حلت أمس الجمعة الذكري العاشرة لرحيل المخرج المصري العالمي الكبير يوسف شاهين, وكان من الطبيعي أن تكون حاضرة في الدورة11 من مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي , في الجزائر التي أحبها وأحبته فشاركت في إنتاج فيلميه الشهيرين العصفور وعودة الابن الضال, وخلد هو من أبطالها جميلة بوحيرد في فيلمه المعروف. استغل نقاد وصحفيو الجزائر فرصة عقد ندوة مع المخرج خالد يوسف أمس, بمناسبة عرض فيلمه كارما في افتتاح هذه الدورة من مهرجان وهران, ليسألوه عن أستاذه شاهين في ذكراه, وقال خالد إن جو لم يكن فقط أستاذه الذي علمه كل شيء, بل كان أيضا سبب دخوله عالم الفن والسينما, عندما لمح فيه الاستعداد وقال له إنه لديه القدرة علي الحكي المرئي وإنه لابد أن يكون سينمائيا, وأضاف: لولا شاهين ما كنت موجودا بينكم الآن. وأوضح خالد يوسف أنه يكن حبا وتقديرا خاصا للجزائر وشعبها, وأن شاهين كان علي رأس من علموه حب بلد المليون ونصف المليون شهيد, ومن لفتوا نظره إلي أن الجزائريين يحبون بلدهم مثل باقي شعوب الدنيا, لكنهم يتميزون بالتدافع والتنافس علي التضحية بالنفس من أجل وطنهم. وأكد سعادته بالعودة للعمل في السينما بعد سبع سنوات انشغل خلالها بالهم الوطني, مشيرا إلي اعتزامه عدم الابتعاد عنها مجددا, ورفض أن يعتبر نفسه مشتغلا بالسياسة رغم أنه عضو مجلس النواب, وقال إنه ينشغل فقط بهموم ومشكلات الوطن لكن لا يعمل بالسياسة. وفور انتهاء ندوة خالد يوسف, عقدت إدارة المهرجان ندوة مشتركة بين كل من الممثل الفلسطيني الكبير محمد بكري, والممثلة الفلسطينية ماريا زريق, بطلي فيلم واجب, أول فيلم يعرض في إطار مسابقة الأعمال الروائية الطويلة بالمهرجان, والإماراتية نجوم الغانم, مخرجة فيلم آلات حادة, أول فيلم يعرض في إطار مسابقة الأعمال الوثائقية. وتحدث بكري عن القضية الفلسطينية قائلا إن هناك عدة فئات من الفلسطينيين: من ظلوا بالداخل منذ عام1948 ومنهم هو شخصيا, ومن يقيمون في المناطق الواقعة تحت الإدارة الفلسطينية, ومن يعيشون في الشتات, وكلهم سواسية, وليس من حق أحد أن يدعي أنه أكثر وطنية من الآخر, أو أن يزايد علي غيره, وقال إنه إذا كان أبناء من بقوا بالداخل يلومون آباءهم علي البقاء, فإن أولاد من يعيشون في الشتات يلومون آباءهم علي الهجرة وترك الأرض, وأوضح أن فيلم واجب يتناول هذا الصراع بين الأجيال. أما المخرجة نجوم الغانم, فتحدثت عن فيلمها الذي يدور حول الفنان التشكيلي الراحل حسن شريف, وبررت عدم وجود أي شخصية بالفيلم للحديث عنه وعن تجربته بأنه من طلب منها ذلك قبل رحيله, حيث شدد علي عدم رغبته في أن يتحدث عنه أحد, لا أصدقاؤه ولا أعداؤه.