لم يتخيل أحد يوما أن تتحول كنافة رمضان, أحد أهم علاماته المميزة, إلي ماركة مسجلة لدي أشهر محلات الحلويات التي تتفنن في إدخال كل التعديلات الممكنة عليها لابتكار نوع جديد لم يكن موجودا من قبل, الكنافة صاحبة الوصفة الثابتة والشكل التقليدي ولسنوات طويلة كانت طبق الحلويات الأهم بعد وجبة الإفطار بعد شراء الكمية المطلوبة من صانعها في فرن الكنافة البلدي الذي يقوم بمهمته المنتظرة طوال العام علي أفضل وجه وبسرعة فائقة بعد الإمساك بكوز العجين السائل ونثره بحركة دائرية سريعة علي الفرن لتجهيز ما يلزم من خيوط الكنافة. ورغم استمرار فرن الكنافة البلدي واحتفاظه بنسبة إقبال لا بأس بها خلال الشهر الكريم إلا أنها تأثرت بشكل تدريجي ببعض الإضافات التي لم تترك الكنافة علي حالها لتصبح حقلا للتجارب. فمن كنافة القشطة والمهلبية والكنافة المحشوة جبنة يغطيها العسل الأبيض وكنافة المكسرات بصورة أكثر تطورا وبإضافة المزيد من المكسرات غير المعتادة وصولا إلي الكنافة بالمانجا التي أحدثت ضجة كبيرة ولاقت إقبالا واسعا سواء لدي عشاق فاكهة المانجو أو كل من يسعي إلي تذوق طعم جديد بعد مزج خليط الكنافة بالمانجو. وقد تحولت كنافة المانجا إلي علامة مسجلة في تاريخ الكنافة لتبدو وكأنها وصفة منذ قديم الأزل يسعي الكثيرون لتذوقها بدافع الفضول أحيانا وبدافع حبها بعد تذوقها عدة مرات, ليبدأ أصحاب محلات الحلويات في التفكير في المنافسة بمنتج جديد تتضح فيه الفروق الفردية لصناعتهم ومنتجاتهم عن غيرهم لتأتي مرحلة الكنافة بشوكولاته النوتيلا وكنافة الريدفلفيت, تلك الإضافات التي دخلت علي أحد معالم رمضان الراسخة التي لم يكن يتخيل أحد أن يصيبها كل هذا التغيير ولا يبقي من زمنها الجميل سوي أصل الكنافة نفسه قبل إضافة أي شيء عليها.