جزء من تراث الوطن يرقي به ويسمو ويؤصل عراقته ومدي تأثيره عبر التاريخ إنها الحرف اليدوية, والصناعات التقليدية, والتي تحتل مساحة واسعة في قلوب المصريين ووجدانهم لإخلاص الصانع علي مهاراته الفردية واعتماده علي جديته في نقل خبرة الأجداد عبر عصور وسنوات طويلة.. الأهرام المسائي طرقت أبواب أصحاب الأنامل الذهبية وأكدوا أن الحرف تواجه هجوم الحداثة وطغيان التمدن علي صناعاتهم الأصيلة ويطالبون بمشاركة الحكومة في التسويق لمنتجاتهم والوقوف بجانبهم, وكانت السطور التالية: في أسوان.. تراث النوبة يبحث عن التسويق أسوان عزالدين عبدالعزيز تظل أسوان هي ساحرة الجنوب ودرة المشاتي المصرية التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ, فهي أصل الحضارة بثقافتها المختلفة وتراثها الذي لا ينقطع ولا يندثر مهما تطورت الحياة, ففيها الإبداع والفن الأصيل الذي تتفجر طاقاته من طبيعتها الساحرة ما بين نيل يترقرق ليحتضن صخورا أشبه ما تكون بلقاء الأحبة بعد الفراق, وفيها يجبرك مناخها وعادات أهلها وطيبة قلوبهم علي أن تحتفظ بذكري عزيزة عند زيارتك لها ولو بشال أوطاقية نوبية جميلة تبقي شاهدة علي هذه الزيارة السياحية الممتعة التي لن تسقط من الذاكرة. روعة المشغولات اليدوية هنا في أقصي الجنوب يسعي أهل هذه المحافظة السمراء نحو الحفاظ علي التراث الذي ورثوه أبا عن جد, حيث تتميز القري بروعة مشغولاتها اليدوية التي تبحث فقط عن التسويق والتمويل حتي تواصل رسالتها, الأمر الذي يتطلب دعم وزارتي الثقافة والسياحة قبل أن تندثر وتصبح في خبر كان. والبداية من قري النوبة, حيث قالت نجاة سيد علي رئيسة لجنة التراث النوبي إن اللجنة تضم70 أسرة تعمل في إنتاج المشغولات النوبية والأسوانية, ومهمتها هي الحفاظ علي التراث الموروث من الأجداد عبر آلاف السنين. وأوضحت أن المنتج قد شهد تطورا كبيرا في ظل التقنيات الحديثة, ولكن مع هذا مازلنا نحفاظ علي القوام الأساسي له, وأشارت إلي أن العقبة التي تصادف المرأة الأسوانية في هذا المجال هي تسويق مشغولاتها التي تتفنن فيها مثل الخرز ومنتجات الخوص المعروفة كالأطباق والطواقي والمراوح الخوص والعقد النوبي والأقراط وغيرها, خاصة في الفترات التي تشهد ركودا سياحيا. لن نتوقف رغم الصعاب وتوضح عائشة عبد الرحمن من جمعية الغلالاب النوبية بقرية غرب أسوان,وهي واحدة من أشهر نجوع قري النوبة في المنتجات اليدوية أن المشغولات اليدوية تلقي إقبالا كبيرا في المعارض التي تشارك فيها الجمعيات, ولكن وكما تقول فإن هذه المعارض تقام علي فترات متباعدة, وفي حالة توقف السياحة تشهد ركودا يؤدي إلي عزوف السيدات عن العمل. وتقول رضا عبود من جمعية المستقبل وحماية المستهلك بأسوان إن عملية تسويق المنتج هي المشكلة التي تصادفهن في هذا المجال, حيث إن عرض المشغولات يتم حاليا من خلال شبكة الإنترنت فقط, كما أوضحت أمال سيد أحمد من جمعية الأسر المنتجة بأسوان بأن المعارض التي يتم تنظيمها عامة مدتها قصيرة جدا ما يجعل هناك صعوبة في انتقال السيدات إلي المحافظات الأخري, وطالبت بدعم المشروعات الحرفية الصغيرة التي تقوم علي التراث الأصيل من خلال إنشاء مراكز تدريب للفتيات الصغيرات, ومن جانبها أعربت نجاح محمد حسن عضوة لجنة التراث النوبي عن أملها في تفعيل البروتوكولات الموقعة بين الجمعيات وكل من وزارتي الثقافة والآثار, وذلك بغرض عرض المنتجات اليدوية النوبية والأسوانية بالمواقع الأثرية, خاصة وأن الموسم السياحي المقبل خارجيا وداخليا يبشر بكل الخير. دور السياحة والثقافة ويشدد محمد صبري سرور رئيس الإتحاد النوعي للجمعيات النوبية علي ضرورة الاهتمام بصناعة المشغولات الحرفية اليدوية التي تعكس تراث النوبة وأسوان, وقال إن الأفواج السياحية سواء الأجنبية أو المصرية والعربية تحرص أشد الحرص علي اقتناء هذه المنتجات, الأمر الذي يتطلب التوسع فيها ودعمها, ولفت إلي أن وزارة السياحة عليها دور كبير في تسويق هذه المنتجات من خلال معارض وبورصات السياحة العالمية التي تعقد دوريا علي مستوي دول العالم, وأوضح بأن أهم المشاكل التي تعترض هذه الحرف, توفير الخامات والتسويق الذي يتوقف أيضا علي وزارة الصناعة. وكشف محمد إدريس مدير عام الثقافة بأسوان عن أن الفرع يقوم برعاية وتنظيم العديد من الورش التدريبية التي من شأنها الاهتمام بتعليم الحياكة و الحرف البيئية ومنها أعمال الخوص والجريد والخرز, حيث تم عقد18 ورشة عمل مختلفة استفادت منها1355 سيدة ريفية. من ناحيتها, تبنت الدكتورة إيمان وجدي الأستاذة بكلية التربية النوعية إقامة مشروع خاص بمراكز إنتاج وتسويق الحرف البيئية والمشغولات اليدوية.