"مدفع الإفطار.. اضرب" جملة ينتظرها المصريون في جميع محافظات مصر عند مغيب شمس كل يوم من أيام شهر رمضان الكريم وبطل هذه الجملة هو المدفع الذي ارتبط دويه بجمع شمل العائلة حول مائدة الإفطار. وللمدفع نغمة خاصة في آذان الصائمين في بني سويف رغم ضجيجه الهائل، فرحة كبيرة للأطفال حين يشاهدون "لحظة الإطلاق"، والتي تتكرر كل يوم طوال شهر رمضان. حيث يتجمع الأطفال والشباب على شاطئ ترعة الإبراهيمية امام ابواب جامعة بني سويف ينتظرون إطلاق "عم محمد " للمدفع، والذي يعرفهم ويعرفونه ويأتون إليه من كل مكان ليشاهدوا إطلاق المدفع. يقول الرقيب محمد رجب والذي يرافق المدفع منذ أكثر من 8 سنوات، "أضبط ساعتى على إذاعة القرآن الكريم، وأذهب قبل الإفطار بوقت كاف لأجهز المدفع والبارود، وأقوم بتخزين كمية كبيرة من البارود داخل كتلة تسمى بالخزينة موجود أعلى المدفع، وينزل منها سلك يصل طوله لأكثر من 5 أمتار، وأحضر بطارية، وتتم من خلالها بملامسة طرفى السلك بالبطارية ما يتسبب فى إحداث غلق كامل للدائرة وعمل مايعرف بالماس يؤدى إلى دوي انفجار هائل". وأضاف عم محمد "أطلق المدفع ثم أعود إلى المنزل، وحينها يكون الجميع قد أنهى تناول إفطاره، أجلس وحيدا وأتناول الإفطار، فمنذ أكثر من 8 سنوات لم أفطر مع عائلتي أبدا. واستطرد: "لم أواجه في تلك المهمة أية صعوبات تذكر، لاسيما أن عملية إطلاقه لا تتطلب مهارات عالية، سوى التركيز والدقة في العمل، وعدم الاكتراث بصوت الدوي العالي الذي يصدر عنه لافتا إلى أن «صوت المدفع العالي أصبح مع مرور الوقت كغيره من الأصوات العادية التي تنتشر من حوله، ولا تلحق الأذى بسمعه». وفي النهاية عبر الرقيب محمد عن سعادته الغامرة بالفرحة التي يراها في عيون الصائمين من أبناء المحافظة عند سماع صوت المدفع والتفافهم حوله عند إطلاقه.