بعد انتصار المسلمين في المدائن والاستيلاء عليها بعد القادسية واستيلائهم عليها وما فيها من كنوز ورياش وأموال, تجمع الفرس فيجلولاء بعد هروبهم من المدائن بما فيها من كنوز ومتاع, وتقاسموا بالنار ليصمدوا أمام المسلمين فإن النصر واسترداد بعض ما غنمه الأعداء, وإما الهزيمة الساحقة. وقد قاموا بتنصيب مهران الرازي أميرا عليهم, وقاموا بحفر خندق حول حصونهم وأحاطوه بمسك من الخشب, ثم استبدلوه بعد ذلك بالحديد, فلما علم سعد أرسل إلي عمر بن الخطاب, يطلب منه الأمر, فأمره بأن يرسل إليهم هاشم بن عتبة في اثنتي عشر ألفا من الجند, ويكون القعقاع بن عمرو في مقدمة الجيش وفي مقدمتهم أيضا وجوه المهاجرين والأنصار وقادة العرب. أرسل الفرس إلي يزدجرد( كسري الفرس) وكان بحلوان ليمدهم بالجند والمال, فأرسل إليهم الكثير, فحاصرهم المسلمون وبعد معارك كثيرة انتصر فيها المسلمون أمدهم فيها سعد بالرجال والعتاد حتي خشي الفرس من انتصار المسلمين عليهم فجعل الفرس في خندقهم عددا من الخيول, ثم خرجوا لقتال المسلمين قتالا شديدا حتي نفد ما معهم من نبل ونشاب, وتقصفت رماحمهم من شدة المعركة, وصلي المسلمون بالإيماء وقد أرهقتهم الحرب, حتي جاءهم القعقاع بن عمرو وشجعهم علي الحرب فحملوا عليهم حملة رجل واحد بتشجيع القعقاع حتي دخلوا الخندق فقتلت خيولهم, فلم يستطيعوا مقاومة المسلمين الذين قضوا عليهم بسيوفهم فلم ينج إلا عدد قليل منهم, وتتبع القعقاع فلول الفرس الذين هربوا إلي خائقين حيث قتل بها مهران. ثم اتجه إلي حلوان فوجد كسري يزدجرد قد هرب منها إلي الري عندما علم بهزيمة الفرس في( جلولاء) فنزل القعقاع( حلوان) وأخذها دون مقاومة. وبعد هذه المعركة استولي المسلمون علي تكريت وماسيذان وقرقيسيا, كما تم تمصير( الكوفة) وفتحت الجزيرة التي بين دجلة والفرات, وكان بها ديار مصر, وديار بكر, ثم فتحت الأهواز علي يد هاشم بن عتبة الذي أذل الفرس, ثم استأذن عمر في الحج فأذن له فلما عاد توفي ببطن نحلة فدفن بها فزاره عمر وأثني عليه, ثم ولي مكانه المغيرة بن شعبة عام18/ ه.