أعداء النجوم خطر يهدد المونديال

منذ إصابة محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي والمنتخب الوطني في نهائي دوري الأبطال الأوروبي في موقعة26 مايو الماضي بإستاد المجمع الأوليمبي بكييف علي يد المدافع سيرجيو راموس الملقب ب(جزار مدريد) والذعر يسيطر علي نجوم كرة القدم ليس في ليفربول فحسب ولكن في العالم أجمع.
فلاعب موهوب في مستوي صلاح الأفضل في إنجلترا وهداف الدوري الإنجليزي هذا الموسم يعد ثروة حقيقية يجب الحافظ عليها ولكن يبدو أن العنف الإسباني لم يشأ أن يجعل هذه الموهبة تتلألأ.. ربما بسبب الغيرة الكروية أو نتيجة انتشار ما يعرف( بأعداء النجوم)
وألقت إصابة محمد صلاح بظلالها علي الجميع وبدا واضحا أن( أعداء النجوم) يتربصون بكل اللاعبين المهرة دون تمييز للون أو الجنسية بدليل أن المباراة النهائية شهدت أيضا خروج الإسباني داني كارفاخال مصابا وباكيا ولحق بالنجم المصري فيما اختفي باقي النجوم المعروفين و(أبرزهم كرستيانو رونالدو) في تلك المباراة خشية أن يكون ضحية العنف ولا يلحق بالمونديال.
واتسعت مخاوف النجوم من خطر الإصابة مع انطلاق المونديال الروسي بشكل دفع الاتحاد الدولي لوضع لائحة محازير لحماية نجوم الساحرة المستديرة من العنف المحتمل في البطولة والعمل علي الخروج بمونديال نظيف خال من العنف والخشونة المتعمدة التي يمكن أن تحرم لاعبين كثيرين من مواصلة رحلتهم في الملاعب.. وتتضمن تلك اللائحة التأكيد علي الروح الرياضية واللعب النظيف كشعار دائم للفيفا والتعامل بكل شدة مع من يلقبون بأعداء النجوم حتي لا تتكرر مآسي الماضي في المونديال الحاضر خاصة أن غالبية خبراء اللعبة يشكون من ندرة المواهب في الملاعب ويطالبون بتعديلات واسعة في القانون الكروي لحماية هؤلاء من بطش المدافعين.
كل هذه الأحداث التي تسبق المونديال بأسابيع فتحت الملف الأسود لعمليات الاغتيال الكروي التي لم يكن بطلها الجزار المدريدي راموس بل أعادت الأذهان إلي ماضي القرصنة الإسبانية التي التهمت نجوما كبارا لا يمكن نسيانهم وأبرزهم علي الإطلاق الأرجنتيني( ديجو ارماندو مارادونا) نجم برشلونة الأسبق الذي قاد منتخب التانجو للفوز بكأس العالم(1986 بالمكسيك) ووصيف نهائي(1990 بإيطاليا) وكان هذا النجم الرائع ضحية العنف الإسباني في بداية حياته الاحترافية مع برشلونة واضطر وقتها لحرق حذائه وكرته في الملعب احتجاجا علي كسر قدمه نتيجة إصابته بضربة خلفية من جزار إسباني سابق يدعي( جواسيوشا) ليبيرو أتليتكو بلباو صاحب البنيان القوي والعنيف في24 سبتمبر سنة(1983) في نهائي كأس إسبانيا.. وقرر( ديجو) الرحيل إلي نابولي مفضلا اللعب في الدوري الإيطالي عن الإسباني كي ينجو بنفسه من شيطان الباسك ويفلت من المصير المحتوم الذي سبقه اليه نجم برشلونة الألماني( بيرند شوستر) في ديسمبر عام(1981) عندما تعرض الأخير لضربة( جواسيوشا) وحرم من المشاركة في كأس العالم(1982 بإسبانيا) وظل بعيدا عن الملاعب لمدة عام أجري خلاله عمليتين جراحيتين لإنقاذ قدمه وعندما عاد لم يستعيد مستواه السابق في الملاعب أبدا.. ونال( جواسيوشا) لقب( جزار بلباو) لأنه كان مدافعا لا يعرف الرحمة ويتلذذ بإيذاء الخصوم ولم يعتذر أبدا عن كسر قدم مارادونا بل أحتفظ بالحذاء الذي كان يرتديه في تلك المباراة في صندوق زجاجي داخل منزله للتباهي والتفاخر بفعلته النكراء.
