أصبح وجود مسلسلات الأجزاء ظاهرة لأنها الأكثر رواجا علي شاشة التليفزيون, بعد أن ارتبط بها الجمهور وبأبطالها وينتظر عرضها في أي موسم دون التقيد بشهر رمضان, وهو نوع ليس جديدا علي الدراما المصرية أو العالمية, فتاريخ الدراما المصرية مليء بالأمثلة منها ليالي الحلمية وزيزينيا والمال والبنون, وغيرها من الأعمال.. ومع مرور الوقت تغيرت فكرة الأجزاء فبدلا من الاعتماد علي مدي قابلية الفكرة لتحويلها إلي أجزاء, أصبح كل مسلسل يحقق نجاحا يقوم صناعه بتنفيذ جزء ثان منه حتي إذا وصل الأمر لتغيير الأبطال أو المؤلف أو المخرج, المهم أن يخرج العمل بالاسم الذي نجح به, حتي إن التغيير يمكن أن ينال الأبطال الرئيسيين, وهي فكرة لم تثبت نجاحها من قبل مثلما حدث في مسلسل السيرة الهلالية حيث تعلق الجمهور بالجزء الأول لأحمد عبد العزيز, لكن الجزءين التاليين بطولة جمال عبد الناصر ورياض الخولي لم ينجحا بنفس القدر, في حين أن تغييرات الصفوف الثانية لا تؤثر كثيرا علي الجمهور مثل الجزء الثاني من زيزينيا حين حلت هالة صدقي بديلة لآثار الحكيم, وأيضا جاءت إلهام شاهين بديلا لآثار الحكيم في ليالي الحلمية, وفي مسلسل حكايات بنات في الجزء الثالث تم تغيير اثنتين من البطلات الأربع ونجح أيضا لكن الجزء الرابع الذي سيتم تصويره ستتغير جميع بطلاته وبمؤلف جديد وخلال السطور التالية ترصد الأهرام المسائي مع مؤلفي مسلسلات الأجزاء تأثير هذه التغييرات علي نسب مشاهدات تلك الأعمال. قال الكاتب مجدي صابر: إنه لا ينبغي أن يتم تغيير بطل العمل, بينما يمكن في الوقت نفسه تغيير أبطال الدور الثاني, مثلما حدث في مسلسل سلسال الدم حيث حدثت ظروف كثيرة تكون سببا في هذا التغيير, منها أن يمر الممثل بظروف صحية أو يموت, ولكن طالما أن الأضلاع الأصلية للعمل موجودة فالعملية ستسير بشكل جيد. وأضاف أن كل ما سبق يكون له وضع مختلف مع المؤلف الذي من الصعب تغييره فالحقوق الأدبية للعمل ملك للمؤلف ولا يمكن أن يكمل مكانه من ابتدعه, لأن الشخصيات والحبكة قانونا من حق المؤلف إلا في حال وفاته أو إذا تنازل عنها بشكل رسمي, كما أن هذا التغيير يؤثر علي روح العمل, خاصة أن هناك من يستغل العمل الذي تعلق به الجمهور ليحقق ربحا, فهو لا يريد إلا اسم العمل طالما غير الأبطال والمؤلف وهذا يضر بالدراما ومن باب أولي أن يقدم هؤلاء في عمل جديد وهذا أقرب للمنطق وأكثر احتراما للمشاهد. ويري الكاتب باهر دويدار أن مسلسلات الأجزاء لها رواج كبير عند المشاهدين لكن ليست كل الأعمال تصلح لأن تتحول إلي أجزاء, فيمكن أن يضع صناع العمل خطة من البداية لوجود جزء ثان وبعد عرض الأول يكون المسلسل قد قدم كل ما لديه ولا يوجد جديد يقدمه فيتم الاكتفاء بجزء واحد, لكن إذا كانت الشخصيات والأحداث يمكن أن تستمر, وارتبط بها المشاهد فلماذا لا يقدم منها جزء آخر؟. وأضاف أن تغيير الممثل الرئيسي واستبداله بآخر لا يكون في مصلحة العمل, إلا إذا كان بنفس قوة الشخصية أو أكثر, ففي مسلسلي حكايات بنات, تم تغيير اثنتين من الفنانات ارتبط بهما المشاهد, لكن المشاهد ارتبط بالبديل أيضا وهذا أمر لم يضر بالعمل طالما أنه يحتفظ بنفس البريق, أما تغيير المؤلف فلا يمكن أن يطبق علي الموضوع قاعدة واحدة فالتغيير يمكن أن يكون للأفضل أو للأسوأ, لأن العمل يأخذ من روح الكاتب ويمكن أن تلقي طريقته إعجاب المشاهدين, فكل كاتب يعطي لشخصيات العمل من شخصيته ومن طريقة تفكيره لذلك الحكم يكون للجمهور وهذا له علاقة بأن تشبع رغبات المشاهد. وأوضح الكاتب وليد يوسف أن نوعية مسلسلات الأجزاء من المهم تواجدها حيث تتمتع بجمهور كبير خاصة ربات البيوت اللاتي يرتبطن بشخصيات المسلسلات ويتعايشن, وفي الخارج هناك مسلسلات الأجزاء بأشكال مختلفة منها من تكون أحداثه بطيئة وشخصياته محدودة وديكوراته أيضا وحلقاته طويلة مثل الجريء والجميلات الذي عرض بمصر, وهناك نوع آخر كوميدي مثل الأصدقاء وهذه النوعية ينفق عليها الإنتاج كثيرا لأن لها غرض ربحي فيكون المنتج ضامنا للإعلانات التي تأتي بسبب النجوم المشاركين. لكن في مصر الموضوع ليس له منطق فأي مسلسل يتعلق به الجمهور يقومون بتقديم أجزاء منه, مثل أبو العروسة رغم أن الفكرة انتهت في الجزء الأول وهي فتاة ستتزوج ووالدها لديه أعباء كثيرة حتي أتم مهمته وزوجها, لذلك رأيي أن الجزء الثاني يمكن أن يسمونه جد العروسة لأن معني اسم المسلسل انتهي بزواجها في الجزء الذي عرض. وأضاف أن التغييرات التي تحدث في المسلسلات للممثلين, يمكن أن تكون بسبب الوفاة أو الخلاف علي الأجر, أو أن الممثل لم يعجبه امتداد الشخصية في الجزء الجديد, أو يكون مرتبطا بعمل آخر في الخارج, ويكون رد فعل الجمهور علي حسب البديل خاصة إذا كان الفنان له كاريزما, ففي مسلسل الدالي في الجزء الأول كانت هناك شخصية يقدمها محمد متولي وفي الجزء الثاني طلب رقما أكبر فلم يتناسب هذا مع المنتج فقام بالدور شوقي شامخ وفي الجزء الثالث توفي شامخ فقام بالدور سامي مغاوري, فالأسباب كل مرة مختلفة لكن لا يمكن تغيير العمود الفقري للعمل وهو الشخصية الرئيسية, ويمكن تغيير المؤلف أو المخرج أو الممثلين وفقا لطبيعة العمل ومن هو البطل في العمل هل الورق أو الإخراج أم الفنانين, ففي مسلسل حكايات بنات البطل هو الموضوع عندما تغير الأبطال استمر الجمهور في المشاهدة, وعندما يأتي مؤلف آخر لا يغير في بناء الشخصيات بل يكمل علي الخط نفسه للشخصيات بتركيباتها من البداية والاختلاف يكون في طعم الحوار لأن كل مؤلف له تفكيره وطريقته في صياغة الحوار.