معركة98 بين فرنسا وكرواتيا

ضربت الإثارة معسكري المنتخبين الفرنسي والكرواتي قبل24 ساعة فقط من القمة المرتقبة بينهما في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم المقامة حاليا في روسيا والمقرر لها مساء غد الأحد في ختام البطولة.
ولجأ كل مدير فني سواء ديديه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي أو زالاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب الكرواتي إلي إعادة سيناريو1998 قبل20 عاما في محاولة لتحفيز اللاعبين علي الانتصار في قمة الغد.
ففي معسكر المنتخب الفرنسي, أكدت تسريبات قيام ديديه ديشان المدير الفني بعرض تسجيل لمباراة فرنسا وكرواتيا في نصف نهائي مونديال1998 والتي فازت فيها فرنسا بهدفين لهدف سجلهما وقتها ليليان تورام الظهير الأيمن والتي كانت بوابة العبور إلي النهائي لأول مرة في تاريخ الديوك الزرقاء وإحراز الكأس العالمية بعدها مباشرة, وطالب ديشان لاعبيه بالنظر له ولزملائه في الفريق زين الدين زيدان وتورام وليزارازو وفابيان بارتيز ومارسيل ديساي وجوركاييف الذين لعبوا بروح قتالية كبيرة في تلك المباراة ونجحوا في انتزاع الانتصار خلال الثواني الأخيرة, مشددا علي أن لقاء كرواتيا غدا لن يقل قوة عن مواجهة.1998
في الوقت نفسه شهد معسكر المنتخب الكرواتي تكرار الواقعة نفسها في مشهد مثير ولكن بشكل مختلف, حيث طالب زالاتكو لاعبيه بإعادة كتابة التاريخ والتفوق علي جيل1998 الأبرز في تاريخ كرواتيا من خلال الفوز علي فرنسا وانتزاع كأس العالم وهو ما فشل به الجيل السابق واكتفي وقتها بالحصول علي الميدالية البرونزية مشددا علي أن كرواتيا ستكتب لهذا الجيل أسماءهم بأحرف من الذهب في حالة الفوز بالكأس لأول مرة في تاريخ البلاد وهي الفرصة التي قد لا تتكرر لأي جيل آخر في العبور إلي المباراة النهائية لبطولات كأس العالم في المستقبل.
ويؤدي الفريقان الفرنسي والكرواتي اليوم التدريب الأخير لهما قبل خوض اللقاء وسط توقعات بمشاركة كل اللاعبين في الفريقين ممن أراحهم المدربين سواء ديشان مثل جريزمان ومبابي وجيرو وبوجبا وفاران في فرنسا أو زالاتكو مثل لوكا مودريتش وإيفان راكيتيش وماريو ماندزوكيتش وسوباسيتش وبرزفيتش وأنتي ريبيتش بعد التعافي من حالة الإجهاد التي لاحقت العناصر الأساسية في الفريقين.
بلجيكا وإنجلترا.. قمة البرونز
الليلة.. الشياطين أمام الأسود في قمة المركز الثالث
عند دقات الرابعة عصرا بتوقيت القاهرة, يسدل الستار عن معركة البرونز في مونديال كأس العالم عندما يلتقي المنتخب الإنجليزي مع نظيره البلجيكي في إطار لقاء تحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع.
ورغم ضياع أحلام الفريقين في الحصول علي شرف بلوغ النهائي إلا أن الجميع يترقب حصول أي منهما علي شرف كبير يتمثل في حصد البرونزية والمركز الثالث والتواجد علي منصات التتويج في مشاركة تاريخية.
وتعد مباراة الليلة هي الثانية بين الفريقين في المونديال الجاري; حيث لعبا في لقاء سابق بالدور الأول ضمن منافسات المجموعة السابعة وانتهت وقتها المباراة بفوز بلجيكا بهدف دون رد سجله عدنان يانوزاي, في لقاء تحصيل حاصل بعد أن حصد كل منهما تأشيرة التأهل إلي دور الستة عشر.
ويدخل المنتخب البلجيكي اللقاء وهو يسعي لسادس فوز له في البطولة وهو رقم كبير من الانتصارات لمديره الفني روبرتو مارتينيز ويراهن خلاله علي مثلث الوسط المهاجم القوي المكون من إدين هازارد وكيفين دي بروين وكاراسكو وقد يلعب يانوزاي نجم لقاء الدور الأول, فيما تبرز فرص روميلو لوكاكو وبديله ميشو باتشواي في قيادة الهجوم, وتلعب بلجيكا منذ بدء البطولة بطريقة واحدة4-2-3-1 وخسرت لقاءها السابق أمام فرنسا بهدف دون رد في الدور قبل النهائي لتوقف وقتها انتصاراتها.
