يقول اللواء أركان حرب سمير فرج الرئيس الأسبق لجهاز الشئون المعنوية ومحافظ الأقصر: إن مصر تواجه حرب الجيل الرابع الذي يهدف إلي تدمير الدولة من الداخل وبأيدي أبنائها دون استخدام أسلحة كما في الحرب التقليدية, وإنما باستخدام الشائعات والترويج لها وتضخيمها وإثارة البلبلة خلال هذه الأعمال, وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي علي الإنترنت, مؤكدا أن هذا هو الشكل الحديث من أشكال الصراع في العالم حاليا من خلال خلق المفاهيم الخاطئة بهدف تفتيت الدول بكافة الطرق المتاحة وإثارة الفتن سواء بين المسلمين والمسيحيين أو السنة والشيعة وغيرها من أبناء المعتقدات المختلفة. ويؤكد اللواء سمير فرج أن هذه الحرب ستستمر واعتبر مصر بمثابة الدولة المستهدفة رقم واحد في تلك المعارك القذرة حاليا, فهي الدولة الوحيدة الباقية في المنطقة في ظل ما حدث ويحدث في العديد من البلدان منها سوريا والعراق وليبيا واليمن وغيرها, لافتا إلي أن أعداءها يحاولون طوال الوقت إسقاطها ووقعوها وهدمها وتفتيتها ما استطاعوا إلي ذلك سبيلا, وهنا أكد أن محاولاتهم وحروبهم الخفية والمعلنة بشتي الطرق ستظل من خلال نشر الشائعات وإثارة الفتن. ويضيف اللواء سمير فرج: مطلوب الوضوح في هذه المرحلة الخطيرة فلا يجب أن تنتظر أجهزة الدولة المختلفة حتي تنتشر الشائعات ويكثر مروجوها بل يجب أن يكون الرد فوريا ودون تردد, مشيرا إلي ضرورة أن يكون هناك مجموعات خاصة بالشائعات ترد عليها مباشرة فور إطلاقها قبل أن يتم الترويج لها علي نطاق واسع سواء داخل مصر أو في الخارج وهو ما نجحنا فيه بشكل كبير حاليا. وطالب بضرورة توعية الشعب بالصورة التي تتمشي مع قدر الاستهداف الذي تواجهه مصر وشدد علي أن هناك أشخاصا من الطابور الخامس هدفهم إثارة أي شيء ضد الوطن ويتربصون طوال الوقت بمصر والمصريين وينتظرون أن تسنح الفرصة حتي يتمكنوا من تنفيذ أهدافهم الخبيثة ضد الوطن. ويشير اللواء سمير فرج إلي أهمية أن نكون مستعدين لأي أعمال مستقبلية وأن نهيئ أنفسنا لها, قائلا: إذا كان الحديث حاليا عن زيادة متوقعة في أسعار الوقود فلابد من توضيح الصورة للشعب بشكل كامل وتوعيتهم بما نفعله وما نحن مقبلين عليه وضرورة ما سيحدث والبدائل المتوفرة وما يمكن اتخاذه من تدابير بحيث تكون هناك ضربة إعلامية استباقية مبكرة تقطع الطريق علي كارهي الوطن والطابور الخامس المتربصين بنا. وأشار في الوقت نفسه إلي ضرورة الاعتماد في ذلك علي الجميع سواء وسائل الإعلام المختلفة أو رجال الدين الإسلامي والمسيحي بالإضافة إلي القوة الناعمة لدينا وهي الثقافة والدراما من مسلسلات وأفلام يمكنها أن تحقق أهدافنا بشكل مؤثر علي قطاع كبير من المصريين. وقال: أذكر بشكل كبير مسلسل العائلة في التسعينات حيث كانت مصر في قمة مواجهتها للإرهاب الذي كان يضربها بقوة وكان لهذا المسلسل دور رائع في القضاء علي الإرهاب وتوضيح الصورة أمام المصريين بشكل كامل ما يؤكد الدور القوي للأعمال الدرامية القوية في مواجهة الحروب الخفية التي تتعرض لها مصر في الوقت الحالي.