احتضنت اسواق ساحرة الجنوب أمس ولمدة10 أيام معرض ديارنا الذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي بالتنسيق مع المحافظة والجمعيات المختلفة, حيث كشف المشاركون بشكل عام عن الصعوبات التي تواجه تسويق منتجاتهم اليدوية, خاصة مشغولات منسوجات أخميم الشهيرة والنوبة الجميلة. في البداية كشف علاء يوسف الدقيشي رئيس مؤسسة أجداد إخميم بسوهاج ورئيس شعبة المنسوجات اليدوية بإتحاد الصناعات المصرية عن المشكلات التي تواجه هذه الحرف التراثية التي كانت تميز إخميم في صناعة الحرير والكتان عالميا. وقال إن مدينة إخميم كانوا يطلقون عليها مانشيستر ماقبل التاريخ مقارنة بقلعة مانشيستر الإنجليزية في النسيج والتي تعد أكبر مدينة في العالم تنتج مختلف المنسوجات اليدوية. وأضاف أنه لم يكن هناك بيت في أخميم لاتعمل أسرته بالكامل في صناعة الحرير والكتان وإتقان العمل بالأنوال بمهارة فائقة توارثناها أبا عن جد, لدرجة أن منتجاتها الرائعة كانت تقدم كهدية قيمة للرؤساء والملوك وضيوف مصر, أما الآن فقد قاربت المهنة علي الاندثار بسبب عزوف الشباب والفتيات عن العمل فيها, بالإضافة إلي عدم توافر الخامات اللازمة في صناعة الكتان والمفروشات والستائر والمنسوجات سواء قطنية أو حريرية. ويشير الدقيشي إلي أن العمالة العادية تجد صعوبات بالغة لتتعلم فن المهنة رغم وجود مدرسة فنية متخصصة بمدينة الكوثر في سوهاج تقوم بتخريج الآلاف ولكن بلا توظيف وأن توقف مبادرة وزارة التنمية المحلية التي كانت ستتبني تدريب100 ألف شاب وفتاة علي مستوي الجمهورية لتعليم فنون هذه الحرفة اليدوية التراثية سيزيد من المعوقات التي تتعرض لها مدينة أخميم. وطالب الدقيشي بضرورة اهتمام الدولة وتحديدا وزارة الصناعة بالقيام بتوفير المواد الخام التي تعد أهم عنصر في مدخلات الإنتاج, وطالب بتنشيط دور الممثلين التجاريين بالسفارات المصرية في الخارج للترويج لمنتج أخميم ذي الشهرة العالمية وعدم الاكتفاء بالمعارض الخارجية التي لن تنهض بالتصدير بشكل فردي. ومن أخميم في سوهاج إلي النوبة في أسوان, حيث قالت نجاة سيد علي رئيسة لجنة التراث النوبي إن جمعيات الأسر المنتجة والغلالاب بغرب أسوان والمستقبل وحماية المستهلك تشارك لأول مرة في معرض ديارنا الذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي, وأضافت أن اللجنة تضم70 أسرة تعمل في إنتاج المشغولات النوبية والأسوانية, حيث تعمل اللجنة علي الحفاظ علي التراث الموروث من الأجداد عبر آلاف السنين, وأوضحت أن هناك إضافات وتطويرا للمنتج مع الحفاظ علي القوام الأساسي له, ومايصادف المرأة الأسوانية من عقبات يتركز في تسويق مشغولاتها فقط, خاصة في الفترات التي تشهد ركودا سياحيا. وتدخلت عائشة عبد الرحمن ممثلة جمعية الغلالاب النوبية بقرية غرب أسوان قائلة إن جمعيتها من الجمعيات الشهيرة التي شاركت في العديد من المعارض الخارجية والداخلية, وأن منتجات الخوص المطعم بالتطريز تلقي إقبالا كبيرا من الجمهور ولكن يبقي التسويق مشكلة كبيرة بسبب ظروف المرأة الأسوانية. قالت نجاح محمد حسن عضوة لجنة التراث النوبي إن اللجنة ستشارك في المعرض الذي سيقام خلال الأيام المقبلة بمدينة أبوسمبل السياحية علي هامش الاحتفالات بتعامد الشمس علي معبدي رمسيس الثاني وأن هناك بروتوكلات موقعة مع كل من وزارتي الثقافة والأثار لعرض المنتجات اليدوية النوبية والأسوانية بالمواقع الأثرية, خاصة بعد انتعاش السياحة بشكل كبير في أسوان. ومن أسوان إلي القاهرة, حيث أعربت صفاء علي محمد عن سعادتها بالمشاركة في المعرض بأسوان قائلة إن جميع المعروضات من المنتجات القطنية المصرية التي ينتجها شباب وفتيات الجمعية الذين نحرص علي تدريبهم بشكل مستمر علي هذه الحرفة علي أن نتولي نحن التسويق بقدر الإمكان, وأن وزارة التضامن لاتتواني علي الإطلاق في دعم الجمعية ومساعدتها في تحقيق أهدافها الخيرية والمجتمعية. وتناول أشرف منصور أحد العارضين بالمعرض دعم وزارة التضامن لمثل هذه المعارض قائلا إنها تلبي احتياجات المواطنين بأسعار مخفضة للغاية, وأنها تعد المشاركة التاسعة له في سلسلة المعارض التي تتولي تنظيمها الوزارة في مصر تحت شعار من بيتنا لبيتك بهدف توصيل المنتج للمستهلك بسعر مخفض وفي محل إقامته. وكان اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان قد افتتح معرض ديارنا لمنتجات الأسر المنتجة والجمعيات الأهلية الذي تنظمه وزارة التضامن الاجتماعي تحت شعار من بيتنا لبيتك بالتعاون مع المحافظة لمدة10 أيام, بحضور المهندسة أماني غنيم نيابة عن الدكتورة غادة والي وبمشاركة40 عارضا وعارضة من جمعيات تنمية المجتمع والأسر المنتجة من9 محافظات. ومن جانبه, أوضح محمود فاروق مدير عام التضامن الاجتماعي بأسوان أن هذا المعرض يأتي في إطار خطة وزارة التضامن لتحقيق الانتشار المطلوب لمعرض ديارنا في مختلف محافظات الجمهورية لإتاحة الفرصة أمام الأسر المنتجة لعرض وتسويق منتجاتهم في محل إقامتهم بدلا من الاعتماد علي المعرض الدائم الذي كان يقام في القاهرة.