تتعلق بها الأفئدة وتسكن إليها الروح التي تهفو بين الحين والآخر للارتماء علي مسطحاتها الخضراء والجلوس تحت أشجارها النادرة واستنشاق عبير زهورها وفي أحيان أخري تكون الرغبة في المكوث بين الخضرة وزرقة مياه البحر معا, عن حدائق المنتزه بالإسكندرية نتحدث.. أجمل الحدائق في المحروسة.. و أروع المواقع الجمالية والتاريخية والسياحية وأيضا الأثرية بالإسكندرية والتي تعد قبلة أهالي الثغر وزوارها الذين ينشدون الراحة والجمال والتأمل والاسترخاء مجتمعية ويتوارث الأهالي حكايات وأسباب بناء واحة الجنان.. ويرددون أنها مجموعة من الحدائق تبلغ مساحتها نحو(370) فدانا وتقع في شرق الإسكندرية وأقيمت منذ أكثر من مائة عام عندما أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بإنشائها في منطقة مهجورة ومنعزلة آنذاك أعجب بها حين كان يتنزه علي شاطئها و قرر أن تضم المنطقة قصرا وحدائق للاصطياف خاصا بالأسرة المالكة وأشرف الخديوي بنفسه علي تنظيم الحديقة الغناء وأطلق عليها وعلي القصر اسما واحدا قصر المنتزه والذي يعد أول قصر أنشئ في الحدائق حيث عهد الخديوي عباس حلمي الثاني إلي المهندس اليوناني ديمتري فابريتشيوس ببناءه...وفي عهد الملك فؤاد الأول والملك فاروق أضيف إلي الحدائق قصر الحرملك وخصص لإقامة أفراد الأسرة المالكة. كما تضم الحدائق عددا من المباني منها كوبري يربط بين جزيرة الشاي بالقصور الملكية وبرج للمياه ومحطة قطار ملكية.. وبعد قيام ثورة1952 أنشئت بعض المناطق السياحية لخدمة رواد الحدائق من مطاعم ومركز سياحي متكامل وملاعب و شاليهات بالإضافة إلي خمسة شواطئ وهي شواطئ عايدة, كليوباترا, سميراميس, فينسيا إضافة إلي شاطئ خاص بفندق فلسطين.. وقد استمرت الأسرة المالكة في الاهتمام بالحدائق واعتبارها مصيفا رئيسيا لها حتي عصر الملك فاروق آخر ملوك مصر إلي أن قامت ثورة يوليو1952 حيث آلت الحدائق والقصور إلي الدولة فتم فتح أبواب الحدائق للشعب. ومنذ أن فتحت أبواب الحدائق لأهالي الإسكندرية وزوارها أصبحت المنتزه المقصد السياحي والجمالي الأول لهم لقضاء الإجازات والعطلات صيفا وشتاء خاصة وهي تجمع بين خضرة الأشجار والزهور وزرقة مياه البحر.... وفي الأعياد تستقبل حدائق المنتزه الآلاف من عشاقها لقضاء إجازة العيد باللهو واللعب علي مسطحاتها الخضراء وأيضا الارتماء في أحضان أمواج شواطئها الهادئة.