عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي, مع نظيره السوداني عمر البشير, جلسة المباحثات الثنائية بالعاصمة السودانية الخرطوم, مساء أمس وتناولت عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك, ثم عقد الرئيسان, مؤتمرا صحفيا مشتركا. وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني أن زيارته للسودان تحظي بمكانة خاصة لديه, وبأولويات متميزة ومتقدمة لكل الشعب المصري, لما يربط بين البلدين من علاقات وتاريخ لا أحد يستطيع أن يحصرهما مهما حاول. وأعرب الرئيس السيسي عن بالغ سعادته بوجوده في بلده الثاني السودان الشقيق, لافتا إلي أنه من بين كل الزيارات الخارجية التي يقوم بها للدول الشقيقة والصديقة تحظي زيارته للسودان بمكانة خاصة وبأولوية متميزة ومتقدمة ليس بالنسبة له فقط ولكن لكل مسئول مصري يزور هذا البلد العزيز, وكذلك لكل مواطن مصري يحظي بالتواجد علي أرض السودان الشقيق ومرجع هذه المكانة الخاصة يعود لشعور كل مصري يزور السودان بأنه لم يخرج من وطنه ولم يغادر أرض بلاده. وتابع: تأتي زيارتي في إطار التوجه الذي بات ثابتا وواضحا في سياسة الدولتين الشقيقتين وأصبح جزءا لا يتجزأ من توجهات البلدين الإقليمية والدولية, ألا وهو التنسيق الكامل بينهما والسعي المستمر والدءوب لدعم المصالح الإستراتيجية المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والأمنية والمائية والثقافية علي سبيل المثال لا الحصر, لأنه لا أحد يستطيع مهما حاول حصر كل ما يجمع بين الدولتين والشعبين الشقيقين من روابط تتسع لتشمل كل المجالات ولا أبالغ في هذا الصدد إذا قلت إن ما يربط بين بلدينا من علاقات وتاريخ ووحدة في المسار يندر أن يتكرر بين أي دولتين وشعبين علي مستوي العالم, نحن لدينا مصير مشترك. وقال: أود أن أتقدم إليكم شخصيا, وإلي الأشقاء في دولة السودان الشقيق, بكل التحية والشكر والتقدير علي ما تبذلونه من جهد واضح, لدعم علاقات الأخوة بين مصر والسودان, وهو ما تبلور علي مستوي لجان وآليات التعاون الثنائي بين البلدين, وتجاوز العديد من الصعوبات التي كانت تواجهها; وكذلك الشروع في مشروعات قومية مشتركة; في مقدمتها الربط الكهربائي بين البلدين, علاوة علي تعزيز التنسيق والتشاور, في مختلف القضايا التي تهم الشعبين الشقيقين, ومازال الطريق أمامنا طويلا, للارتقاء بعلاقات التعاون إلي المستوي المنشود الذي يتطلع إليه شعبا البلدين. وتابع الرئيس معربا عن التقدير لجهود البشير المخلصة لتسوية المنازعات الإقليمية, وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة, والتي نتطلع إلي أن تتكلل بالنجاح والسداد, لأنها جهود تعكس رغبة صادقة في تعزيز الاستقرار, ورؤية واضحة لحقيقة ثابتة, وهي أن أمن واستقرار وتنمية دول الجوار الإقليمي, يعود بالنفع علي كل الأطراف, كما أؤكد لكم دعم مصر التام لتلك الجهود, واستعدادنا الكامل لمواصلة الإسهام بكل الإمكانات, في تحقيق أهداف السلام والرخاء المنشودة في المنطقة, انطلاقا من نفس الرؤية; وهي أن أمن واستقرار منطقة الجوار الإقليمي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري, وعنصر أساسي في ثوابت سياسة مصر الخارجية, ولعلي هنا أوجه رسالة إلي أشقائنا في إثيوبيا وإريتريا.. أقول لهم إننا في غاية السعادة بالتطورات الإيجابية بين البلدين, وإن مصر ستواصل دعمها الكامل, لإحلال السلام والاستقرار والتعاون البناء بين البلدين الشقيقين, ولجنوب السودان أقول إننا سنعمل معا مع أشقائنا في المنطقة حتي نحقق السلام, وحتي ينعم شعب جنوب السودان بالاستقرار والرخاء, الذي يتطلع إليه ويستحقه. وتابع الرئيس: إنني علي يقين, بأن ما عبرت عنه من مبادئ أساسية للتعاون بين بلدينا الشقيقين, ومشاعر الأخوة والرغبة في العمل المشترك, إنما هي المشاعر نفسها التي يحملها الأشقاء في السودان, ونفس المبادئ التي ترتكز إليها نظرتكم الثاقبة, ليس فقط علي صعيد العلاقات المصرية السودانية, وإنما أيضا علي مستوي علاقات الأخوة والتعاون مع أشقائنا في المنطقة بأسرها, وستكون هي الدافع من أجل استمرار الجهود لدعم تلك العلاقات, والسعي لإزالة أي معوقات أمام انطلاقنا لآفاق أرحب, ومجالات أوسع للتعاون البناء, وتحقيق المصالح المشتركة. واختتم الرئيس السيسي, كلمته بتوجيه التحية للرئيس السوداني ولأبناء السودان الشقيق, وأطيب أمنياتي وأمنيات الشعب المصري بكل النجاح والتوفيق. متحدث الرئاسة: لجنة لتنسيق آليات الوصول إلي مشروعات لصالح الشعبين قال السفير بسام راضي, المتحدث باسم رئاسة الجمهورية: إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي بدأها أمس للسودان تأتي في إطار توطيد الروابط الأخوية بين البلدين, وامتدادا لمسيرة التشاور والتنسيق الدائم بين البلدين علي كل الأصعدة, مؤكدا أن العلاقات بين البلدين في تطور إيجابي مستمر, مضيفا أن القيادات المصرية السودانية لها إرادة وتفاهمات مشتركة. وتابع: هناك جدول محدد من الأهداف في توقيت زمني يتم التكليف بها علي المستوي التنفيذي ويتم عرضها علي الرؤساء بشكل منتظم بما تم إنجازه علي نحو يعكس الإرادة السياسية القوية التي نمت خلال السنوات الأربع الماضية إلي الآن. وأضاف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية, أنه تم الاتفاق بين الزعيمين علي تشكيل لجنة تضم معظم الآليات المشتركة تحت رئاسة وزيري خارجية البلدين, ليتم التنسيق بشكل متناغم ما بين تلك الآليات, وصولا إلي مشروعات ونتائج محددة يشعر بها شعبا البلدين.