في المقابل يدخل المنتخب الإنجليزي اللقاء برفقة مديره الفني جاريث ساوثجيت وهو يسعي للتفوق علي جيل1990 الذي نال المركز الرابع في آخر ظهور إنجليزي في المربع الذهبي ولديه كتيبة كبيرة من النجوم مثل هاري كين رأس الحربة وديلي ألي ورحيم سترلينج وماركوس راشفورد وجوردون هندرسون في الوسط إلي جانب الحارس المتألق تيم بيكفورد الذي يعتبر أهم اكتشافات إنجلترا في بطولة كأس العالم الجارية حاليا, ويعتمد المدير الفني ساوثجيت علي طريقة4-3-2-1 بشكل أساسي منذ بدء البطولة ولم يوفق في لقائه السابق أمام كرواتيا الذي خسره بركلات الترجيح في الدور قبل النهائي وفشل في الحصول علي بطاقة التأهل إلي النهائي.
في المؤتمر الصحفي
ساوثجيت والرأس المرفوعة.. ومارتينيز يحارب الإحباط
اتفق الثنائي جاريث ساوثجيت وروبرتو مارتينيز المديران الفنيان لمنتخبي إنجلترا وبلجيكا علي صعوبة اللقاء المرتقب لهما مساء الليلة في تحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع في بطولة كأس العالم.
وقال جاريث ساوثجيت: لدينا فرصة ذهبية للعودة إلي إنجلترا مرفوعي الرأس, لقد تحدثت مع اللاعبين عن خسارة كرواتيا والأمر انتهي, وأعلم أن هناك إحباطا عاما ولكن لا بد من الفوز علي بلجيكا فهو أمر مهم والحصول علي الميدالية البرونزية يمكن أن يكون بداية ذهبية لهذا الجيل صغير السن للمنافسة علي لقب بطل يورو.2020
في المقابل قال روبرتو مارتينيز: لم تنته المهمة في كأس العالم بعد, وحرصت علي تخفيف الأحمال البدنية علي اللاعبين المجهدين بشكل رهيب في اليومين الماضيين وتحدثت أنا وتيري هنري مع اللاعبين عن لقاء إنجلترا هو ليس تحصيل حاصل ولكنه يساوي ميدالية ومركز تاريخي لا يجب التفريط به لإسعاد الجماهير خاصة أن بلجيكا لم تحصل علي البرونزية من قبل, ويجب أن نحترم كل ما قدمناه في البطولة منذ بدايتها عبر تقديم كرتنا الجميلة واللعب من أجل الفوز علي الإنجليز في لقاء الليلة.
هاري ولوكاكو.. من الهداف؟
بنسبة99% يسدل الستار, الليلة مع لقاء إنجلترا وبلجيكا علي صراع لقب هداف كأس العالم الحادية والعشرين الجارية, حاليا في روسيا, حينما يلتقي الثنائي هاري كين هداف الأسود وروميلو لوكاكو هداف شياطين, وجها لوجه سعيا وراء إحراز لقب تاريخي يدون أحدهما اسمه بين سجلات العظماء.
ويتصدر حاليا هاري كين25 عاما لائحة هدافي كأس العالم برصيد6 أهداف سجلها في5 مباريات, شارك فيها في البطولة من بينها ثلاثية في مرمي بنما خلال الدور الأول ويحتاج إلي تعزيز رصيده بهدف أو هدفين لحسم السباق نهائيا قبل اللقاء النهائي المرتقب بين فرنسا وكرواتيا خاصة أن الديوك الزرقاء تضم لاعبين لديهم3 أهداف في جعبتهم الآن بالبطولة.
في المقابل يحتل روميلو لوكاكو25 عاما حاليا وصافة لائحة الهدافين برصيد4 أهداف فقط سجلها في أول مباراتين لبلجيكا في الدور الأول قبل أن يتوقف عن التسجيل ل3 مباريات متتالية أمام اليابان والبرازيل وفرنسا وكان يعتبر حصوله علي لقب الهداف حلما تاريخيا له.
أسرار مفاوضات سوكر مع داليتش
مفاوضات مكثفة يجريها دافور سوكر رئيس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم حاليا مع زالاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب لإقناعه بتجديد عقده لأربع سنوات مقبلة يبقي خلالها علي رأس الإدارة الفنية حتي نهائيات كأس العالم المقبل عام2022 بعد نجاحه التاريخي في الوصول بالفريق إلي نهائي كأس العالم لأول مرة في تاريخ مشاركات كرواتيا.
ورصد الاتحاد الكرواتي راتبا سنويا قيمته مليون و500 ألف يورو للمدير الفني لإقناعه بالبقاء والتخلي عن إغراءات المنتخبات الأخري والاستمرار في منصبه علي أن يجري إعلان نتيجة المفاوضات النهائية بين رئيس الاتحاد والمدير الفني عقب إسدال الستار عن المونديال الجاري حاليا.
