لا يمكنك السير بأي شارع من شوارع حي المهندسين إلا ويكون للميكروباص به مكان حتي وان لم يكن شارعا رئيسيا فسائقو الميكروباص يستخدمون الشوارع الجانبية المفترض فيها الهدوء سبلا لاختصار المسافة والهروب من الزحام الذي يعد واحدا من صفات الحي الذي كان راقيا لنجده وقد تم احتلاله بواسطة الميكروباص. البداية كانت من ميدان لبنان الذي يعد ملتقي تجمع سيارات الميكروباص سواء القادمة من الطريق الدائري ثم المحور ومدينة السادس من أكتوبر والشيخ زايد أو المتجهة لمناطق وسط البلد وغيرها, وهو ما جعل واحدا ممن قابلناهم لم يزد علي قوله هنا موقف عبد المنعم رياض مصغر وتركنا ليضيف سمير يوسف ويعمل في احدي شركات الدعاية والإعلان: للأسف المهندسين أصبحت مرتعا لسيارات الميكروباص التي يتفنن سائقوها في ارتكاب كل ما هو مخالف بداية من الوقوف في أي مكان يحلو لهم لإنزال راكب أوصعود آخر سواء ذلك في شارع أو نفق أو كوبري لا يهم بجانب التحرك في الطريق من اليمين إلي اليسار بحرية وكأنهم ملوك الشارع كما يكتبون علي سياراتهم. ويلتقط زميله أحمد حامد طرف الحديث قائلا وما أسوأ ما ينتظر من يحاول توضيح أنهم علي خطأ سيناله عقاب السادة سائقي الميكروباص وما أكثرهم حيث يتجمعون لنصرة زميلهم ولو كان علي خطأ فمنذ ثلاثة أيام وقفت سيارة ميكروباص كانت تسير أمامي فجأة أعلي كوبري15 مايو وكدت اصطدم بها لولا ستر الله وعندما نزلت من سيارتي منفعلا لأقول للسائق أن ما فعله لا يصح وجدت التحفز علي وجهه ولسان حاله يقول أنني المخطيء ولابد أن أتحسب واحترم أن من يسير أمامي سائق ميكروباص له كل الحرية فيما يفعل وهو ما أشار اليه اثنان من زملائه ومن نظراتهما فقط جعلاني أعود لسيارتي قبل أن يجبراني علي الاعتذار لزميلهما وبسؤاله لماذا لم تبلغ عن الواقعة ابتسم ابتسامة تحمل معني أنني يبدو لا أعرف ما يحدث في البلد قائلا: أبلغ مين هي فين الشرطة أصلا وحتي ولو كان أحد افرادها موجودا وشاهد ماحدث بعينه كان سيكتفي بالفرجة أو تحرير مخالفة إذا استطاع ذلك. من ميدان لبنان لميدان سفنكس وجدنا الحال واحد تقريبا سواء للمتجه إلي منطقة وسط البلد أو العجوزة والكيت كات أو إمبابة عن طريق شارع أحمد عرابي أو باتجاه شوارع البطل أحمد عبد العزيز من جامعة الدول العربية وغيره حيث الزحام أصبح السمة الرئيسية والسير كالسلحفاة طريقة السيارات للوصول إلي وجهتها. لم نلتق الرافضين للميكروباص أو المنتقدين لسلوكيات قائديه فقط لكن كان هناك من المدافعين الكثيرون باعتباره وسيلة مواصلات يحتاجها الكثيرون في تنقلاتهم لأعمالهم أو قضاء احتياجاتهم لكنهم لم يخفوا انتقادهم لبعض السلوكيات التي يرونها بأعينهم مثل انزال الركاب في أي مكان حتي لو كان وسط الشارع نفسه في ظل غيبة الشرطة والانفلات الأمني فبالحديث عن انتشار سيارات الميكروباص واتخاذ قائديها أي مكان موقفا وجدنا محمد رمضان محامي يقول وماذا في ذلك هل المهندسين أصبحت حكرا علي من لديه سيارة وماذا يفعل من لديهم أشغال هنا ولا يمتلكون سيارة ولا يريدون ركوب اتوبيسات النقل العام التي لا ترضي أحدا هل البديل السير علي الأقدام حتي يرتاح ساكنو الحي؟ وأضافت صفاء حسين محاسبة بالشئون التعليمية وبيدها ابنها عمر قائلة عملي في المهندسين وأسكن في الكيت كات واصطحب ابني معي يوميا لحضانة بجوار العمل لأنني لا أستطيع تركه في المنزل بمفرده فأنا ووالده نعمل لنوفر حياة كريمة في ظل الغلاء الذي يلتهم معظم الدخل واستخدم الميكروباص في ذهابي وإيابي للعمل يوميا فلا يمكنني ركوب أتوبيس النقل العام بصحبة ابني ولا أستطيع تحمل أجرة التاكسي يوميا لأن معني ذلك وضع مرتبي كاملا وزيادة في يد سائقي التاكسي ويكون الجلوس في المنزل أفضل وصحيح أن سلوكيات سائقي الميكروباص عليها ملاحظات كثيرة أثناء القيادة لكن ما باليد حيلة.