أقام سعد بن ابي وقاص بالقادسية شهرين بعد الانتصار الذي احرزه المسلمون علي الفرس, وذلك للاستجمام وراحة الجند, والاستعداد للقضاء علي اعدائهم قضاء مبرما, تم أمره عمر بن الخطاب أن يرسل القائد زهرة بن الحوية الي اللسان( وهي الكوفة الآن) ثم عززه بعدد من القواد علي رؤوس جيوشهم منهم هاشم بن عتبة ليتبعوا فلول الفرس, الذين التقوا بهم في( برص) فإنهزموا إلي( بابل) حيث تجمع قواد الفرس مثل: النخيرجان, ومهرجان, ومهران الرازي, والهرمزان, والفيرزان, وبسطام, ودهقان برص وقد عرف المسلمون في معركة( بابل) و(هرسير) المرادات, والدبابات والمنجاينق حيث رموا الأعداء بها, عرفوها من الفرس انفسهم, وبلغ عدد اسري المسلمين من الفرس مائة الف بعد هذه المعارك.. وكانت هذه المعركة عام16 ه. واستطاع سعد بن ابي وقاص العبور الي الضفة الشرقية لنهر دجلة بعد أن انتدب رجلا يحمون المسلمين برماحهم ونشابهم قوامهم ستمائة فارس وستين راميا مما أجبر الفرس علي الفرار, فلما عبر المسلمون نهر دجلة واستولوا علي المدائن وقصر كسري بما فيه من الأموال الطائلة, وحينما شعر يزد جرد رحل ابنائه الي( حلوان) عندما فتحت( هرسير) ثم حينما علم يزدجرد بعبور المسلمين لحق( الفالة). وخلف مهران الرازي والتخيرجان فخرجوا معه ومعهم ما قدروا عليه من بيت المال والنساء والوزاري, وتركوا في الخزائن من الثياب الغالية وغيرها مما يعجز عن تقييمه لكثرته بالاضافة الي الأطعمة والأتربة والبقر والأنعام وقد أعددها للحصار ثم دخل سعد بن أبي وقاص القصر الأبيض وصلي فيه صلاة الفتح وجعله مسجدا وهو يقول( كم تركوا من جنات وعيون. وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين. كذلك وأورثناها قوما آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين) الدخان/25 29 ودخل المسلمون المدائن مفاجأة وقد استسلم اهل البلاد رافعين راية الولاء حينما ملوا خلق الفاتحين الكريم مما أمنهم علي أنفسهم وأموالهم وديارهم. اما خزائن كسري فقد كانت لاتعد ولاتحصي استحوذ عليها المسلمون حتي ان نصيب الفارس بلغ اثنتي عشر ألف درهم. وقد ذكر ابن الأثير أنه كان في بيت مال كسري ثلاثة آلاف ألف ألف ألف وقد نهب أهل المدائن معظم هذه الأموال اثناء فرارهم من المسلمين وفيها تاج كسري وسيوفه وثيابه مرصعين بالجواهر ودروع كسري وهرقل الروم, وخاقان ملك ؟ وغيرها مالايعد ولا ارسلت الي عمر بن الخطاب خليفة المسلمين فقال عمر حينما وصلته هذه الجواهر الثمينة: إن قوما أدوا هذا لذوو أمانة فقال علي بن ابي طالب رضي الله عنه: إنك عففت فعفت الرعية