في هذا اليوم( عماس) أصبح الفريقان متحفزين للمعركة( الحاسمة), وتفقد كل منهما جرحاهم وقتلاهم. وقد قتل من المسلمين( ألفان وخمسمائة) ومن الأعاجم ما لا يحصي, وقد كانت النساء والصبيان خلف الصفوف يدفنون الشهداء, ويحملون المصابين حيث يعالجهم النساء من جروحهم. وجاء اليوم الرابع( يوم القادسية). واشتدت الحرب وحرض رؤساء القبائل عشائرهم بينما تراجع الفرس وعلي رأسهم( الهرزمان, والنيرمزان) بينما قامت ريح قطعت خيمة( رستم) عن سريره, فهوت في نهر العتيق والريح شديدة ثم وصل القعقاع إلي سرير( رستم) إلا أن رستم هرب, فطارده الرجال حتي أجهزوا عليه. وقد استطاع المسلمون أن يأسروا ثلاثين ألفا من الفرس ويقرنوهم بالسلاسل والحبال, ثم توغلوا داخل بيوت النيران يقتلون ويقتحمون حتي هزموهم شر هزيمة. أهمية هذا الانتصار( في القادسية): كانت القادسية هي المعركة الفاصلة بين العرب والفرس, كما كانت اليرموك هي الفاصلة بين العرب والروم, حيث أنها فتحت الطريق لفتح الشام وفلسطين ومصر, كذلك كانت معركة القادسية هي التي مهدت لفتح الطريق لأراضي امبراطورية فارس, وما بين الرافدين حتي وصلت جيوش العرب إلي( المدائن) عاصمة الفرس. ثم تم تمصير( البصرة)( أي جعلها مصرا من الأمصار العربية) كما تم تمصير الكوفة. وقد مصرها سعد بن أبي وقاص عام51 ه. ولم تكن هذه المعركة هي نهاية المعارك بين العرب والفرس, فقد أعقبها عدة معارك تم النصر فيها للعرب.. بفضل الله تعالي. وقد مهدت هذه المعركة إلي معركة فتح الفتوح وهي( معركة نهاوند). حيث قاد هذه المعركة عدد من القادة البارزين وفي مقدمتهم( النعمان بن مقرن) وكان معه رجال أشداء مثل: الزبير بن العوام, والمغيرة بن شعبة, وحذيفة, وعمرو بن معد يكرب.. وغيرهم بتكليف من الخليفة عمر بن الخطاب, وقد استشهد في هذه المعركة بعضهم ولكنها كانت في صالح المسلمين. معاملة المسلمين للأسري في البلاد المفتوحة: كانت رسالة الإسلام السامية وحضارته الراقية تأمر بمعاملة الأسري بالحسني لنشر الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة كما أمر الله تعالي, وكان السيف للدفاع عن الإسلام, وليس نشره بالقوة إلا لمن يعاديه ويرفع السيف أمامه, وتم نشر الإسلام بين هذه الممالك المفتوحة لمساواة المسلمين في المعاملة بين الحر والعبد والرجل والمرأة.