آثار تل الفراعين( أو آثار بوتو) الرابضة في احدي قري مركز دسوق بكفرالشيخ تعاني الاهمال الشديد, خاصة بعد أن تعرضت لمحاولات السرقة أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة قبل ثورة25 يناير وما بعدها. وتنشر الوثائق المصرية القديمة أنها كانت عاصمة لمصر ومقرا لحكام الشمال ومملكتهم من قبل توحيد قطري مصر, واختصت مصادر العصور التاريخية بوتو أو مدينة بوتو كما كانوا يطلقون عليها بحضانة الطفل حورس( الاله حورس) الذي وضعته أمه ايزيس بمدينة بوتو وعندما اشتد ساعد حورس خرج من مسقط رأسه بوتو أو( اخيبت) في احراش الدلتا ليسترد عرش أبيه أوزوريس المفقود.. وكان سكان مدينة بوتو أول من ايدوه وتوجوه ملكا علي البلاد وساروا تحت لوائه إلي ان استرد ارث أبيه المفقود وتوج ملكا علي عالم الاحياء ونتيجة للدور الكبير لبوتو في تلك الأحداث السياسية فانها ارتبطت علي مر العصور التاريخية القديمة بتاج الشمال الأحمر وشرعية الحكم. وكان لارتباط حورس بمدينة بوتو الأثر الأكبر في إضفاء أهمية كبيرة علي بوتو التي احتفظت بمكانتها وأهميتها الكبيرة طوال العصور المصرية القديمة, وجاء ذكرها في العديد من الآثار مثل جدران المقابر والمعابد وكتب الموتي. وفي العصر الحديث جاء احدهم للبحث عنها من خلال دراسته لكتاب بطليموس الجغرافي مؤكدا ان موقع تل الفراعين إلي الشمال من كفرالشيخ جدير بان يكون هذا المكان الذي شغلته بوتو القديمة ودفع أحد مساعديه ويدعي كيرلي عام1904 لكي يقوم بعمل حفائر في المنطقة بحثا عن الحقيقة. وفي عام1964 وصلت بعثة من لندن تحمل اسم جمعية الاستكشافات المصرية بلندن ورغم استمرار هذه البعثة لستة أعوام متتالية إلا أن النتيجة كانت مخيبة للآمال حيث لم يتم العثور علي قطع أثرية تتناسب مع سمعة المدينة, وفي عام1984 عثرت البعثة نفسها علي عدد من القطع الأثرية الضخمة التي تعود للدولة الحديثة وبعضها يعود للعصور القديمة, والغريب في الأمر هو وجود هذا الاهتمام العالمي من الأثريين في جميع انحاء العالم بآثار بوتو في نفس الوقت لا يوجد اهتمام يتناسب مع أهميتها حيث يتم وضع آثار بوتو النادرة في مخازن لا تليق رغم أنها من الممكن أن تكون مزارا سياحيا يدر دخلا كبيرا علي الاقتصاد المصري بفضل وجود هذه الآثار النادرة.