تجمع الفرس في( نهاوند) من بلاد الجبل جنوب همدان, وقد أخبر الأحنف بن قيس عمر بن الخطاب أن المسلمين مصممون علي القضاء علي ملك الفرس كسري يزدجرد قضاء مبرما فاستثار عمر الهرمزان فقال له: إن فارس اليوم رأس وجناحان فأقطع الجناحين يمهد الرأس, وذكر له أن الرأس في( نهاوند) وهم بندارقان, معه أساورة كسري وأهل أصبهان. فقال عمر: كذبت يا عدو الله بل أعمد إلي الرأس اقطعه فإذا قطعه الله لم يعص عليه الجناحن. ثم كتب عمر إلي أبي موسي الأشعري ليسير بأهل البصرة, وإلي حذيفة بن اليمان أن يسير بأهل الكوفة, ثم إذا التقيا معا فإن أميرهما هو: النعمان بن مقرن. فسار النعمان بن مقرن بأمر عمر حتي وصل( نهاوند) ثم بث العيون لمعرفة حالة العدو, فلما عرف أنهم قد أقاموا الحسك وهم ممتنعون, تشاور مع المسلمين وأخذ آراءهم, ثم أخذ أبي طليحة ابن خويلد الأسدي الذي أشار عليه بأن يستدرج بعض فرسان المسلمين الفرس, ليظنوا أضعف من أن يصمدوا أمامهم فيمزجوا إليهم ويعملوا فيهم سيوفهم ورماحهم, فتكون فرصة للمسلمين يدخلون فيها المدينة ويستولون عليها وقتل الجند الذين في داخلها. وقام القعقاع بن عمرو مع بعض فرسان المسلمين بهذه المهمة, فدخل المسلمون أرض الأعداء, واقتتلوا معهم بالسيوف قتلا شديدا فقتل من الفرس عدد كبير جدا, وأصيب النعمان فأخذه أخوه سواد وسجاه بثوبه, وأخذ الراية حذيفة بن اليمان, بينما لم يعلم أحد بمصاب النعمان حتي لا يضعف الجند المسلمين أمام الفرس ولم ينج من الفرس بعد مداهمة المسلمون لهم سوي من هرب منهم وفيهم الفيرازان, فتبعه القعقاع بن عمرو حتي أخذه. وصل القعقاع إلي همدان, فأصيب أهل البلاد القريبة من نهاوند ونهبت أموال البلاد, وقد بكي عمر بن الخطاب شديدا لاستشهاد النعمان. وبعد هذه الموقعة سمح عمر للمسلمين بأن يخوضوا في بلاد الفرس للقضاء علي الشغب ولييأس الملك في عودته الي ملكه, وقد سميت هذه الموقعة( نهاوند) بفتح الفتوح حث فقد كسري كل سلطان لديه ولم تقم له قائمة, وبذلك كتب الله النصر للمسلمين وتم فتح فارس بأكملها.