منتجات الحرف التراثية والبيئية وغيرها من المشروعات الصغيرة في القري المصرية الطريق الواسع لقطار التنمية في مصر والذي سبقتنا فيه العديد من النماذج الناجحة ومنها النمورالآسيوية التي أخذت مكانها بين الدول الاقتصادية الكبري في العالم،ويؤكد تلك الحقيقة معرض الأسر المنتجة »الجميلة» الذي تستضيفه حاليا وحتي منتصف الشهر الحالي أرض المعارض بمدينة نصر تحت شعار »كلنا سيناء»، و تم تخصيص نسبة أرباحه لتطوير قرية بئر العبد وتوابعها بشمال سيناء التي طالتها يد الارهاب منذ ايام، ويؤكد المعرض أن تلك المنتجات وسيلة حقيقية لتوفير مصادر الدخل وفرص العمل بما تقدمه من منتجات غاية في الدقة والجودة والجمال والروعة تم تصنيعها في قري مجهولة لا يعلم اسمها اغلب المصريين علي طول البلاد وعرضها لكنها تحمل عراقة واصول مصرية قديمة وقادرة علي المنافسة في السوقين المحلي والعالمي، حيث يضم منتجات 12 الف اسرة من مختلف المحافظات بينها معروضات 4300 اسرة سيناوية أبدعتها أنامل سيدات سيناء »عروس المعرض» علي حد وصف غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي. وفي جناح سيناء تؤكد لنا هدي سويلم مهندسة كيميائية أمينة المرأة في اتحاد القبائل والقاضية العرفية ونقيب الفلاحين بسيناء ومدير جمعية ابناء سيناء، فقد كان الهدف الرئيسي هو احياء التراث السيناوي الذي اصبحت تتهافت عليه الدول الغربية من أعمال يدوية ومشغولات من انتاج المرأة البدوية وتشمل قلادات وشالا وشنطا وسكارف وثوبا بدويا، فيما أمسكت بشري حسن سويلم بثوب بدوي مصنوع من خيط الصوف، وتشير إلي أن صناعته تستغرق حوالي سنتين ويتم بيعه بسعر 2000 جنيه، مشيرة إلي أن المرأة السيناوية تقوم بعمل مشغولات اخري مثل المرجومة والشال والبرقع والسديري وغيرها، اضافة إلي انتاج زيت الزيتون العالي الجودة والتوابل والتمور. وفي خيمة محافظة القاهرة لفت نظرنا سيدة تخطت السبعين تبيع منتجات غذائية من كعك وبسكويت ومجمدات، اسمها نجاة محمد علي 75 سنة كانت تعمل محاسبة في شركة للادوية، واتجهت لتصنيع الوجبات الغذائية الجاهزة وكل انواع المأكولات اضافة إلي لوازم الاعياد من الكعك والبسكويت داخل شقة صغيرة استأجرتها ويعمل معها 6 عمال دائمين بخلاف العمالة غير المنتظمة لمتابعة توزيع منتجاتها علي المحلات والبواخر السياحية، وكان في جناح محافظة اسوان نفس النموذج وهي الحاجة طاهرة جلال مكاوي 72 سنة من نصر النوبة والتي يتعدي عمرها العقد السابع، كانت تعمل في الشئون الاجتماعية وانضمت إلي الأسر المنتجة وبدأت في تصنيع الطواقي والبلوزات والفساتين والحزام والشال من القماش والخرز والسواريهات ويساعدها ابنها.. وفي جناح محافظة سوهاج كانت نجمة المعرض قرية شندويل البلد حيث وقفت امال سيد حسن تستعرض فستانا ابيض مصنوعا من التللي مشغولا بخيوط من الفضة وهو الفستان الذي ترتديه الفنانة اسعاد يونس في برنامج صاحبة السعادة، وتشير إلي ان العمل في مثل ذلك الفستان يستغرق شهورا ويباع بسعر 1100 جنيه، كما يقومون بانتاج كل المشغولات اليدوية من كوفرتات وشال ومفارش من التللي ونعتمد علي الموتيفات والرسومات التراثية، وكان انجازهم الكبير هو تحويل كل بيوت القرية إلي مصانع صغيرة، فيما يشير علاء يوسف الدقيشي رئيس شعبة المنسوجات اليدوية باتحاد الصناعات المصرية إلي أنه يتم العمل علي احياء منتجات اخميم والحفاظ علي تراث الاجداد في صناعة منتجات القطن والكتان والحريرالطبيعي والتللي ومفارش السفرة والتنجيد والستاير، ويري الدقيشي ان احياء الصناعات الحرفية والتراثية هي التي ستقود مصر نحو النهضة والتنمية وتقود الاقتصاد المصري بقوة لما تحققه من عملة صعبة، ويوضح ابو بكر السيد المدير التنفيذي لمؤسسة الفراعنة باخميم أنه تم اطلاق عدة مبادرات منها تشغيل 1000 شاب خلال 4 سنوات في النسيج بالتعاون مع مجلس التدريب الصناعي بوزارة الصناعة وتم تسليم 20 نولا يدويا منحة للسيدات، وكذلك اقراضهن مبالغ مالية لشراء الخامات والتصنيع ويتم سدد القسط من الانتاج. وفي جناح محافظة البحيرة لفت أنظارنا منتجات قرن الجاموس من التحف والهدايا المختلفة الاحجام والاشكال والالوان، ويوضح مدير جمعية الاسر المنتجة بدمنهور المشرف علي الجناح أنه يتم شراء القرن من المجازر بقيمة 20 جنيها او اكثر،ويتم تحويله إلي تحف باستخدام المنشار والمبرد الخشابي والمبرد الحدادي والمنشار والمنجلة والشنيور وموتور التلميع، ويتم بيع القطعة من 15 إلي 100 جنيه،وأصبح عليها طلب كبير في الاسواق العالمية. وكما تؤكد لنا المهندسة اماني غنيم رئيس الادارة المركزية للمعارض بوزارة التضامن فالمعرض يضم أكثر من 5 آلاف منتج تقدمها 12 ألف أسرة منتجة علي مستوي المحافظات وفي هذا المعرض، وتشمل منتجات 4300 سيدة من سيناء باعتبارها ضيف شرف،وتم تخصيص الارباح لصالح تطوير قرية الروضة وتوابعها والمعرض مقام علي مساحة 4 آلاف متر مقسمة علي طابقين و75 جناحا.