افاد التلفزيون الباكستاني ان رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنازير بوتو التي قتلت الخميس في هجوم انتحاري ووريت الثرى اليوم الجمعة في مدافن العائلة في اقليم السند مسقط رأسها في جنوبباكستان. ودفنت بوتو في مدينة لاركانا مسقط رأسها الى جوار والدها الزعيم الراحل ذو الفقار علي بوتو الذي كان اعدم على يد الرئيس الباكساني السابق ضياء الحق عام 1979. واحتشد الاف الاشخاص لوداع بوتو التى لف نعشها بعلم حزب الشعب الباكستانى. وكانت بوتو قد لقت حتفها في اعقاب قيام مسلح بإطلاق الرصاص عليها قبل أن يفجر نفسه ويقتل حوالي 20 شخصا آخر وجرح ما لا يقل عن 15 آخرين وسط مهرجان خطابي حاشد كانت زعيمة حزب الشعب تعقده في مدينة روالبندي قرب العاصمة إسلام أباد، وذلك قبل أسبوعين من الانتخابات التشريعية، وبعد شهرين على عودتها إلى بلادها من المنفى الاختياري. وصرحت مصادر إعلامية باكستانية إن تنظيم القاعدة في أفغانستان أعلن مسؤوليته عن عملية اغتيال بوتو، واكدت الداخلية ان تنظيم القاعدة "على الارجح" يقف وراء عملية الاغتيال". وكان الرئيس الباكستانى برويز مشرف قد سارع إلى تقديم التعازي بوفاتها، داعيا الشعب إلى التزام بالهدوء والحفاظ على الأمن . كما اعلن مشرف الحداد العام في سائر أنحاء باكستان باكستان لمدة ثلاثة أيام تقرر أن تغلق خلالها كافة المدارس والبنوك بالإضافة الى تنكيس الأعلام على المباني الحكومية. وقال التلفزيون الحكومي إن الرئيس مشرف عقد اجتماعا طارئا مع كبار مسؤولي الدولة في مقر رئاسته لمتابعة حدث اغتيال بوتو والوضع المتفجر في البلاد. وقد تفجرت الأوضاع في باكستان في أعقاب اغتيال بوتو حيث اندلعت المظاهرات في عدة مدن باكستانية احتجاجا على اغتيالها، مما اسفر عن سقوط 19 قتيلاً، بحسب ما اعلن مسؤول كبير فى اجهزة الامن. وقال المراسلون إن أكثر من 100 سيارة أُحرقت في كراتشي لوحدها، بينما أُضرمت النيران أيضا في العديد من العربات والقطارات والمباني. وقد أضرم عدد من أنصار بوتو الغاضبين النار في شوارع روالبندي احتجاجا على العملية التي وصفوها بالإجرامية. وصرح الزعيم الباكستاني المعارض نواز شريف الجمعة ان "المطلب الاول" للامة هو استقالة الرئيس الباكستاني في اقرب وقت ممكن، معتبرا ان اغتيال بنازير بوتو يشكل "دليلا" على انه لا يريد تنظيم انتخابات حرة وعادلة. وقد أكد رئيس الوزراء السابق وزعيم حزب الرابطة الإسلامية ان حزبه سيقاطع الانتخابات بعد اغتيال بوتو، داعياً الى اضراب عام ورأى نواز شريف ان الابقاء على الانتخابات التشريعية في موعدها في الثامن من كانون الثاني/يناير يمكن ان يؤدي الى "تدمير" باكستان. وتوالت البيانات الدولية المنددة باغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة وأدانت عدة دول عربية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بشدة اغتيال بوتو . وأعرب الأمين العام للجامعة عمرو موسى في بيان له عن تلقيه نبأ "جريمة الاغتيال الإرهابية النكراء التي تعرضت لها بوتو بالحزن والأسى." وفي أبو ظبي قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات إن بلاده فجعت بهذه الخسارة الجسيمة التي لم تصب باكستان فقط بل أصابت دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أدانت السعودية و البحرين والكويت وسوريا والجزائر وتونس ومنظمة المؤتمر الإسلامي بأشد العبارات اغتيال بوتو، معتبرة إياه اعتداء على استقرار باكستان. ومازالت بيانات الإدانة والاستنكار الدولية وردود الفعل تتوالى تباعا من مختلف العواصم العالمية، حيث أدانت كل من روسيا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا والسويد والهند وفرنسا والمفوضية الأوروبية والفاتيكان. وأدان أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون " بشدة لهذه الجريمة النكراء"، معربا عن تخوفه من أن يهدد هذا الحادث الاستقرار والعملية الديمقراطية في باكستان . وكان مجلس الأمن الدولي قد سارع إلى عقد جلسة استثنائية اصد ر في نهايتها بيانا أدان فيه "بأشد العبارات الهجوم الانتحاري الإرهابي الذي شنه متطرفون"، ودعا كل الباكستانيين لممارسة ضبط النفس وصون الاستقرار في البلاد. وأدان الرئيس الأمريكي جورج بوش اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية، ووصفه بانه" عملا جبانا"، وقال إن بوتو ضحت بحياتها من اجل الديمقراطية.