يحتفي أبناء بني سويف بالمدفع العتيق والشهير بالمحافظة ويتندر الأجداد وكبار العائلات علي سيرته وحكاياته وفي شهر الصوم يطل الحديث عنه بمذاق خاص.. فهو من أندر الأسلحة الفرنسية الثقيلة التي أصبحت أثرية علي مستوي العالم ولا يوجد منه سوي4 قطع في المحروسة بأسرها وحافظت مديرية أمن بني سويف علي مدار عشرات السنين علي هذه القطعة النادرة خاصة أيام الانفلات والهجوم علي أقسام الشرطة ومخازن الأسلحة.. ويطلق المدفع داناته ثلاث مرات يوميا الأولي في وقت الإفطار ومع السحور والإمساك نسمع صوته أيضا. ولمدفع الإفطار ببني سويف طقوس محببة للجميع فصغر حجم مدينة بني سويف وسكونها يجعل الجميع يشعر بهزة المدفع الفرنسي عندما يطلق من أمام جامعة بني سويف بميدان العبور معلنا وقت الإفطار في شهر رمضان لتعلو بعدها صيحات الجميع مهللين: المدفع ضرب. واعتاد كثير من العائلات بالمحافظة الذهاب سيرا أو بسياراتهم إلي موقع المدفع لمشاهدته لحظة إطلاقه و منهم من يتناول الإفطار بجانبه علي كورنيش الإبراهيمية ويعودون ثانية عند سماعه ينطلق ليعلن ساعة الإمساك عن الطعام. يقول محمد رجب حسن أمين الشرطة المسئول عن المدفع: أعمل علي المدفع منذ8 سنوات وأكون في قمة السعادة عندما أري الفرحة في عيون الصائمين عند سماع المدفع وسأكون في غاية السعادة أيضا عند رجوعه للحياة مرة أخري.. ويضيف: طلقات مدفع رمضان تختلف عن الطلقات الحية, حيث توضع كتلة من دانة خرطوش من البارود لتعطي صوتا مرتفعا, موصل بدائرة كهربائية. وأشار إلي أن طلقة المدفع عبارة عن بارود فشنك غير حقيقية ليس لها أي تأثير, لكنها تحدث صوتا قويا تبين للناس وقت الإفطار, ويتكون المدفع من سلك المشعل وحجر بطارية وسلك حديدي لاستخدامه في إطلاق الدانة.. ويعتبر عمر المدفع مئات السنين ولا يوجد منه سوي4 علي مستوي الجمهورية وكان يوجد فوق مديرية الأمن القديمة وبعد هدمها وانتقالها لمكان آخر نقل المدفع عند مدخل بني سويف الشمالي أمام الجامعة بميدان العبور. وقال: أحمد الله علي عملي سنوات العمر بالمحافظة ولكوني سببا لإعلان الفرحة بالإفطار في سماء المحافظة الهادئة في ساعة يترقب فيها الجميع أن يبل ريقه بتمرة أو بشربه مياه.