تلقي المنتخب الوطني الأول لكرة القدم هزيمة أمام مضيفه الروسي بثلاثة أهداف لهدف في اللقاء الذي جمع بينهما مساء أمس علي ستاد كريستوفيسكي بمدينة سان بطرسبرج الروسية في الجولة الثانية من المجموعة الأولي لكأس العالم بروسيا. ولم تأت الخسارة بسبب تراخي لاعبي منتخبنا, ولكن النتيجة تعبر عن الفوارق الفنية والبدنية بين لاعبي منتخبنا وأقرانهم في الفريق الروسي الذين عزز موقفهم المساندة الجماهيرية الرهيبة, والدفعة المعنوية التي حصل عليها منتخب الدولة المضيفة للحدث الكروي علي وجه الكرة الأرضية إثر الانتصار علي السعودية بخمسة أهداف دون رد في الجولة الأولي وزاد من قوة موقف الفريق الروسي تبرع أحمد فتحي المدافع الأيمن لمنتخبنا بتسجيل هدف التقدم لأصحاب الأرض في الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني, قبل أن يضيف دينيس تشيرشيف وأرتين دزيوبا هدفين آخرين, ويقلص محمد صلاح الفارق بهدف من ركلة جزاء حسمتها تقنية الفيديو, بجانب الثبات الانفعالي للمدير الفني الروسي ستانيسلاف تشيرتيشوف والذي تجسد في عدم التأثر بانتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي ليحول دفة الأمور لمصلحته في الشوط الثاني متفوقا علي الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني, ولم يحقق منتخبنا أي مكاسب باستثناء نجاح محمد صلاح في تسجيل الهدف الوحيد للفراعنة ليكون اللاعب المصري الثالث الذي يسجل في المونديال بعد عبد الرحمن فوزي في كأس العالم بإيطاليا عام1934 ثم مجدي عبد الغني في هولندا في مونديال1990 من ركلة جزاء أيضا. منذ الدقيقة الأولي للمواجهة تعامل ستانيسلاف تشيرتشيسوف المدير الفني للفريق الروسي بجدية مع المباراة وتوافرت لديه قيمة احترام المنافس بشكل حقيقي وتفادي المدير الفني لفريق الدولة المضيفة للمونديال التعامل بتراخ مع الفراعنة اعتمادا علي الانتصار الساحق علي المنتخب السعودي بخمسة أهداف دون رد في المواجهة الافتتاحية والمساندة الجماهيرية الرهيبة, بحذر شديد سواء مع مفاتيح لعب منتخبنا ومنافذ تهديفه الممثلة في محمد صلاح وعبد الله السعيد ومحمود حسن تريزيجيه ثلاثي الوسط المهاجم ومن أمامهم مروان محسن رأس الحربة الوحيد, الذين تعرضوا لرقابة لصيقية من جانب إيليا كوتبيوف وسيرجي إيجناشفيتش ثنائي قلب دفاع أصحاب الأرض, بجانب أن دفاع منتخبنا بقيادة المساكين علي جبر وأحمد حجازي تعرضا للإزعاج من قبل منافذ تهديف الدب الروسي التي تجسدت في أرتين دزيوبا رأس الحربة, ومن خلفه الثلاثي دينيس تشريشيف وألكسندر جولفين, وألكسندر ساميدوف, بينما دارت مباراة شرسة في متوسط الميدان الدفاعي بين طارق حامد ومحمد النني ثنائي الفراعنة والثنائي الروسي رومان ويوري جازينسكي خاصة في الشق الخاص بالقيام بحلقة الوصل بين خطي الدفاع والهجوم للمنتخبين والتقدم والتأخر لإحداث الزيادة العددية في الشق الهجومي والمساندة الدفاعية. وسيطر الجانب الخططي علي مجريات الأمور خلال الشوط الأول وندرت الفرص علي محمد الشناوي وإيجور أكانيفيف حارسي الفراعنة والدببة الروس, وتمثلت أخطر فرص التهديف خلال ال45 دقيقة الأولي في الضربة الركنية التي حصل عليها الروس في الدقيقة السادسة ولعبها ألكسندر ساميدوف إلي داخل منطقة الجزاء, استقبلها سيرجي إجناشفيتش بضربة رأس ولكن الشناوي نجح في إمساك الكرة بثبات, ثم تسديدة من ألكسندر جولفين أخطأت مرمي الفراعنة, ليرد منتخبنا بضربة رأس لعبها مروان محسن إثر عرضية عبد الله السعيد ذهبت بعيدة عن مرمي إيجور, ويحاول تريزيجيه بجدية دخول التاريخ ويسدد كرة ماكرة إثر تمريرة رائعة من السعيد, من علي حدود منطقة الجزاء ذهبت بجانب القائم الأيسر. وكاد ارتباك محمد الشناوي وأحمد حجازي أن يؤدي إلي تقدم المنتخب الروسي ولكن لم يحالف سيرجي التوفيق. والغريب أن أحمد فتحي لم يتمكن من لعب أي كرات عرضية مؤثرة بعد أن نجح ماريو فرنانديز الظهير الأيسر لأصحاب الأرض في إيقاف خطورة فتحي, بينما وجد محمد عبد الشافي المدافع الأيسر سهولة نسبية في التعامل مع يوري زيركوف المدافع الأيمن للروس فلعب أكثر من كرة عرضية ولكنها لم تسهم في خلخلة التمركز الجيد لدفاع الدب الروسي. ووجد منتخبنا صعوبة في شن الهجوم المضاد استغلالا لتقدم الروس في الدقائق الأخيرة وضغطهم من أجل