فرنسا أم كرواتيا.. كرواتيا أم فرنسا.. هكذا يترقب العالم بأسره ما تسفر عنه الموقعة الكروية الكبري المرتقبة اليوم, عندما يلتقي منتخب فرنسا نظيره كرواتيا في الخامسة مساء في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم التي يسدل الستار عنها بعد شهر كامل من الإثارة. وتبدو موقعة الليلة نهائي منطقي من واقع مستوي المنتخبات ال32 المشاركة في البطولة, ولكنه في الوقت نفسه نهائي خارج التوقعات في ظل ترشيح الخبراء لمنتخبات أخري للتواجد في الختام ولكنها ودعت السباق مبكرا وعلي رأسها البرازيل وألمانيا والأرجنتين وبلجيكا. لقاء الليلة ملحمة كروية حقيقية تمتد ل90 دقيقة قابلة للزيادة إلي120 دقيقة في حالة انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل سواء السلبي أو الإيجابي للفريقين. وتاريخيا.. يميل التاريخ إلي فرنسا التي تملك خبرات المباريات النهائية وسبق لها التتويج في نسخة1998 علي حساب البرازيل بخلاف اللعب قبل12 عاما أمام إيطاليا, فيما تعد هي المرة الأولي لكرواتيا التي تصل فيها إلي المباراة النهائية لبطولة كأس العالم ويعد الحصول علي برونزية1998 هو أفضل إنجاز لها في20 نسخة أقيمت قبل المونديال الروسي. ونظريا.. تبدو الكفة متساوية في ظل تقديم الفريقين سلسلة من العروض القوية والنتائج الجميلة علي مدار مباريات البطولة, فالمنتخب الفرنسي أطاح بأكثر من مرشح للفوز باللقب مثل الأرجنتين وأوروجواي وبلجيكا. فيما تخطت كرواتيا منتخبات قوية مثل الأرجنتين ونيجيريا في الدور الأول وروسيا البلد المضيف ثم إنجلترا في الدور قبل النهائي. وفنيا.. يملك كل منتخب أوراق رابحة يراهن عليها المدير الفني هنا وهناك ففي المنتخب الفرنسي تميل الكفة كثيرا إلي مثلث الهجوم المرعب في تشكيلة ديديه ديشان والمكون من أنطوان جريزمان وكيليان مبابي وأوليفر جيرو بالإضافة إلي قدرة لاعبين آخرين علي التسجيل وهز الشباك مثل رافاييل فاران وبافورد وصامويل أومتيتي وبول بوجبا. في المقابل يملك المنتخب الكرواتي أقوي خط وسط في البطولة ويقوده لوكا مودريتش وإيفان راكتيتش وكوفاسيتش, بالإضافة إلي قوة هجومه في ألعاب الهواء والممثل في ماريو ماندزوكيتش وأنتي ريبيتش. وتكتيكيا.. يملك المنتخب الفرنسي تكتيكا ثابتا منذ بداية البطولة هو4 331 وخلاله يؤدي جريزمان دور صانع الألعاب مع الرهان علي انطلاقات ظهيري الجنب وتحرير بول بوجبا من الأعباء الدفاعية وترك برونو كانتي للسيطرة علي منطقة المناورات مع ميل لكيليان مبابي لأداء دور الجناح المهاجم سواء يمينا أو يسارا لإحداث الخلخلة لدي المنافس وهي الحسابات التي يراهن عليها ديديه ديشان المدير الفني داخل الملعب. في المقابل يملك المنتخب الكرواتي تكتيكا ثابتا يؤدي به هو4 231 وخلاله يؤدي لوكا مودريتش دور صانع الألعاب فيما يمنح المدرب زالاتكو داليتش لاعبه إيفان راكتيتش الحرية في تأدية دور لاعب الوسط الجناح دون الاكتفاء بمحور الارتكاز مع تمركز إيفان في الجبهة اليسري لقدرته علي التمرير العرضي بشكل متقن لاستغلال وجود رءوس حربة لدي المنتخب الكرواتي يجيدون التسجيل من ألعاب الهواء في الوصول إلي مرمي المنافسين وهز الشباك بسهولة في مسيرة المنتخب الكرواتي بالبطولة طيلة المباريات الست الأخيرة. وتبدو كل السيناريوهات مفتوحة أمام الفريقين لتقديم ملحمة أوربية يتوقعها الخبراء مثيرة وقوية في ظل حاجة كل منتخب لكتابة التاريخ وعدم تفويت فرصة الحصول علي لقب بطل المونديال الحادي والعشرين خاصة بعد موجة سقوط المنتخبات الكبري في دائرة المرشحين لانتزاع اللقب. قائد كرواتيا.. مودريتش.. بطل النهايات السعيدة عندما تنطلق مباراة اليوم, تراهن الجماهير الكرواتية بشكل كامل علي نجمها لوكا مودريتش رجل النهايات الكبري في عالم الكرة. ويملك مودريتش32 عاما رحلة ذهبية في عالم المباريات النهائية حيث لعب في آخر5 سنوات10 مباريات نهائية برفقة فريقه