شعر حازم بأن الدنيا تضيق في وجهه وأصبحت حياته بلا معني فقد مر هذا الأسبوع بحدثين مهمين في حياته مثلا نقطة تحول لم يكن يتوقعها فقد تبدل حاله فجأة عندما أقدم والداه علي الطلاق ضاربين باستقرار الأسرة عرض الحائط غير عابئين بأولادهما الذين هم في اشد الحاجة لرعايتهما. وكان أكثر المتضررين من انفصال الوالدين هو حازم ذلك الشاب الصغير الطالب بالصف الثاني الثانوي الذي كان يحتاج لرعاية خلال أداء امتحانات الدور الثاني حتي يتمكن من اجتيازها بنجاح ولكن الخلافات أثرت عليه بالسلب وجعلته عاجزا عن التركيز وعن أداء امتحاناته بالشكل المطلوب وكانت الكارثة التي كان يتوقعها فقد رسب نهائيا مما زاد من حالة الإحباط الشديد التي يعاني منها حتي انه لم يجد أمامه والديه ليشكوا لهما يأسه وفشله ليشدا من أزره ويرفعان روحه المعنوية فقد تفرقا عن بعضهما وتركاه وإخوته في مهب الريح. تملك اليأس والإحباط من نفس الفتي الصغير وسيطرت علي رأسه فكرة الانتحار للتخلص من حياته البائسة وبالفعل احضر شالا وقام بربط طرفه في سقف حوش المنزل حتي يكون بعيدا عن أعين أفراد أسرته وربط الطرف الآخر في رقبته والقي بجسده ليلقي حتفه في الحال, تم نقل الجثة لمشرحة مستشفي طهطا العام وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيق. كان اللواء عمر عبد العال مساعد وزير الداخلية مدير امن سوهاج قد تلقي إخطارا من مأمور مركز شرطة جهينة يفيد بانتحار شخص بمنزله بناحية نجع حمودة التابع لقرية جهينة الشرقية وانتقل علي الفور العميد محمود حسن رئيس مباحث المديرية والعقيد ياسر صلاح رئيس فرع البحث للشمال والرائد احمد صلاح رئيس مباحث طهطا بإشراف اللواء خالد الشاذلي مدير إدارة البحث لفحص ملابسات الواقعة وبالفحص والمعاينة تبين وجود جثة حازم 17 سنة طالب بالصف الثاني الثانوي تتدلي بشال بسقف حوش المنزل. وبسؤال كل من والدته 35 سنة ربة منزل وعمه محمد 54 سنة عامل قررا قيام المذكور بالانتحار لمعاناته من حالة نفسية سيئة نظرا لطلاق والديه ورسوبه في الامتحان ولم يتهما احدا بالتسبب في ذلك فتم إخطار النيابة فصرحت بدفن الجثة وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة وباشرت التحقيق.