اختلف المؤرخون في تحديد تاريخ معركة القادسية فالبعض مثل( المسعودي) يذكر أنها حدثت عام أربعة عشر من الهجرة, والبعض يري أنها حدثت في ستة عشر, وهو قول ضعيف, ومنهم من يري أنها كانت في سنة خمس عشر, وهو قول( محمد بن إسحاق). ومعركة القادسية, امتازت بضخامة ما حشده الفرس من الفيلة والرجال المدججين بالسلاح والعتاد الحربي العظيم. أما العرب فقد كانوا أقوي شكيمة, وأصوب رميا بالنبال وأشد مراسا, وقد تزايدت قوتهم وأعدادهم, كما أن فيهم رجالا أشداء مثل: القعقاع بن عمرو, الذي قيل في شأنه( جيش فيه القعقاع لا يهزم), كما كان معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص, وطلحة بن خويلد الأسدي, وأبو محجن الثقفي( وله دور سنذكره بعد ذلك). وقد أراد الفرس إثارة الذعر بين صفوف المسلمين فهجموا بفيلهم علي قبيلة( بجيلة) وهي أقربهم للعدو, وكان علي رأسها( جرير بن عبد الله البجلي), وكان هذا في اليوم الأول وسمي( بيوم أغواث). فأشار سعد بن أبي وقاص علي بني أسد وعلي رأسهم( طلحة بن خويلد الأسدي) أن يقوموا بالهجوم المفاجئ علي العدو فقتلوا منهم خمسمائة رجل وأوقفوا تقدم الفيلة. وفي اليوم التالي أقبلت من فرسان ربيعة وحضر خمسة آلاف فارس وعلي قيادتهم( هاشم بن عتبة بن أبي وقاص) كما قدم معهم جند آخرون بقيادة( القعقاع بن عمرو) بعد أن فتح دمشق, فتقدم القعقاع. فاستبشر أهل القاسية بقدومه وأيقنوا أن النصر حليفهم. ثم نادي القعقاع بالمبارزة, فتقدم إليه( بهمن بن جاذويه) والمعروف بذي الحاجب, فتبارزا فقتله القعقاع كما قتل ثلاثين رجلا في ثلاثين حملة, وسمي أحداث اليومين( أغواث وأرماث). حبس أبو محجن الثقفي أسفل القصر بسبب إدمانه الخمر, غير انه تأسف علي ما فاته في هذه المواقف. فزحف حتي وصل إلي سعد يستشفعه إلا أنه زجره ورده, فاستشفع إلي زوجة سعد( سلمي بنت حفصة) فطلب منها أن تخلي سبيله وتعيره البلقاء( فرس سعد) فأطلقته, فحارب العدو حتي أذهل المسلمون( يوم عماس) ثم عاد إلي محبسه فلما علم سعد أطلقه لبطولاته العظيمة.