وإذا كان( جواسيوشا) يتسم بالصرامة والعنف وتسبب في إصابة مارادونا وارسل شوستر إلي غرفة العمليات فهناك كثيرون مثله فعلوا فعلته مع نجوم أكثر جاذبية وامتاعا ومنهم بطبيعة الحال النجم الهولندي الراحل كرويف مهاجم برشلونة غير أن ذلك كله كان في الماضي أما الحاضر فجاء بمن هو أشد ضراوة وقسوة منه.. إنه( سيرخيو راموس) الذي دفع الاتحاد الأوروبي يويفا لفتح تحقيق في واقعة تعمده إصابة محمد صلاح في نهائي دوري أبطال أوروبا وتابعت لجنة الانضباط ما حدث في المواجهة والتدخل العنيف ضد صلاح الذي خرج من الملعب بسبب الإصابة لكن اللجنة لم تتخذ أي قرار بمعاقبة الإسباني سيرجيو راموس لأنها لم تتلق شكوي رسمية من ليفر بول.. في حين رأي الاتحاد الدولي أن راموس لم يتعمد إيذاء صلاح لكنه وضع في اعتباره أن المدافع الإسباني أصبح محل جدل بسبب ارتكابه العديد من المخالفات وبات له ضحايا نتيجة قوة التحاماته العنيفة.
وبخلاف ذلك يعد راموس أكثر المدافعين عنفا وأشدهم إيذاء للخصوم فهو أكثر لاعب حصل علي بطاقات صفراء وحمراء في تاريخ الدوري الإسباني وتاريخ دوري أبطال أوروبا ومنتخب إسبانيا كذلك لكنه أي( راموس) ليس الأول من نوعه فقد شهدت ملاعب كرة القدم العديد من اللاعبين المشابهين له علي مر العصور وأجمع الصحفيون الأوروبيون اختياره ضمن قائمة( أعداء كرة القدم) التي ضمت أشرس وأعنف اللاعبين مثل( البرتغالي بيبي.. والكاميروني ريجوبرت سونج.. والإيطالي ماركو ماتيراتزي.. والأرجنتيني والتر صامويل).. كما أن إصابة راموس لصلاح ليست الأخطر لأن الملاعب شهدت العديد من الإصابات المرعبة منها إصابة نجم السامبا وباريس سان جيرمان( نيمار) في عموده الفقري بكأس العالم(2014 بالبرازيل) بعدما اغتاله الكولومبي زونيجا بركبته.. إلي جانب الإصابة التي كادت تنهي مشوار الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا في بداياته عندما كان لاعبا في صفوف برشلونة الإسباني.
يد مارادونا فوق الجميع في86
كانت مباراة إنجلترا ضد الأرجنتين في الدور قبل النهائي من بطولة كأس العالم لكرة القدم1986 عندما واجهت منتخب إنجلترا بقيادة غاري لينيكر, منتخب الأرجنتين بقيادة مارادونا, في مباراة اكتست بذكري حرب الفوكلاند.
تقدمت الأرجنتين أولا في الدقيقة51 عندما سجل مارادونا هدفا بيده في مرمي الحارس الإنجليزي بيتر شيلتون وسط اعترضات إنجليزية لم يلق الحكم التونسي علي بن ناصر لها بالا محتسبا الهدف. بعدها بثلاث دقائق كثر هتاف المشجعين عندما سجل مارادونا هدفا آخر بعدما تجاوز7 لاعبين من لاعبي منتخب إنجلترا لكرة القدم والحارس بيتر شيلتون, ليودع الكرة في الشباك, معلنا تأهل منتخب الأرجنتين للمباراة النهائية, علي الرغم من تقليص إنجلترا للنتيجة بواسطة غاري لينيكر في الدقيقية.81
وفي عام2000 تم اختيار هدف مارادونا الثاني في مرمي المنتخب الإنجلزي, كهدف القرن من قبل المتابعين والمصوتين في موقع الفيفا.
معركة نورمبيرج بين البرتغال وهولندا!
تعد المواجهة التي جمعت بين منتخبي البرتغال وهولندا في دور ال16 لمونديال2006 بألمانيا واحدة من أقوي المباريات والأعنف بالبطولة.
