتحاد الأوروبي حول تفعيل دور المرأة. أما مؤلف الفيلم فقد أشار إلي أنه خلال8 سنوات من الحرب, تتغير قناعات الإنسان ووجهات النظر, مؤكدا أن الفيلم هو بمثابة دعوة إلي لم الشمل, لا لتوجيه الاتهامات للطرف الآخر. بينما قالت بطلة الفيلم إنها المرة الأولي لها منذ5 سنوات في مجال التمثيل تشارك بفيلم قصير, مؤكدة انبهارها في كل مرة تشاهد فيلم الحبل السري الذي يمس كل مواطن وإنسان سوري. من ناحية أخري, شهدت فعاليات اليوم الرابع حلقة نقاشية عن أزمات اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين تحمل اسم اللاجئون وقصصهم عبر الأفلام, حيث جاءت فكرة الحلقة نتيجة تزايد عدد اللاجئين حول العالم جراء الحروب التي اندلعت في بعض البلاد, أو نتيجة اختلافات سياسية أو عرقية, وأيضا أزمة الهجرة غير الشرعية التي انتشرت في الأعوام الماضية نتيجة تردي الأحوال الاقتصادية. وأدار الندوة جاي ويسبرج, وحضر الحلقة النقاشية قاسم عبيد, كريستين بشوي, عمر سمرة, منال عيسي. وقال قاسم عبيد إن تقديم الأفلام حول هذه الظاهرة مهم لتعريف العالم والشعوب بأن هناك أزمة حقيقية يعيشها اللاجئون في البلدان الأخري, وأنه يتم التعامل معهم كلاجئين حتي وإن مرت عليهم سنوات في مجتمعات أخري, مشيرا إلي أن الأفلام قادرة علي تسليط الضوء علي تلك الأزمة. واختلفت معه منال عيسي, قائلة: إن الجهات التي تمول تلك النوعية من الأفلام قليلة, كما أن الأفلام يتم تقديمها لتلعب علي مشاعر الجمهور والبكاء فقط, ولكنها لا تسهم بشكل كبير في حل تلك القضايا. بينما قال عمر سمرة: إنها قضية كبيرة تواجه العديد سواء من اللاجئين أو المهاجرين غير الشرعيين, لافتا إلي أن عمل أفلام ترصد تلك الأزمات في تعريف العالم بها, وأن الأممالمتحدة خصصت ملفا كاملا لحل مشكلاتهم وتوفير سبل حياة كريمة لهم. وروي عمر قصة عاشها مع صديقه عمر نور, حيث إنه قبل عام ونصف تبادر إلي ذهنه عبور المحيط وصولا إلي شاطئ بمركب صغير, ومعايشة تلك التجربة علي أرض الواقع, وبعد13 ساعة وجدنا أنفسنا في منتصف المحيط ودرجة الحرارة منخفضة, والعاصفة اشتدت علينا وفقدنا معظم أمتعتنا الشخصية, وتم تصوير الحدث بكاميرات الموبايل, مشيرا إلي أنه من هنا جاءت فكرة الفيلم المحيط الأطلنطي, وشعرنا أن تلك التجربة مقاربة للمعاناة التي يعيشها المهاجرون غير الشرعيين, وأن مشاعر ذوينا مماثلة لأهالي المهاجرين من القلق والخوف والترقب وأن الشخص ربما لا يعود مرة أخري وربما لا يصل شاطئ المدينة المقصودة.