تسجيل هدف لتلبية نداء أنصارهم, وذلك إثر امتلاك الفريق أصحاب الأرض قدرة مذهلة في الارتداد من الهجوم للدفاع. ويمر دينيس تشيريشيف في الجهة اليسري ويلعب كرة عرضية قوية لكن لحسن الحظ لم تجد المتابع. وفي الدقيقة42 كاد محمد صلاح أن يصعق ملايين الروس بهدف التقدم للفراعنة, بعد أن تلقي تمريرة رائعة من عبد الشافي داخل المنطقة ليتسلم الكرة ويستدير مسددا كرة ذهبت بمحازاة القائم الأيمن للحارس إيجور, وأجاد لاعبو منتخبنا إهدار الوقت عن طريق التمريرات في وسط الملعب, ووضح علي المنتخب الروسي اقتناعه بانتهاء الشوط الأول بالتعادل ليؤجل عملية إسعاد جماهيره المحتشدة إلي الشوط الثاني, بعد أن انتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. وفي الشوط الثاني يضرب الهبوط الفني والبدني أداء منتخبنا بشكل مفاجئ ويدرك أصحاب الأرض أن مهمتهم باتت أسهل وزاد من سهولتها أحمد فتحي المدافع الأيمن للفراعنة الذي ناب عن مهاجمي الدب الروسي في إحراز هدف التقدم في الدقيقة الثالثة, إثر كرة عرضية من جولفين ارتدت من الشناوي ليستقبلها فتحي إلي داخل المرمي عن طريق الخطأ أثناء محاولته تشتيت الكرة بشكل بدائي. وحاول الروس استغلال صدمة ضيوفهم وكاد جولفين أن يتسبب في الهدف الثاني لولا تدخل أحمد حجازي الذي أبعد الكرة بضربة رأس ويحاول المنتخب الوطني استعادة توازنه خاصة في الشق الهجومي ويهاجم ولكن بطريقة شابتها العشوائية مع تقدم غير مدروس لعلي جبر وأحمد حجازي لمحاصرة المنتخب الروسي في منتصف ملعبه وذلك ما ينطبق علي النني وطارق حامد ثنائي الوسط المدافع مما أدي لظهور مساحات في خطوط منتخبنا أجاد الروس استغلالها ورغم ذلك ضاعت من محمد صلاح فرصة التسجيل إثر عرضية من عبد الله السعيد ولكن الدفاع الروسي أبعد الكرة من داخل منطقة الجزاء. وفي الدقيقة15 يوجه ألكسندر تشيرشيف الصدمة الثانية للفراعنة بإضافته الهدف الثاني لأصحاب الأرض إثر عرضية أرضية من ماريو فيرنانديز قابلها ألكسندر بباطن قدمه داخل مرمي الشناوي في غياب تام لحجازي وعلي جبر. واتبع ستانسيلاف المدير الفني للروس طريقة طرق الحديد ساخنا دون الالتفات للمحاولات المصرية لتسجيل هدف تقليص الفارق عن طريق محمد صلاح فلم تمر سوي ثلاث دقائق أي في الدقيقة18 حتي أجهز الخطير أرتين دزيوبا علي منتخبنا بالهدف الثالث بعد أن أجاد أرتين استقبال كرة ساقطة داخل المنطقة ويسدد الكرة بقوة داخل شباك الشناوي. ويحاول محمد صلاح وتريزيجيه ضخ الحيوية من جديد في الشق الهجومي لمنتخبنا ويشنان محاولات من أجل تسجيل هدف شرفي ولكن وقف أمام تلك الرغبة عدة عوامل أهمها تعطل الجبهتين خاصة الجهة اليمني جراء تأثر أحمد فتحي بالهدف الذي سجله عن طريق الخطأ في مرماه وكذلك استسلام مروان محسن رأس الحربة للرقابة اللصيقة التي فرضها عليه قلبا دفاع الفريق الروسي الذي أجاد لاعبو وسطه تعطيل حركة النني وطارق حامد. ويجري الأرجنتيني هيكتور كوبر تغييرا هجوميا بسحب محمد النني غير الموفق والدفع بعمرو وردة كما أشرك كوبر رمضان صبحي علي حساب تريزيجيه لضخ دماء جديدة في خط الوسط المهاجم. وفي الدقيقة29 يحتسب الحكم ركلة حرة مباشرة للمنتخب الوطني علي حدود منطقة جزاء روسيا وبعد حدوث خلاف بين الحكم ومعاونيه حول موقع الخطأ يرجع طاقم التحكيم لتقنية الفيديو التي أثبتت أن الخطأ من داخل المنطقة ليحتسب الحكم ركلة جزاء يسجل منها محمد صلاح الهدف الأول للفراعنة ورابع أهداف مصر في المونديال بجانب هدفي عبد الرحمن فوزي وهدف مجدي عبد الغني. وبعد الهدف يدب النشاط في أوصال الفراعنة بشكل أفضل نسبيا وتتعدد المحاولات الهجومية علي مرمي المنتخب الروسي ويحاول عمرو وردة وأحمد فتحي خلخلة الدفاع الروسي بالكرات العرضية ويلجأ محمد صلاح للتسديد القوي ولكن كراته أخطأت مرمي أصحاب الأرض, وجاءت هذه المحاولات استغلالا لتراخي المنتخب الروسي نتيجة يقينه من تحقيق الانتصار وتجسد ذلك في اعتماده علي الهجمات المرتدة من خلال سحب منتخبنا للهجوم وإخلاء المساحات في خط ظهره ويشارك محمود عبد المنعم كهربا علي حساب مروان محسن غير الموفق تماما ولكن كهربا لم يسهم في إحداث جديد باستثناء مناوشاته غير المؤثرة في الثلث الأخير من ملعب الفريق المنتصر وينتهي اللقاء بهزيمة منتخبنا بثلاثة أهداف مقابل هدف.