اصطدم المنتخبان وجها لوجه في الدور الثاني من المونديال, ولكن المباراة شهدت صراعا كبيرا للغاية, ووصفها الجميع بمعركة نورمبيرج وهو الملعب الذي أقيمت عليه, نظرا لأنها شهدت إشهار16 بطاقة صفراء و4 بطاقات حمراء, من قبل الحكم الروسي فالنتين إيفانوف, في رقم لم يكن له مثيل من حيث عدد البطاقات المشهرة في أي مباراة تحت إدارة الفيفا.
كانت البطاقات الصفراء المشهرة في المباراة9 منها من نصيب لاعبي البرتغال, وهم حارس المرمي ريكاردو, نونو فالنتي, كوستينيا( بطاقتان), نونو مانيش, لويس فيجو, ديكو( بطاقتان), وبيتيت, وحصل كوستينيا وديكو لاعبا البرتغال علي بطاقتين حمراوين, بعد إنذارهما مرتين.
وفي المقابل حصل لاعبو هولندا علي7 بطاقات صفراء, كانت من نصيب كل من خالد بولحروز( بطاقتان), جيوفاني برونكهورست( بطاقتان), مارك فان بوميل, ويسلي شنايدر, رفائيل فان دير فارت, فيما تعرض بولحروز وفان برونكهورست للطرد.
جاءت البطاقة الصفراء الأبرز في المباراة من نصيب خالد بولحروز في الدقيقة السابعة من عمر المباراة, وذلك بسبب تدخله العنيف علي كريستيانو رونالدو نجم البرتغال, والذي لم يستطع استكمال المباراة, وخرج مصابا في الدقيقة37 متأثرا بتدخل بولحروز عليه.
رونالدو خرج باكيا من الملعب, وصرح بعد ذلك قائلا إن بولحروز كان يقصد إصابته, وأن تدخله عليه كان متعمدا.
وتعرض الحكم إيفانوف لانتقادات لاذعة بعد المباراة من الصحف العالمية, والمفارقة أن جوزيف بلاتر رئيس الفيفا آنذاك خرج بتصريح مثير بعد المباراة, حيث أكد أن إيفانوف كان عليه أن يشهر بطاقة صفراء لنفسهوكانت المباراة انتهت بفوز المنتخب البرتغالي بهدف وحيد سجله نونو مانيش في الدقيقة23, لينال لقب أفضل لاعب في المباراة.
إنجلترا بطلة بهاترك هيرست في 66
تمكن المنتخب الإنجليزي الأول لكرة القدم من تحقيق اللقب العالمي الوحيد في تاريخه عام1966 بعد تغلبه علي منتخب ألمانيا الغربية بنتيجة4-2 في المباراة النهائية, وأصبحت إنجلترا وقتها هي ثالث دولة تستضيف كأس العالم علي أراضيها وتتوج باللقب بعد أوروجواي عام1930 وإيطاليا عام.1934 وأقيم النهائي علي ملعب ويمبلي, وكانت هذه هي آخر مباراة في كأس العالم تنقل علي شاشات التلفاز بألوان الأبيض والأسود, وشهدت البطولة أكبر حضور جماهيري في تاريخ بطولات كأس العالم. وجاءت المواجهة قوية ولا تنسي حيث تقدمت ألمانيا بهدف هيلموت هالر في الدقيقة.12 وأعادت إنجلترا الأمور إلي نصابها بإدراكها التعادل عن طريق جيفري هيرست(18), ثم تقدمت عبر مارتن بيترز(78), لكن فولفجانج فيبر أعاد العداد إلي نقطة الصفر بتسجيله الهدف الثاني لألمانيا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي(90). في الدقيقة101, سدد هيرست كرة قوية أصابت العارضة وسقطت علي الأرض, تردد الحكم لكنه احتسب الهدف بعد التشاور مع مساعده, واختتم هيرست نفسه المهرجان بالهدف الثالث الشخصي والرابع لإنجلترا في الدقيقة الأخيرة.
هاتريك روسي وتدمير أحلام برازيل 82
تعد المباراة التي اقيمت بين المنتخب البرازيلي ونظيره الإيطالي في الدور الثاني من بطولة كأس العالم في إسبانيا1982 من أصعب المباريات في كرة القدم نظرا للندية الكبيرة بين الفريقين الذي وصل إلي حد دفع الإنجليزي بوبي تشارلتون المعلق وقتها للبكاء تأثرا.