ريال مدريد الإسباني ولم يخسر في أي مباراة كان آخرها التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا الأخيرة, وهو يمثل العقل المفكر بالنسبة إلي الفريق الكرواتي ورمانة الميزان التي يراهن عليها الفريق في حصد الكأس ونجح في الحصول علي لقب رجل المباراة3 مرات حتي الآن ويجيد صناعة الفرص والتسجيل من الكرات الثابتة والتسديد علي المرمي وصاحب شخصية قيادية داخل أرضية الملعب ويلقي احتراما من زملائه. ساحر فرنسا.. جريزمان.. سوبر ستار الأزرق سوبر جريزمان.. هكذا يطلقون علي أنطوان جريزمان نجم أتليتكو مدريد الإسباني بطل الدوري الأوروبي والعقل المفكر ورمانة الميزان والورقة الرابحة والأكثر تأثيرا في تشكيلة الديوك الزرقاء. ويملك جريزمان27 عاما مسيرة قوية في المونديال حيث سجل3 أهداف وصنع هدفين وساهم بقوة في تأهل فريقه إلي المباراة النهائية لأول مرة ويجمع بين دوري رأس الحربة تارة وصانع الألعاب تارة أخري وهو الهداف الأول لأمم أوروبا عام2016 التي سجل فيها6 أهداف ويعيش أفضل فتراته الكروية حاليا بعد أن ساهم في قيادة فريقه الإسباني للحصول علي لقب بطل الدوري الأوروبي في الموسم المنقضي وهو الورقة الأولي في تشكيلة المدرب ديديه ديشان في الفترة الأخيرة. ماتويدي يفكر في الاعتزال الدولي فجر بليز ماتويدي لاعب وسط المنتخب الفرنسي قنبلة من العيار الثقيل بالتلميح إلي اعتزاله اللعب دوليا برفقة الديوك الزرقاء عقب انتهاء لقاء فريقه اليوم مع كرواتيا في نهائي بطولة كأس العالم. وقال ماتويدي31 عاما: أشعر بالفخر لكل السنوات الطويلة التي لعبت بها برفقة فرنسا وأريد أن أجني ثمار هذه السنوات بالفوز بكأس العالم الأخيرة لي في مسيرتي الدولية بكل تأكيد, وقد أعتزل رسميا في نهاية المشوار خلال ساعات مقبلة فخورا بما قمت به برفقة الفريق. إقالة فوكويفتيش بسبب المجد لأوكرانيا في تطور سريع للأحداث داخل المنتخب الكرواتي, وقبل ساعات من لقائه المرتقب مع فرنسا في المباراة النهائية, قرر الاتحاد الكرواتي برئاسة دافور سوكر, إقالة أوجنين فوكويفتيش المدرب المساعد لزالاتكو داليتش من منصبه بسبب قيامه بتصوير مقطع الفيديو الخاص بلاعبه فيدا الذي بثه عقب الفوز علي روسيا وردد خلاله هتاف المجد لأوكرانيا نكاية في الجانب الروسي وهو ما جري تصنيفه علي كونه شعارا سياسيا. وأصدر الاتحاد الكرواتي بيانا اعتذر خلاله للجانب الروسي مشددا علي أنه تمت إقالة فوكويفتيش من منصبه مع سحب بطاقة دخوله للمباريات. برزسيتش تحت الاختبار الطبي سرية تامة فرضها زالاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي علي الموقف الأخير لنجمه إيفان برزسيتش الذي تعرض للإصابة في الفخذ, وغاب عن المشاركة في التدريب الأخير واكتفي بالتأهيل البدني, وسط أنباء قوية تفيد طلب اللاعب المشاركة في اللقاء رغم عدم اكتمال تعافيه. وطلب المدير الفني من طاقمه الطبي منح اللاعب جرعة تأهيل مكثفة طيلة يوم أمس علي أمل تعافيه علي أن يجري اختباره صباح اليوم للحكم عليه من المشاركة أساسيا من عدمه في اللقاء المرتقب أمام فرنسا. قمة98 .. تورام بطلا والعزاء لسوكر في الثامن من يوليو1998 توقفت الحياة في فرنسا والعالم بأسره لمتابعة القمة الكروية بين منتخب فرنسا البلد المضيف ومنتخب كرواتيا في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم لمعرفة الطرف الثاني المنتظر له ملاقاة البرازيل في نهائي المونديال وقتها. في ذلك التاريخ كانت الكفة متساوية للفريقين في ظل امتلاكهما جيلا ذهبيا. وانتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي قبل أن يفاجئ الكروات الجميع في أول دقائق الشوط الثاني بالتسجيل عبر دافور سوكر في الدقيقة46 وردت فرنسا سريعا بالتعادل من خلال لوران تورام في الدقيقة47 ثم سجل نفس اللاعب هدف الفوز في الدقيقة69 ليقود الديوك للفوز2 1 والتأهل إلي نهائي المونديال لأول مرة في تاريخها.