تولي المثني بن حارثة قيادة الجيش بعد استشهاد أبي عبيد.وهو من بني بكر بن وائل ولاه عمر بن الخطاب القيادة بعد استشهاد أبي عبيدة فقام بحماية الناس حتي عقدوا الجسر, فعبروا مع المثني الجسر, إلا أن الجسر لم يسمح إلا بعبور المشاة, لذلك فإن المعركة كانت غير متكافئة.. فالفئتان تختلفان من حيث العدد والمعدات, لأن الفرس أكثر منهم عددا وعدة, كما أن معداتهم أقوي وأشد فقها من معدات المسلمين. كذلك كثرة جيادهم الأصيلة.والفيلة الحربية الضخمة, أما المحاربون العرب فهم يحملون سيوفا ودروعا خفيفة, لأنهم مشاة مجردين من دواب البحر. اختيار عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص للقيادة: حينما قتل أبو عبيدة في معركة( الجسر) شق ذلك علي عمر بن الخطاب, وعلي المسلمين, فخطب عمر في المسلمين وحثهم علي الجهاد, ثم استشار المسلمين, واستشار عثمان بن عفان رضي الله عنه فأشاروا عليه. أن يختار سعد بن أبي وقاص قائدا للمسلمين في فارس, وممن استشارهم علي بن أبي طالب, وعبد الرحمن ابن عوف وغيرهم. وقد وصف عمر سعد بقوله إنه رجل ضروب بالسيف, رام بالنبل. أرسل عمر إلي سعد كتابا بأمره بالتوجه إلي العراق سار إلي( زبالة), ثم إلي( سيراف) حيث أتاه الناس من الشام ومن غيرها, ثم سار إلي( العديب) وهي علي فم البر, وطرف السواد مما يلي( القادسية). هذا هو موقف سعد بن أبي وقاص. أما القادة الآخرون مثل: جرير بن عبد الله البجلي, والمثني بن حارثة, وحسان بن المنذر, فقد اشتبكوا مع الفرس في معركة عنيفة بعد أن تركوا الفرس يعبرون إليهم. فهزموهم هزيمة منكرة, وقتل قائد الفرس( مهران) فأعظمت الفرس قتل قائدهم, فسار إلي المسلمين( شيرازاد) في جمع عظيم من الفرس وفي مقدمتهم( رستم). والتقي جيش المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص مع جيش الفرس بقيادة( رستم), وكان عدد المسلمين ثمانية وثمانين ألفا وأمام جيوشهم الفيلة وعليهم الرجال. وخرج غالب بن عبد الله الأسدي فيمن خرج في ذلك اليوم, فخرج إليه( هرمز) وكان من ملوك الباب وهو متوج فأسره غالب, وأتي به سعدا, ثم عاد للمطاردة مرة ثانية. وقد قام بعض الرجال الأشداء بالتوغل في صفوف العدو وأحدث فيها هرجا وفرجا يقبضون علي أشد قوادهم ويأخذون أطيب طعامهم. (والبقية المقال القادم بمشيئة الله)