تتجه الدولة في الوقت الحالي إلي زراعة نبات اليقطين نظرا للآثار السلبية للتغيرات المناخية من ارتفاع الحرارة وزيادة ملوحة ونقص المياه كونه من المحاصيل التي تتحمل تلك الظروف فهو نبات يتحمل التقلبات المناخية, فضلا عن أن المحصول له قيمة غذائية وطبية ممتازة, بالإضافة إلي مقاومته الشديدة للظروف المناخية المعاكسة, ويدخل في العديد من الصناعات و موطنه الأصلي القارة الإفريقية, و قد اكتشف منذ عهد القدماء المصريين. ويعد اليقطين الذي يزرع لأول مرة بالدقهلية ويشبه الكوسة الخضراء ويصل سعر الكيلو منه إلي100 جنيه أحد المحاصيل التي تستخدم في صناعة الأدوية, وقد ذكره الله عز و جل في القرآن الكريم, عندما خرج سيدنا يونس من بطن الحوت وكان به جروح وتشافي من ورق شجرة اليقطين ذات الملمس الناعم. ويقولالدكتور محمد أبو النصر الأستاذ بمعهد بحوث البساتين فرع المنصورة, ورئيس الحملة القومية لزراعة اليقطين بشمال الدلتا إن تكاليف زراعته قليلة جدا, ويتحمل قلة المياه وارتفاع نسبة الملوحة في الأرض, وهو نبات آمن نظرا لعدم احتياجهإلي المبيدات, مشيرا إلي أن كل ما يتم استخراجه من النبات مفيد للإنسان والحيوان, ويجب علي المستثمرين أن يدرجوا المحصول في صناعتهم من خلال الحصول عليه, وإقامة صناعة الأدوية والأغذية علي المساحات المزروعة. وأضاف أبوالنصر أن الدولة تروج للمحصول عن طريق دعم وتشجيع مزيد من الحملات التوعوية, مشيرا إلي أنه تمت إقامةمزرعة بحثية في قرية البرامون التابعة لمركز المنصورة لنشر الوعي لدي الفلاحين وشرح كيفية زراعته, وحثهم علي زراعته كونه ذا قيمة كبيرة, لافتا إلي أنه تم تنظيمالعديد منالندوات بجميع المراكز, فضلا عن إنشاء حقول إرشادية بمراكز( المنزلة منية النصر أجا السنبلاوين طلخا بلقاس ميت غمر) للتعريف بنبات اليقطين وأهميته الاستراتيجية للفلاح نظرا لأنه يعود عليه بعائد مادي كبير حيث ان كل شيء فيه ذو قيمة حيث تستخرج منه الزيوت النقية التي تستخدم للطعام بالإضافة إلي الزيوت الأخري والأقل نقاء يتم استخدامها في محركات السيارات, وذلك لان نسبة الزيوت في الثمرة تصل الي30%. و أشار أبو النصر إلي أن النبات له أهمية بالنسبة للإنسان والحيوان, ومخلفاته تستخدم في إنتاج العلف وهو يعمل علي زيادة إنتاج الألبان بالماشية,لافتا إلي أنه تم توقيع بروتوكول مع كلية الصيدلة للاستفادة من المواد المستخرجة منه, حيث إنه غني بعنصر الزنك والذي يساعد في التئام الجروح والنبات يمكن تصديره إلي أوروبا كبديل لاستيرادها لهذا النبات من دول جنوب شرق آسيا,وطالب أبو النصر بزراعة هذا المحصول بمشروع المليون ونصف المليون فدان لكونه يتحمل ظروف الزراعة الصعبة. ويشير الدكتور زيدان شهاب الدين الأستاذ بمركز البحوث الزراعية بالمنصورة إلي أن اليقطين يحتاج إلي نهار قصير ودرجات حرارة منخفضة للنمو الجيد ويتميز بتحمله لجفاف وملوحة الأرض ويفضل زراعته بالأراضي الصحراوية أو الأراضي التي تعاني من التربة كما يدخل في صناعة الأغذية الخاصة, مثل المربي, وزيت الطعام, مشيرا إلي أن اليقطين يعالج المرضي الذين يعانون من ارتفاعا في ضغط الدم والقرح والجروح. وأوضح أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فاو قامت بإدراجهضمن المحاصيل الرئيسية التي ستلعب دورا مهما في تحقيق الأمن الغذائي خلال القرن ال.21 و يمكن أن يدخل اليقطين في تغذية الأطفال في المدارس لأنه يلعب دورا كبيرا في زيادة الذكاء, كما أنه يعالج العديد من الأمراض. ويضيف أن نبات اليقطينله فوائد طبية وعلاجية كثيرة,و من الممكن استخدامه كمكمل غذائي أيضا. فيما قال نسيم البلاسي نقيب الفلاحين بالدقهلية إن وزارة الزراعة استجابت بالفعل للتوسع في زراعة اليقطين, وأقيمت الندوات للفلاحين فيدمياط والدقهلية والغريبة والبحيرة ومرسي مطروح و ذلك لإيمان وزارة الزراعة بضرورة توعية المزارعين بأهمية ذلك المحصول وقيمتهالطبية والاقتصادية والغذائية العالية علاوة علي أنه يتحمل الجفاف وهو محصول ثمري وبذري أي ينتح ثمارا وبذورا. وأكد المهندس محمد السيد المحنكر مدير إدارة الإرشاد الزراعي بالدقهلية أن اليقطين ثمرة تنحدر من العائلة القرعية, ويعتبر من المحاصيل المستقبلية, والتي عمل علي تطويرها معهد بحوث البساتين التابع لوزارة الزراعة, وهو من النباتات التي تتحمل التقلبات الجوية وتملح التربة, ويعتبر محصولا زراعيا تقوم عليه العديد من الصناعات, وهو ما دفع الدولة للتوجه إلي تلك المحاصيل, مشيرا إلي أنه يستطيع أن يحتفظ ببذوره سليمة حتي7 أشهر وغير مكلف ويمكن زراعته في أسطح المنازل ومربح للغاية, فضلا عن الاستفادة منه كعلف للحيوانات. و اليقطين لا ينافس المحاصيل الاستراتيجية في مستلزمات الإنتاج الأساسية من تربة ومياه وأسمدة, ومن ثم يمكن زراعتها بنجاح في الأراضي الجديدة ومناطق الاستصلاح. و المحصول لا يكلف الفلاح, والتقاوي متوافرة, وزراعة المحصول يمكن أن تكون في أسطح المنازل أو علي الأطراف غير المستغلة, و من مميزاته انه لا يستهلك كميات كبيرة من المياه.