تعد معركة نهاوند من المعارك الحاسمة والفاصلة في تاريخ الفتح الإسلامي لبلاد فارس, حيث قضت علي حكم الدولة الساسانية في إيران الذي دام قرابة416 عاما, لذلك أطلق علي هذه المعركة فتح الفتوح ; لأنها فتحت الطريق أمام المسلمين للسيطرة علي ما بقي من بلاد الفرس عقب سقوط عاصمتهم المدائن, وقد سميت بهذا الاسم نسبة إلي قرية نهاوند بفارس. وكان الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص قد بلغه أن الفرس اجتمعوا في نهاوند بقيادة يزدجرد, ليوجهوا ضربة حاسمة للمسلمين, فأرسل سعد إلي عمر بن الخطاب أن الفرس بلغوا خمسين ومائة ألف مقاتل, فإن جاءونا قبل أن نبادرهم الشدة ازدادوا جرأة وقوة, وإن نحن عاجلناهم كان لنا ذلك, فانتدب عمر النعمان بن مقرن ليقود المعركة. انطلق النعمان عام21 ه يقود جيش المسلمين, وحاصر حصون نهاوند مدة قاربت الشهر دون نتيجة, فقد وضع الفرس حول حصونهم حسكا من حديد منعت المسلمين من الاقتراب, فانتدب النعمان أحد فرسانه وهو القعقاع بن عمرو ليقود سرية من الفرسان تقترب من حصن الفرس وتتحرش بهم, ثم يتراجع فيظن الفرس أن المسلمين قد فروا هاربين فيخرجوا من حصونهم, بينما تكون بقية جيش المسلمين مختبئة خلف التلال. نفذت الخطة بنجاح, واقترب القعقاع من الحصن, وبدأ يناوشهم ثم تراجع مع رجاله, فانخدع الفرس, وسارعوا إلي اللحاق بهم ونزعوا حسك الحديد بأيديهم, وحصلت مواجهات بين الطرفين, ثم تدخل لاحقا بقية جيش المسلمين فدارت رحي الحرب في شهر رمضان وأبلي المسلمون في هذه المعركة بلاء عظيما حيث استشهد قائد المعركة النعمان بعد أن دعا الله أن يفتح للمسلمين فتحا يعز به الإسلام ويذل به الكفار.