في تلك المباراة كانت البرازيل تحتاج إلي التعادل للتأهل إلي الدور قبل النهائي, لجيل ذهبي لا ينسي ضم سقراط وزيكو وفالكاو وايدر وآخرين ألهبوا العالم بكرة جميلة لا تنسي أمام منتخب إيطاليا الذي ضم دينو زوف وباولو روسي وتارديللي وجينتلي وآخرين.
وبدأ المنتخب الإيطالي السير نحو الفوز ببطء في حين كان المنتخب البرازيلي بحاجة فقط إلي التعادل فيما كان باولو روسي النجم الأوحد للأوزوري بعد أن سجل ثلاثية هاتريك أطاحت بالبرازيل من المونديال في واحدة من أكبر المفاجآت في أقوي المباريات بعدما حققت ايطاليا الفوز علي المرشح الأول والفريق الأكثر متعة3-.2
مباريات تاريخية
5 مواجهات لا تنسي في المونديال
عمرو سالم
مع اقتراب موعد انطلاق منافسات كأس العالم في روسيا2018, يستعيد العالم بأسره الذكريات الجميلة مع أقوي مباريات عرفتها البطولة في20 نسخة ماضية منذ البطولة الأولي1930 وحتي النسخة الأخيرة في البرازيل2014 تصارع فيها كبار النجوم وجها لوجه وقدموا المتعة التي ظلت محفورة في الأذهان لسنوات وعقود طويلة.
وترصد الأهرام المسائي في السطور التالية حكاية5 مباريات عرفتها بطولة كأس العالم عبر تاريخها الطويل في20 نسخة سابقة يعتبرها الخبراء من أهم وأجمل وأكثر لقاءات المونديال إثارة.
ألمانيا وإيطاليا 70.. مباراة القرن
لا تزال المباراة التاريخية التي أقيمت بين إيطاليا وألمانيا الغربية التي أقيمت بينهما في نصف نهائي كأس العالم في17 يونيو1970 واحدة من أفضصل اللقاءات في تاريخ اللعبة نظرا للإثارة والتشويق التي حملتها تلك المواجهة التي جرت علي ملعب أزتيكا في مدينه مكسيكو سيتي حيث فازت إيطاليا(3/4) بعد أن سجل كلا المنتخبين خمسة أهداف في الوقت الإضافي وهو ما يعد الحدث الأول في تاريخ نهائيات كأس العالم. ووصفت العديد من الصحف العالمية هذه المباراة بلقاء القرن.
وافتتح التسجيل للمنتخب الإيطالي هدافه روبرتو بونينسيجنا في الدقيقة(8) من زمن الشوط الأول وهو الهدف الذي ظل علي حاله حتي الدقيقة(90) عندما عادل كارل هينز شنيلينجير الكفة خلال الوقت المحتسب بدلا من الضائع في نهاية الشوط الثاني حيث صاح المعلق التلفزيوني الألماني إرنست هوبرتي: يا أيها الناس.. شنيلينجير سجل هدف.. شنيلينجير سجل هدف, وعند هذه النقطة انتقلت المعركة إلي الوقت الإضافي.
وبعد ذلك وضع جيرد مولر ألمانيا الغربية في المقدمة في الدقيقة(94) ولكن تارسيسيو بيرجنيتش أدرك التعادل بعد أربع دقائق في حين ضاعف لويجي ريفا النتيجة للآزوري في الدقيقة(104), وبعد دقائق عاد جيرد مولر مرة أخري ليحقق التعادل لمنتخب بلاده(3/3) في الدقيقة(110) بيد أن الإيطالي جياني ريفيرا كان له رأي ثان إذ سجل هدف التقدم والفوز لمنتخب بلاده بعد دقيقة واحدة فقط(111) ليؤمن فوز إيطاليا(3/4).
سانتوس مستمر مع البرتغال
اتفق فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي بطل أوروبا مع الاتحاد البرتغالي لكرة القدم علي البقاء في منصبه عقب انتهاء كأس العالم, مهما كانت النتائج للدفاع عن لقبه القاري عندما يبدأ بعد أسابيع قليلة مشوار تصفيات يورو2020 وجاء اتفاق فيرناندو سانتوس والاتحاد البرتغالي بعد مفاوضات دامت أسبوعين توصلا فيها إلي أهمية بقاء الأول لعامين مقبلين.