وعقد رئيس الاتحاد الكرواتي أكثر من جلسة مع المدير الفني في الساعات القليلة الماضية لإقناعه بالموافقة علي الاستمرار في منصبه لأربع سنوات وإكمال مشروعه في كرواتيا الذي حقق نجاحا كبيرا في المونديال.
وكان سوكر تعاقد مع زالاتكو في سبتمبر الماضي لقيادة كرواتيا في كأس العالم بعقد قصير الأجل, وتعرض وقتها لانتقادات لاذعة من الإعلام.
دي بروين:
عشنا لحظات صعبة
أكد كيفين دي بروين لاعب وسط المنتخب البلجيكي رغبته مع زملائه في التخلص من حالة الإحباط التي لاحقت الفريق في آخر يومين بعد الإخفاق في الوصول إلي نهائي المونديال وتحقيق الميدالية البرونزية في البطولة.
وقال دي بروين: بكل تأكيد عشنا لحظات صعبة للغاية, كنا ولازلنا الأحق في الوصول إلي المباراة النهائية ولم نكن الأكثر توفيقا في لقاء فرنسا الأخير وسنحاول تقديم نهاية سعيدة لرحلتنا في مواجهة إنجلترا خلال لقاء الليلة.
حواديت الأجيال الذهبية مع الثالث
لم تكن مباراة تحديد صاحبي المركزين الثالث والرابع في يوم من الأيام مباراة تقليدية أو تحصيل حاصل في بطولات كأس العالم, خلال السنوات الأخيرة وذهبت فيها الميدالية البرونزية لجيل من الأجيال الرائعة التي لا تنسي تقديرا لعطائهم ومستواهم وإخلاصهم لبلادهم في المونديال.
ومن يقرأ تاريخ مواجهات الميدالية البرونزية يجد نفسه أمام أجيال ذهبية حقيقية لم يحالفها التوفيق وعاندها الحظ في الوصول إلي النهائي.
ففي آخر نسخة2014 كان صاحب المركز الثالث هو المنتخب الهولندي الرهيب الذي ضم في ذلك الوقت جيلا مميزا مثل ارين روبن وفان بيرسي وممفيش ديباي وويسلي شنايدر وأخرين, أذهلوا العالم بعروض قوية وحققوا انتصارات مدوية منها الفوز التاريخي علي إسبانيا بطلة العالم بخمسة أهداف مقابل هدف ولم يحالفهم التوفيق في المربع الذهبي قبل أن ينالوا البرونزية الغالية وكانت الأهم لهذا الجيل عبر فوز تاريخي علي البرازيل البلد المضيف وقتها بثلاثة أهداف مقابل لا شيء.
ومن الأجيال الذهبية التي لا تنسي أيضا, جيل ألمانيا2006 مع المدرب يورجن كلينسمان الذي قدم عروضا قوية في المونديال وقتها وكان الفريق الأجدر بالحصول علي اللقب قبل أن يخسر أمام إيطاليا في الدور قبل النهائي ولكنه حسم البرونزية لصالحه علي حساب البرتغال فيجو ورونالدو وضم الجيل الذهبي وقتها مايكل بالاك وميروسلاف كلوزه وينز ليهمان وتورستين فرينجز وباستن شفاينشتايجر وآخرين.
ولا أحد ينسي الجيل الذهبي لكرواتيا في1998 الذي ضم دافور سوكبر وبروزينسكي وزفونمير بوبان وآخرين وهو الجيل الذي وصل للمربع الذهبي عن جدارة قبل أن يخسر أمام فرنسا وحقق البرونزية في النهاية علي حساب منتخب كبير هو هولندا الذي ضم جيلا ذهبيا قاده بيركامب وفرانك دي بور ورونالد دي بور وفادر سار وباتريك كلوفيرت.
وحفظت إيطاليا في1990 ماء الوجه ونالت البرونزية المستحقة علي حساب إنجلترا بالفوز2-1 ليملك نجمها الأسطوري روبرتو باجيو فاكهة المونديال وقتها ميدالية شرفية إلي جانب سكيلاتشي ودوناندوني وبيرجومي وباريزي ومالديني وهو جيل كان يستحق التأهل للنهائي قبل أن يخسر أمام الأرجنتين بركات الجزاء في الدور قبل النهائي.
وأهم الأجيال التي حققت الميدالية البرونزية هو جيل فرنسا1986 في آخر ظهور دولي للأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني الذي نال المركز الثالث والميدالية البرونزية بعد فشله في عبور عقبة ألمانيا الغربية في الدور قبل النهائي وهو جيل قهر برازيل المتعة جيل زيكو وسقراط وفالكاو في الدور ربع النهائي وقدم بطولة رائعة من البداية إلي النهاية.